انتهت بالامس اعمال وفعاليات المؤتمر الريادي الأول من نوعه في المثلث والذي يحمل عنوان "النساء العربيات الفلسطينيات في الحيز السياسي والجماهيري -واقع وتحديات" تحت رعاية مبادرات صندوق ابراهيم وجمعية كيان النسائية وبالتعاون مع كلية القاسمي في مدينة باقة والتي استضافت هذا المؤتمر في بيتها.

تولت عرافة هذا المؤتمر مها زحالقة مصالحة وشارك فيه كوكبة من سيدات البحث العلمي والادارة والاكاديميا ورجالات السياسة وشخصيات قيادية في المجتمع العربي برز بينهم الباحثة الفلسطينية الدكتورة تغريد يحيى يونس، الدكتورة اسماء نادر غنايم رئيسة قسم التربية والتعليم، الناشطة زهرية عزب وخريجان الفوج الاول في مشروع قياديات جماهيرية سياسية، كما وشارك السيد جمال مجادلة القائم باعمال رئيس بلدية باقة الغربية في اعمال المؤتمر الى جانب السيد محمود عاصي رئيس مجلس كفر برا وناشطات نسويات بارزات في المجتمع المدني.

المؤتمر هو باكورة عمل الفوج الاول في قيادات جماهيريات وسياسيات الهادف الى تشجيع المشاركة النسائية في الحيز النسائي والجماهيري في المجتمع العربي .

امنون بئيري: العمل على بناء اطار نسائي موحد

في البداية تحدث امنون بيئيري – مدير عام مشارك – صندوق ابراهم والذي اكد من خلال محاضرته عن اهمية العمل النسائي بشكل عام، كما تحدث عن دور النساء في بناء المجتمع بكل اطيافه ، مشيراً الى ان هذا ياتي من خلال العمل على بناء اطار نسائي موحد صاحب ثقل اجتماعي مجتمعي.

كما طالب ببث روح التوعية والارشاد من خلال اقامة دورات قيادية للنساء العربيات مثل هذه الدورة التي انتهت خلال الاسابيع الماضية . كما وتقدم بالشكر لكل النساء القياديات في المجتمع العربي على المجهود العظيم لهن . وفي النهاية بارك للخريجات ممن تخرجن في الفوج الاول من هذه الدورة .

رفاه عنبتاوي: دور المرأة في المجتمع يجب ان يأخذ مكانه

ومن ثم تحدثت الناشطة النسوية رفاه عنبتاوي مديرة جمعية كيان ورحبت بمثل هذه الفعاليات والنشاطات النسائية, كما تطرقت الى اهم الانجازات التي تقوم بها جمعية كيان النسائية في المجتمع العربي . وإنها تسعى والجمعية الى تعميق الفكر القيادي للنساء داخل المجتمع العربي المحافظ في كل محافل القيادة الاجتماعية المؤسساتية والعائلية مشيرة الى ضرورة تجهيز المجتمع ككل للتعاون مع هذا التغيير الذي يستوجب حدوثه من الاسفل الى الاعلى ومن الاعلى الى السفل من اجل انجاح الفكرة وسيرورة التغيير المرجو، منوهة ان دور المرأة في المجتمع يجب ان يأخذ مكانه ومكانته الطبيعية كحق طبيعي مفهوم ضمناً.

د. اسماء نادر: التغيير الحقيقي للمرأة في القيادة يبدأ من بيتها 

وتحدثت الدكتورة اسماء نادر غنايم مديرة قسم التربية والتعليم في بلدية باقة الغربية عن التغيير التي تشهده مدينة باقة الغربية في هذا المضمار، مؤكدة ان التغيير الحقيقي للمراة في القيادة يبدا من بيتها وينطلق الى افاق اخرى في المجتمع، ودون ذلك لن تستطيع المراة ان تتسلم زمام القيادة مشيرة الى ان المجتمع على مقربة من تحول في الفكر التعاملي اتجاه المراة العربية , وهذا بحد ذاته انجاز لكل الاطر النسائية في المجتمع العربي متمنية ان يتخلخل هذا الفكر في باقي مدن وقرى المجتمع العربي مشيرة الى التميز النسوي في المناصب الريادية في باقة الغربية من مديرات لمشاريع مفصلية وهامة في البلدية مثل مدينة بلا عنف وقسم التربية والتعليم وقسم الصحة وغيرها.

ميسم جلجولي: تعميم هذه الدورة في باقي المدن والبلدات العربية

وشكرت ميسم جلجولي وهي ناشطة نسوية مديرة مشروع تأهيل قياديات نسائية وشابات في المجتمع العربي في مبادرات ابراهيم ورئيسة مجلس نعمت في لواء المثلث الجنوبي، كل من ساهم في بناء مثل هذا الصرح النسائي القيادي والذي سيعود بالفائدة والخدمة الاجتماعية على مجتمعنا العربي، كما تمنت ان تكون هذه الدورة بداية لروح الاقبال والتغيير في مجتمعنا العربي حيث لاول مره تشعر بالاقبال والحماس على هذه الدورات، كما اكدت انها عازمة على تعميم هذه الدورة في باقي المدن والبلدات العربية .

بعد ذلك بدأت الناشطة الثقافية مها زحالقة مصالحة بدعوة الخريجات الى المنصة حيث تم تكريمهن بشهادات التخرج والتقدير من قبل السيدة رفاء عنبتاوي والدكتورة اسماء نادر غنايم والسيدة ميسم جلجولي والسيد امنون يئيري سولتسيانو.

اسماء الخريجات

ونورد أسماء الخريجات بترتيب عفوي:" السيدة نعمات عاصي،السيدة هديل الناشف، السيدة مها زحالقة مصالحة، السيدة سامية حسن، الدكتورة سهام كعكوش، السيدة صابرين مصاروة، السيدة مي جابر، السيدة عايدة ابو راس، السيدة كفاية زحالقة، السيدة رندة حاج يحيى خطبا، السيدة ليلى غاوي، السيدة وفاء عقل، السيدة سناء قعدان، السيدة فداء جبارة، الدكتورة نهاية حبيب والمحامية هزار الحادي.

تغريد يحيى يونس مفخرة للمجتمع العربي قاطبة

ومن ثم دعت عريفة المؤتمر الدراسي الباحثة الفسطينية الدكتورة تغريد يحيى يونس مؤكدة انها تعتز بها وبوصوله الاكاديمي المتميز بروعة نضالها البحثي لاجلنا نحن النساء الفلسطينيات في عدة مناحي مجتمعية بداية من بحث الدكتوراة حول "غربة، جنوسة وسياسة" ووصولاً الى بحثها حول التحليل الجندري لنتائج الانتخابات الاخيرة، كما اشارت زحالقة مصالحة أن موضوع النوع الاجتماعي (الجندر/الجنوسة) والسياسة هو أحد مجالات التخصص الأكاديمية البحثية والتدريسية للدكتورة تغريد يحيى- يونس، حيث نشرت في هذا المجال رصيداً من البحوث في دوريّات علمية محكمة وكتب مختلفة، ودرّسته في مساق قائم بذاته في جامعات مختلفة في البلاد هي جامعة حيفا، الجامعة العبرية وجامعة تل أبيب، وبوصفه موضوع يحظى باهتمامها ضمن مساقات شاملة أخرى تدرّسها في جامعة تل أبيب.

واستمع الحضور الى محاضرة شيقة وقيمة حول النساء والسياسة - تحديات وفرص وتحليل جندري لنتائج الانتخابات المحلية في المجتمع العربي للعام 2013 من خلال طرح المعطيات الإحصائية وبعض مؤشرات التغيير بتحليل سوسيولوجي رصدت من خلاله السّياق والسيرورات الاجتماعية والسياسية والثقافية والبنيوية التي أفرزت الارتفاع المذكور، مع الاعتراف بان الصورة لا تزال غير وردية، وقد تفاعلت الجماهير مع نتائج الانتخابات الأخيرة للسلطات المحلية العربية والتي طرحتها الباحثة ومشاركة النساء فيها وعن خيبة الامل من وصولهن الى المراكز القيادية.

ومن ثم دعت عريفة المؤتمر الفنانة المبدعة روضة سليمان مديرة مسرح السرايا في يافا والتي قدمت مسرحية ساخرة تشرح الواقع النسوي في عالم الحكم المحلي من خلال مونولوجات مميزة لام العبد اسعدت الجماهير واستحوذت على اعجابهم من خلال ملامسة اروع النقاط في مجتمعنا الابوي الذكوري، كما وطالبت ام العبد باقامة " لجنة وطنية عليا لمتابعة شؤون الرجل العربي ". برياسة ام العبد واخواتها م.ض.

ومن ثم دعت عريفة المؤتمر السيدة رندة حاج يحيى خطبا لتدير الجلسة الولى من المؤتمر تحت عنوان:"ترشح النساء للانتخابات المحلية 2013 ما بين النجاح وخيبة الامل"، وقد شاركت في الجلسة كل من المحامية هزار الحادي والناشطة السياسية من قلنسوة نغم نصر الله والناشطة السياسية ختام المصري ورئيس مجلس محلي كفر برا السيد محمود عاصي، اذ تناولت الجلسة وبإسهاب وجهات النظر المجتمعية والحمائلية والسياسية والعوائق امام المراة في اقتحام عالم السياسة، كما وأكد رئيس مجلس كفربرا المحلي محمود عاصي على دور المرأة وكما هي الحاجة على مشاركة المراة في العمل الاجتماعي اليومي، حيث اكد على انه يؤمن بإعطاء المرأة دور فعال في صياغة القرار السياسي والاجتماعي . وان هذا من عرفنا العربي والديني شاكراً للقائمات على هذا العمل وهذه الخطوات الرائدة لب المؤتمر. كنا وتحدث الناشطات السياسيات نصر الله والمصري عن التحديات والمعيقات والامل والتمسك بالحلم الذي يواجههن بالإضافة إلى الصبغة القانونية القضائية التي قدمتها الناشطة هزار الهادي من خلال ملاحظاتها الدقيقة والقانونية.

ثم انتقلت الجماهير الى الجلسة الاخيرة في اليوم الدراسي حول وظيفة المستشارات لشؤون المراة والمجالس النسائية ، وهل المجالس النسائية هي الحل الامثل لاحداث التغيير المجتمعي ومساواة المراة بالرجل؟

اذ دعت زحالقة مصالحة الناشطة النسوية ابنة كفر قرع ليلى غاوي لادارة الجلسة،وهي عضوة في المجلس النسائي في كفر قرع، اذ شارك في الجلسة كل من الناشطة رفاء عنبتاوي مديرة جمعية كيان والناشطة زهرية عزب والسيد جمال مجادلة، القائم باعمال الرئيس في بلدية باقة الغربية بالاضافة الى السيدة اعتدال مصاروة، اذ وجهت السيدة ليلى غاوي العديد من الاسئلة الجوهرية القية التي وضعت المجالس النسائية على المحك ما بين كونها الية لتهميش النساء او اداة لتعزيز مكانتها وشق الطريق نحو العمل السياسي، اذ تحدثت الناشطة رفاء عنبتاوي مديرة جمعية كيان عن البحث والمسح الذي قامت به حول "الموجود والمطلوب وما بينهما" والذي يستعرض نتائج بحث حول وظيفة المستشارات لشؤون المراة في البلديات والمجالس المحلية، مشيرة الى ضرورة تمرير دورات تدريبية لهذه المجموعة من المستشارات، كما وتحدثت السيدة اعتدال مصاروة مستشارة المجلس النسائي في كفر قرع حول التجربة القرعاوية ونقاط التحديات ونقاط التحول في الاهداف، كما ووجهت السيدة غاوي مديرة الجلسة الكثير من الاسئلة واستقبلت العديد من المداخلات والتي تنتقد نوعية الدورات والفعاليات التي تقوم بها المجالس النسائية مع ضرورة التعديل نحو مفاهيم قيمية اساسية اكثر لصبايا هذا المجتمع، من جهتها ففقد اكدت وبكل ثبات الناشطة السياسية زهرية عزب وهي اول عضوة مجلس في مجلس كحلي كفر قرع ان المجالس النسائية وللاسف تستخدم لاقصاء حق المراة في التاثير على اللعبة السياسية في المجالس المحلية، لان لا قوة للمجلس النسائي في التاثير على مجريات الامور لانه لا يملك حق الاقتراع على أي بند في المجلس المحلي، مشيرة الى تخوفها من التعامل مع المجالس النسائية كملعب منفصل يريح الرجال من طلبات النساء في البلديات. من جهته تطرق السيد جمال مجادلة القائم باعمال رئيس بلدية باقة الغربية إلى وجود مجلس نسائي في باقة متطرقاً الى انفعاله واحترامه للطاقات النسوية على الساحة الباقاوية والساحة العربية.

اختتمت المؤتمر كل من عريفة اليوم الناشطة الثقافية مها زحالقة مصالحة والدكتورة تغريد يحيى يونس والناشطة النسوية ميسم جلجولي بتوجيه جزيل الشكر لكل المشاركات والمشاركين الذين حضروا بكل وفاء ومحبة لفكرة المهرجان.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]