سؤال:

أنا أم لصبيين. الأكبر عمره 3 سنين و9 أشهر، الثاني سنة ونصف. طفلي البكر عصبي ومدلل من بيت جده. زوجي وحداني وابني على اسم جده. نحن نسكن بجانب بيت الجد. كل شي يطلبه يحصل عليه. بكاء متواصل وتمقت و"ون". لا ضرب نافع معه ولا حكي منيح نافع. كيف التعامل؟

لعدة ظروف قررنا الانتقال إلى بلدة أخرى ليست بعيدة عن بلدنا ولكن ليس لنا فيها أية معارف أو أقرباء. سنضطر لنقل ابناءنا إلى حضانة وروضه جديدة. إبني يرفض الانتقال. أرجو أن تدليني على الوسائل المناسبة معه لكي تتم عملية الانتقال على خير. وماذا عن طفلي الصغير؟ وشكرا.

الجواب:

التأثر الصعب من نقل السكن إلى بلد جديد لا بد منه. صعوبة هذا الانتقال هو حالة مؤقتة ستنتهي بخبرة غنية تعمل على تطوير الشخصية ونضوجها. عند الانتقال يلزم توفير بيئة داعمة للطفل كي تقلل من تأثيرها السلبي وتزيد من فائدتها بتطوير شخصية سوية.

كيف التعامل مع دلال الطفل من جهة جديه؟

دلال الطفل من جهة الجدين حاجة عاطفية لطيفة ومفيدة لتطور طفلك. عند وجوده في بيت جده لا لانتقاده أو التدخل بينه وبين جده. نعم لجعله يتمتع بوقته معه من غير المس بفرحته وانطلاقته الحرة.

وجوده في البيت معكما وتحت ادارتكما الحكيمة حالة ثابتة وسوف تساعده على تطوير شخصية متوازنة تحترم القوانين والأنظمة المتنوعة وفي ذات الوقت تعيش حالة دلال مفرط وفرح في بيت الجد.

العنف، الضرب التوبيخ، العصبية... أساليب تربوية ضارة بتطور شخصيته ولا تساعد. البرهان هو رسالتك التي تعترفين فيها بفشل أسلوب العنف.
ما يساعدك - (في كتابي نعم للتربية الإيجابية أمثلة كثيرة وبتوسع).

هل التربية هي مسحة رسول سحرية؟

بالطبع لا. التربية هي خطة تحتاج لقرار وثبات على تطبيقه. من المهم الانتباه لسلوك طفلك المستحب الذي يقوم به في كل وقت – حتى أثناء وجوده في بيت جده- ودعمه بامتداحه، شكره والتعبير له عن رضى واحترام بلغة سهلة وقصيرة. بالمقابل يلزم تجاهل سلوكه غير المستحب والانشغال عنه بمكان آخر. يوما بعد يوم سوف يتلاشى هذا السلوك وسوف يتكرر السلوك المستحب فيصبح عادة.

هل الانتقال سوف يضر بطفلي وكيف يمكنني مساعدته؟

لا للقلق. من المؤكد بأن الانتقال هو واقع وحقيقي لا دخل لاعتراض طفلك أو تقبله. إعلامه بالانتقال أمر ضروري. لا حاجة لاقناعه بتقبل الانتقال أو لومه على عدم تقبله. نعم لحاجة طفلك للاصغاء له كلما اعترض. نعم للسماح له بالتعبير عن مشاعره السلبية بسبب ابتعاده عن جده.

هذا لا يغير أمر قرار الانتقال ولكنه كلما أصغيت إليه كلما خف عنه الشعور بالقلق والحزن. المهم احترام مشاعره بغمره ومشاركته بفعالية يحبها. الدعم العاطفي يزيده اطمئنانا بقربك ويخف من حدة اعتراضه تدريجيا. المهم بعد الانتقال أن تجدي له صاحبا تستضيفينه عندك وفي وقت لاحق يزداد عدد معارفه الجدد. تبادل الزيارات حالة توفر له بيئة آمنة ومطمئنة. الغنى الاجتماعي بالمعارف والأصدقاء يخفف من صعوبة الانتقال. يوما بعد يوم سوف يتمسك بالبلد الجديد وسوف يصعب عليه العودة. هكذا هي الحياة. تلك هي الخبرات.

أما بخصوص الطفل الصغير فسوف يتأقلم سريعا وذلك بسبب قلة خبرته العاطفية-الاجتماعية بارتباطه بالمكان الحالي وذلك بسبب صغر سنه وبالتوفيق بالانتقال الجديد.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]