يُقال بأن الطائفية هي أفيون الشعوب، والكل مجتمع تدخله الفتنة الطائفية يعيش تمزقا كبيرا جرائها، وما يحصل بالدول العربية المجاورة هو خير دليل، وقد تميّز شعبنا الفلسطيني بالداخل طوال السنوات الماضية بوحدته وقوته ضد محاولات الفتنة الطائفية التي خاضتها إسرائيل دائما. اليوم هنالك انتخابات في الناصرة، انتخابات لرئاسة البلدية يتنافس فيها كل من المرشح رامز جرايسي وهو من أبناء الطائفة المسيحية والمرشح علي سلام وهو من أبناء الطائفة المسلمة، جرايسي هو مرشح الجبهة، الحزب اليساري الشيوعي المعروف، وسلام هو مرشح قائمة ناصرتي، وهي قائمة شعبية أسسها قبل بضعة أشهر، أي بكلمات أخرى ليس هنالك أي مرشح من قائمة دينية أو تابعة لطائفة معينة، وفي كلا القائمتين هنالك قياديين من أبناء جميع الطوائف وتميزت الناصرة، حتى ما قبل الإنتخابات، بوحدتها ونسيجها الاجتماعي المميّز.

مؤخرًا، وخصوصا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، لمسنا من التعقيبات والردود أن "نار الطائفية" بدأت تشتعل، سواءً من جانب "ناصرتي" أو "الجبهة"، وعليه قمنا بإستطلاع المواقف لعدد من الناشطين. 

شادن أبو أحمد : أهل الناصرة أوعى من ذلك ولكن هنالك من يستغل منابر الجوامع للدعاية الانتخابية

الشابة شادن ابو احمد وهي ناشطة جبهوية، قالت في حديثها لموقع "بكرا" حول الموضوع : أنا لا أرى أن انتخابات الناصرة طائفية، اعتقد أن أهل الناصرة أوعى من أن يحولوا انتخابات بلدية لمدينة عصرية إلى انتخابات طائفية، الجبهة في كل تاريخها لم تحول يومًا الانتخابات إلى طائفية ولن تفعل ذلك، على العكس تمامًا، هي من وقفت في وجه الطائفية، من يلعب على هذا الوتر هو من يستغل منابر الجوامع للدعاية الانتخابية، وهذا واضح، غير أن هنالك من يحاول تحويل الانتخابات إلى حاراتية وعائلية وليس فقط طائفية، طبعًا هذا مرفوض علينا، البلد والبلدية للجميع، للجميع بحق وبالفعل وليس فقط بالشعارات.

شادي مرجية : الجبهة تشن حربا على كل "مسيحي" يخالفهم الرأي !!

الناشط شادي مرجيه، يختلف مع ابو أحمد، فيقول لـ "بكرا": برأيي استعملت الجبهة السم الطائفي خلال فترة الانتخابات الأولى بشكل واضح وكبير، وبما أن السم الطائفي لم يساعدها على قتل منافسها في المرة الأولى، اختارت سم من نوع آخر وإضافي للسم الاول وهو تقسيم البلد لفئات: "فئة الاوادم" و"فئة البلطجية الزعران". خلال 38 سنة حكمت الجبهة البلد بواسطة سياسة فرق تسد، وهي سياسة معروفة يستعملها كل حكم فاسد لم يعد لديه ما يقدمه للمواطنين، ولكن لم تكن تتوقع أن يظهر إنسان يوحد 85% من أهل البلد ويحثهم على التقدم إلى الأمام والنهوض نحو التغيير المبارك بإذن الله. ما يهدد الجبهة هو المسيحي المتعلم المثقف الذي يقول بوجههم "لا"، ولهذا تجد أنهم يشنون حربا بكل الوسائل ضد المسيحيين الذين يخالفونهم الرأي، ويصل بهم الضعف بأن يشككون في إيمانه، فهم لا يعرفون كلمة منافسة، وكل من يخالفهم الرأي هو بمثابة عدو لهم. 

خليل عون الله: الجبهة كانت جزء من الفتنة الطائفية عام 1998

أما الناشط خليل عون الله فقال : حسب رأيي إن أساس الطائفية في البلد هي الجبهة، فالجبهة كانت جزء من الطائفية بعام 1998 من أجل مصالحها التي تتمثل بالحصول على الكرسي واليوم يستخدمون نفس النهج وهذا احد اسباب دعمي لعلي سلام، انه يستطيع أن يوحد البلد ، بلدنا الذي نحب.

عزيز بيسوني: استغلال سلام منابر الجوامع للتحريض على الجبهة هي الفتنة الطائفية

وتحدثنا أيضا مع الناشط الجبهوي عزيز بسيوني والذي قال : إن استغلال علي سلام لمنابر الجوامع للدعاية الانتخابية والتحريض على الجبهة من خلال أكاذيب هو فتنة طائفية، لأن المساجد يجب أن تكون مُتاحة للجميع دون العلاقة لانتمائاتهم السياسية والحزبية، وكذلك يسمع الناس ما يقوله علي سلام وقيادة ناصرتي في زياراتهم الشخصية البيتية مما يؤكد على ازدواجية المواقف والخطاب لعلي سلام وناصرتي. نحن نحترم الدين ونحترم رجال الدين ، وجزء كبير من الجبهويين مؤمنون ويصلون، ولكنّا نرفض إقحام الدين بالسياسة واستغلاله من اجل الفوز بكرسي الرئاسة!! لان الدين لله والناصرة للجميع.

وتابع : نطالب قيادة ناصرتي باحترام عقل الناخب النصراوي وان يكونوا صادقين في خطابهم وان نتنافس بشكل أخلاقي دون توتير وتحريض. علي سلام ورامز جرايسي أبناء الناصرة وهما مرشحٓان لخدمة أهل الناصرة فدعونا نتنافس على برنامج عمل ولنفكر من منهم يستطيع أن يخطط لمستقبل أفضل لشبابنا ولناصرتنا ونصوت وفق ذلك، لأن الناصرة عزيزة على قلوبنا جميعاً ونريد الخير لها ولأهلها. من العار أن تحويل الانتخابات إلى قضية مسلم ومسيحي، فالمنافسة هي بين من تريده السلطة وليكودها لرئاسة البلدية ومن تريده القوة الوطنية والاهلية في المدينة. الناصرة اولاً...

ناهد حامد : الطائفية واحدة من مجموعة ظواهر سيئة نعيشها بفترة الانتخابات

بدورها الناشطة في قائمة "ناصرتي"، ناهد حامد قالت : انتخابات الناصرة لم تكن انتخابات عاديه كونها كشفت ظواهر اجتماعية كانت موجودة ولكن معتمة ومجملة ومخالفه لما هو عليه في الحقيقة كالطائفية المتفشية في البلد والطبقية بين الناس، حيث تم تهميش جزء كبير من المجتمع النصراوي وبالتالي وقع تعدي على طبقه تم نعتها بـ "أهل الرز واللبن" الشيء الذي جعل هذه الفئة ترد بـ " نعم نحن أهل الرز واللبن والسوشي لا يمثلنا" !! إذا هذا لا يعتبر طبقية وفئوية فما هذا ؟!! هذا بالإضافة للمحسوبيات والعائلية وغيرها، لطالما كرهت تصنيف الناس وتهميشهم لكني اكره أكثر تجميل وتلميع صورة البلد من خلال إخفاء مثل تلك الظواهر وعدم علاجها والنتيجة واضحة وضوح الشمس ظهور وتجلي هذه الظواهر ناهيك عن ظواهر اجتماعية جديد في المجتمع النصراوي مثل التخوين !!

وأضافت : الظواهر التي أُهملت وتم إخفائها لتجميل صورة الناصرة سوف تكون العامل الحاسم لنتيجة الانتخابات في المدينة بمعنى أن تأثير هذه الظواهر بات واضحاً في الناس وكتاباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي حتى تصريحاتهم اليومية . أنا أسميتها فترة التسونامي الفكري والأخلاقي في البلد وأزعجتني فترة الانتخابات وتركت في كل قلب وجع وغيرت الحال إلى أحوال بحيث خلفت عواقب نفسيه وخيمة جراء كل التهجمات الشخصية والألفاظ العنيفة النابية والطائفية والضغط النفسي لكن في النهاية كنا بحاجه لتسونامي فكري لإسقاط الكثير من الأقنعة والحقائق والعمل على بلد أكثر وعي وتطور ومحبه من يحب الناصرة عليه نبذ الطائفية والفئوية وتعريف نفسه بدايةً وقبل كل شيء كنصراوي لأن النصراوية لا يليق بهم إلا الحُب والتآخي

شهد دخان: الطرفين "يحاولان" اخفاء الطائفي

أما الشابة شهد دخان فقالت : بدأ موضوع الطائفية يظهر شيئا فشيئا حتى صارت صورة الانتخابات للأسف تظهر بشكل واضح أنها طائفية، برأيي أن الطرفين بالناصرة يحاولان أن يخفوا وجود الطائفية ولكن كل قائمة ومن خلال بعض الأخطاء بالحملة الانتخابية تزيد من الطائفية.

شريف علي:الجبهة تعيش صراع البقاء

وقد كان لنا حديث مع الناشط وعضو القائمة الأهلية شريف علي وقال : الانتخابات بالناصرة بالأساس ليست طائفية ولكن هنالك أطراف معينة، وأخص بالذكر الجبهة والحزب الشيوعي يحاولون جر المدينة للفتنة الطائفية، حيث أن هذه بالنسبة لهم هي البطاقة الرابحة، ولكنهم برأيي لم ينجحوا بذلك، أرى بأن الجبهة تحارب لأن تربح انتخابات الناصرة حيث أنها تعيش صراع البقاء لذا متوقع أن تقوم بكل شيء ممكن.

رلى مزاوي: الطائفية مستغلة من الطرفين !

وتحدثنا أيضا مع النصراوية رلى نصر مزاوي والتي قالت : للأسف، الطائفية مستغلة من الطرفين في الخطابات داخل البيوت. الجبهة وناصرتي يحاولون جني الأصوات بكل الطرق حتى باستعمال الخطاب الطائفي الذي يمزق المدينة ونسيجها الاجتماعي. مع كل هذا أرى تقدماً في هذه الانتخابات وهو اختفاء الحركات الإسلامية، ومكانها توجه الناس نحو حركة ناصرتي والتي ليست طائفية أو إسلامية لا بتركيبتها ولا بخطابها ومع ذلك لا زلنا نرى أن 80% من المسلمين يصوتون لعلي سلام، و 90% من المسيحيين لرامز جرايسي. إذاً فالحقيقة هي أننا طائفيون من الدرجة الأولى، وبين التصويت الطائفي والتصويت العقلاني مسافة كبيرة.

وتابعت: أنا لا أريد أن أصوت لأحدهم لأنه مسيحي ولا للآخر لأنه مسلم، انتماء المرشح الديني هو شأنه الخاص وليس طرفاً في المعادلة. بالنسبة لي أنا اعتقد أن التغيير هو الحياة، وان رئيس بلدية اشغل هذا المنصب لعشرين عاماً، لا يوجد أي مبرر لتوليه هذا المنصب لخمس سنوات إضافية. التغيير هو الحياة والحياة تغيير. أنا ابحث عن مصلحة الناصرة، عن مشاريع تربية وتعليم واستثمار في أطر ونوادٍ تزود أبناءنا بما يغذي الجسد والروح ويبعدهم عن دائرة العنف. عن حلول لأزمة السكن للأزواج الشابة وحلول الاختناقات المرورية التي تصعّب العيش في المدينة. لقد عرضت القائمة الأهلية في الانتخابات السابقة برنامجاً مدروساً لتحسين الكثير من المجالات في المدينة وأعلن السيد علي سلام استعداده لتبني هذا البرنامج والعمل المشترك على تحسين سبل العيش في المدينة، نحن نبحث عن بداية لمسيرة تغيير.

ناصرتي: قيادات الجبهة يستغلون الهمس الطائفي بالخفاء

وحول رأي قائمة ناصرتي الموضوع كان لنا حديث مع القيادي في القائمة، فريد ظاهر والذي بدأ حديثه : أولا الانتخابات في مدينة الناصرة هي ليست انتخابات طائفية بالمطلق، بل هي انتخابات طبقية، هي انتخابات بين الناس المسحوقين والمهمشين وبين مجموعة تتعامل بعنجهية واستعلاء واستكبار، تخدم مجموعات برجوازية وتحل قضاياها عبر التلفون وآخرين مهمشين يعاملون بطرق مذله ويمرون دروبا من الآلام كي تحل قضاياهم.

وتابع ظاهر :إلا أن هناك من أستغل الموضوع بشكل طائفي وأعني الجبهة، بالخفاء يتم الهمس وأحاديث بيتية بلغة طائفية بغيضة نرفضها كل الرفض، ولا أنفي أن يكون هنالك من يتحدث بشكل طائفي بين مصوتي ناصرتي، الفرق بين الإثنين هو أن الهمس بالجبهة على مستوى القيادة بينما في ناصرتي ممكن الحديث يكون من قبل أفراد وأشخاص عاديين .

وأضاف : مركز وعنوان انتخابات الناصرة هي بين مجتمعين قسمهم رامز جرايسي، بين المسحوقين وبين المبسوطين، عندما رفع علي سلام شعار "بلدية لكل الناس" فإني أرى بهذا الشعار ترجمة أو إعادة صيانة لشعار "بلدية كرامة وخدمات" الذي رفعته الجبهة في بداياتها، ايام المرحوم توفيق زياد والذي الغاه رامز جرايسي منذ أن تولى الحكم في بلدية الناصرة، هذا الشعار الذي نسيته الجبهة منذ وفاة المرحوم توفيق زياد.

وأنهى حديثه :نرفض رفضا تاما ان توصف هذه الانتخابات بأنها طائفية وأدعو الأخوة في الجبهة أن يتوقفوا عن الهمس الطائفي لأن الانتخابات يوم وسنعيش مع بعضها دوم، لقد دمروا النسيج الاجتماعي فيها.

الجبهة : سلام يرفض المناظرات لأنه يتكلم بأكثر من لسان

توجهنا لجبهة الناصرة وطلبنا تعقيبهم على الموضوع وموقف الجبهة وجاء في الرد :جبهة الناصرة الديمقراطية ومنذ إقامتها في العام 1974 قامت على أساس تحالف وطني لمواجهة سياسة التمييز الحكومية ومحاربة كل أشكال الفئوية الضيقة في مجتمعنا النصراوي.

وتابعت الجبهة :رفضنا ونرفض أي تعصب أو تقوقع على أساس حاراتي أو طائفي أو عائلي أو غيره.

وأضافت :جبهة الناصرة جسم سياسي-إجتماعي يطرح مواقفه وقضاياه علنا ويقيم مؤتمراته المفتوحة علنا والموثقة على أساس برنامج عمل يضمن الوحدة الكفاحية والوطنية لشعبنا كله.نحن نتهم علي سلام ومن يحوم حوله يإستعمال خطابات متناقضة في حملته اﻹنتخابية تارة في اللعب على الورقة الحاراتية وتارة أخرى بالهمس الطائفي ومرات أخرى بإستعمال التهديد والعربدة وإطلاق الوعودات اﻹنتخابية دون رصيد وتهديد موظفي البلدية الغير موالين له، وما إضراب العربدة سيئ الصيت إلا مثلا لهذا النهج والسلوكيات، هذا الاضراب الذي شكل وصمة عار في تاريخ هذه المدينة وإضراباتها الوطنية.

وجاء في الرد: ليس صدفه تهرب علي سلام من إجراء المناظرات المباشرة مع مرشح تحالف القوى الوطنية واﻷهلية رامز جرايسي ﻷنه يتكلم بأكثر من لسان وما يقوله في هذا البيت مخالف لما يقوله في البيت الآخر وما يصرح به في وسيلة إعلام، يناقضه بتصريح آخر في وسيلة إعلام أخرى وما يقوله في الصباح ينفيه في المساء.

واختتمت الجبهة ردها :جبهة الناصرة الديمقراطية تدعو علي سلام وطاقمه الانتخابي لتجنيب المدينة وأهلها شر الفتنه على أشكالها وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الشخصية والانتخابية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]