اعتبر الدكتور ناجح بكيرات رئيس اكاديمية الاقصى للعلوم والتراث ما نشرته صحيفة "هارتس" من انه تم خلال الايام الاخيرة الاعداد لمسودة اتفاق بين الشركة الحكومية لتطوير القسم اليهودي في مدينة القدس وبين جمعية إلعاد الاستيطانية، لإدارة الجزء الجنوبي من حائط البراق المعروف بالحديقة الاثرية بانها خطوة باطلة.

وقال لـ موقع بكرا ان محاولة نقل الصلاحية من الشركة الحكومية لتطوير القسم اليهودي في القدس لجمعية العاد الاستيطانية تهدف لكسب قضايا سترفع على الجانب الاسرائيلي في محاولة للتملص من الانتهاكات التي مارستها حكومة الاحتلال عبر 47 عاما، مؤكدا ان المدينة المقدسة مدينة محتلة حسب القوانين الدولية وحسب القرار 242 وهي جزء من الاراضي التي احتلت عام 67 وبالتالي فان الحفريات التي تجري في باب المغاربة والسيطرة على حائط البراق هو باطل ولا نعترف به وننظر اليه بانه امعان وزيادة في تهويد المسجد الاقصى المبارك وحصاره والتخطيط لما تبقى من المسجد .

التملص من القرارات

واكد الدكتور بكيرات ان اسرائيل تريد التملص من القرارات الدولية التي ادانت ممارساتها في حائط البراق وبجوار المسجد الاقصى لتؤكد ان من يقوم بذلك هي جمعية العاد وهي جمعية شعبية تقوم بنشاطات مختلفة.

واشار الى وجود اهداف اسرائيلة وراء هذه الخطوة وهي نقل ملكية المكان من السيادة الاسلامية الى الاسرائيلية وكأن جمعية العاد هي المخولة بادارة شؤون المسجد الاقصى المبارك.

ولم يستبعد بكيرات ان تواصل الجمعية حفرياتها اسفل المسجد الاقصى المبارك وفي نفس الوقت تنفي الحكومة الاسرائيلية علمها بهذه الحفريات معتبرا ذلك بانه يندرج في اطار تقاسم الادوار تلعبه حكومة نتنياهو تارة تلعب على وتر السيادة وتارة اخرى على وتر نقل الصلاحيات وفي بعض الاحيان الى القانون بحجة ان القضاء هو الذي يبت في صلاة اليهود وغيره وتارة ثالثة تنقلها الى الحاخامات وتصدر الفتاوي واليوم تنقل جزء من اللعبة والمخطط الى جمعية الاستيطانية .

واكد بكيرات ان جمعية العاد موجودة ضمن النشاط الصهيوني الذي يستهدف مدينة القدس مشددا على رفضه لكل هذه الاجراءات الاسرائيلية بما فيها استمرار الاحتلال وما يقوم به من اجراءات وممارسات منذ العام 67 .

التحرك العاجل

وراى انه على ضوء هذه المشاريع الاسرائيلية التهويدية ينبغي على الحكومات الاردنية والتركية والمصرية التحرك العاجل من اجل وقف هذه المشاريع الاسرائيلية وتشكيل لجنة لمحاسبة اسرائيل على افعالها تجاه التراث المعماري سواء كان اسلاميا او مسيحيا في القدس.

وقال ان مثل هذه القضايا تحتاج الى هبة ووعي جماهيري وعلى المجتمع المقدسي الوقوف امام الاجراءات الاسرائيلية والتواصل مع المسجد الاقصى والدفاع عن المقدسات داعيا المؤسسة الفلسطينية الانسحاب من المفاوضات وان تعيد للقدس مكانتها,وقال لا يمكن ان نبقى تحت غطاء المفاوضات وفي كل يوم تهود مدينة القدس.وان الاوان لتحقيق الوحدة بين الضفة وغزة.

فتوى قضائية

وكانت صحيفة هارتس قد اشارت إلى ان هذا الاتفاق الذي تم توقيعه بين الشركة الحكومية لتطوير القسم اليهودي في مدينة القدس وبين جمعية إلعاد الاستيطانية تم بعدما تسلّمت الشركة فتوى قضائية بإمكانية القيام بذلك دون طرح العطاء.

ونوهت الصحيفة الى ان المنظمات اليسارية ستعمل على إلغاء هذا الاتفاق الذي ترى فيه استمرارية لسيطرة المنظمة الاستيطانية إلعاد على شرق المدينة وتعزيزاً لعلاقاتها بمؤسسات المدينة.

واضافت الصحيفة ان اسم الجمعية ارتبط في السنوات الاخيرة بنشاطاتها الاستيطانية في منطقة سلوان، حيث تم مؤخراً إقرار إقامة مركز كبير للزوار في سلوان، بالإضافة الى نشاطها المتمثل بالعمل على شراء بيوت الفلسطينيين عن طريق وسطاء وشركات اجنبية وتسكين اليهود فيها.

مؤسسة الاقصى

من جانبها حذّرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" من سعي جمعية " إلعاد" الاستيطانية السيطرة على الوقف الاسلامي في منطقة قصور الخلافة الأموية جنوبي وغربي المسجد الأقصى المبارك ، بهدف تسريع تنفيذ مشاريع تهويدية واسعة ، من ضمنها افتتحاح نفق تحت الأرض يصل ما بين مدخل وادي حلوة والمنطقة الملاصقة لجنوب المسجد الأقصى .

واعتبرت المؤسسة هذا المخطط بأنه يزيد المخاطر على المسجد الاقصى ويهدده مباشرة.

وأكدت "مؤسسة الأقصى" أن هذا الموقع البالغ مساحته عدة دونمات ، هو وقف إسلامي خالص ، يتبع المسجد الاقصى ، تسيطر عليه أذرع الاحتلال التنفيذية منذ احتلاله عام 1967م، ، وهو ملاصق للمسجد الأقصى ، وأن جمعية "إلعاد " والاحتلال الاسرائيلي ، من منطلق توزيع الأدوار وتسريع تهويد محيط المسجد الأقصى ، ستقوم بنقل "صلاحيات" الإدارة الى جمعية "إلعاد" ، والتي ستقوم بدورها ، بتسريع تنفيذ مشاريع تهويدية ضخمة في الموقع المذكور، حيث أن هناك مخطط لتنفيذ مشروع تهويدي على مساحة نحو 20 دونما ، يمتد من أسفل محراب الاقصى – من الخارج -، وحتى منطقة باب المغاربة ، كما أن هناك مخطط لربط وحفر نفقين ، الاول يبدأ من منطقة مدخل وادي حلوة ، يتجه الى جهة شرق شمال ، والطرف الثاني يوجد في منطقة القصور الأموية وسط المنطقة الشرقية الجنوبية ، بما يعني السيطرة الكاملة على المنطقة الممتدة من أقصى الزاوية الشرقية الجنوبية للمسجد الأقصى ، على امتداد الجدار الجنوبي ، مروراً بالزاوية الغربية والجنوبية ، وانتهاء عند باب المغاربة وحائط البراق، وتحويل كامل المنطقة الى مشروع استيطاني تهويدي ، ومركز توراتي تلمودي ، وربط المنطقة كلها بشبكة الأنفاق الممتدة أسفل ومحيط المسجد الأقصى المبارك ، وتحويها الى مرافق للهيكل المزعوم.

احمد قريع يحذر من خطورة الموقف

في غضون ذلك حذر عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس، أحمد قريع، من خطورة الوضع القائم في مدينة القدس وتداعيات ذلك على مستقبل المسجد الأقصى المبارك في ظل تكرار الاقتحامات الجماعية من قبل المستوطنين واليمين المتطرف بحماية الشرطة الإسرائيلية، وما رافق ذلك من إغلاق كامل لبوابات المسجد الأقصى ومنع المصلين من دخوله.

وأوضح قريع في بيان صحفي أن مدينة القدس تمر بأصعب الظروف المتمثلة في تصعيد حكومة الاحتلال الاسرائيلي من إجراءاتها التهويدية للمسجد الاقصى المبارك وتكثيف عملية الاقتحامات لساحاته من قبل المستوطنين تحت حراسة من قوات الجيش والشرطة الإسرائيليين وإقامة جولات استكشافية وارشادية بداخله يتلقون خلالها دروسا عن 'الهيكل المزعوم' ما يثير استفزاز مشاعر المسلمين المصلين في المسجد الأقصى ومن المعتكفين فيه.

وحذر قريع من مخاطر طرح موضوع بسط سيادة الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك على الكنيست للمرة الثانية لاستصدار قرار بذلك، ومن خطورة التصريحات والمقترحات العنصرية الإسرائيلية، وكذلك من طرح قضية استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي لتأمين اقتحامات كبيرة للمسجد الأقصى، خلال عيد الفصح العبري الذي يحل بعد نحو شهر ونصف الشهر.

استمرار الحفريات

من جانب آخر، رفض رئيس دائرة شؤون القدس ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال منافية لكافة الأعراف والمواثيق الدولية، تتمثل بالاستمرار في الحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى المبارك أدت إلى انهيار جدار استنادي على منازل في باب المغاربة، مبينا أن هذه الحفريات في جوف الأرض والتي تستهدف بالأساس المسجد الأقصى المبارك مستمرة دون توقف منذ سنوات حيث وصلت إلى بناء كنيس يهودي ضخم تحت المسجد الأقصى المبارك.

وقال قريع، إنه في ظل هذه الهجمة الإسرائيلية على المدينة المقدسة ومحاولات تهويدها وتغيير معالمها وفرض أمر واقع جديد، بالإضافة إلى الاجراءات التعسفية الإسرائيلية بحق سكانها من المواطنين المقدسيين ومحاولات تهجيرهم وإحلال اليهود على أراضيهم، ندعو إلى هبة عربية إسلامية لنصرة المدينة المقدسة والدفاع عن المسجد الاقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى والمهددة بخطر التقسيم كما حدث في الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل، فمدينة القدس والوضع القائم فيها حاليا لا يحتمل الانتظار والتأجيل لاي تحرك عاجل من قبل الأمة العربية والإسلامية، وإلا فإن المخططات الاسرائيلية العنصرية بدأت بالتنفيذ على أرض الواقع في المسجد الاقصى مثل تهويده وتقسيمه زمنيا ومكانيا وبسط السيطرة والسيادة الكاملة عليه، وتأمين اقتحامه بشكل كبير في أعيادهم، بل هناك أيضا مخططات ومقترحات في غاية من الخطورة تحدق بالمدينة المقدسة تناقش في جلسات الكنيست الإسرائيلية بشكل يومي.

اجتماع عربي اسلامي

وأضاف، إننا إذ نرحب باجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين وبالبيان الصادر عن الحكومة الأردنية والحكومة المصرية، فإننا ندعو إلى اجتماع عربي- إسلامي على مستوى وزراء الخارجية تمهيدا لاجتماع القمة العربية وإلى رفع القضية إلى مجلس الامن الدولي بشكل عاجل قبل أن تقدم حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطوتها الإجرامية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]