تشهد مدينة الناصرة غدا الثلاثاء انتخابات معادة لرئاسة بلدية الناصرة بين المرشحين علي سلام(ناصرتي) ورامز جرايسي (الجبهة).

عن موضوع الناصرة وانتخاباتها تحدث مراسلنا الى د. محمود يزبك ليسلط الضوء اكثر على التفاف الجماهير العربية وخروجهم لصناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية اكثر بكثير من الانتخابات القطرية(الكنيست)،ومن جهة اخرى كيف يقيم يزبك قوة علي سلام الذي انشأ قائمة ناصرتي قبل اشهر معدودة فقط. وهل ستكون تداعيات لهذه الانتخابات ونتائجها على انتخابات الكنيست القادمة؟

الايدولوجية الطائفية تلعب دورا في انتخابات الناصرة

وحول التفاف الجماهير وخروجهم بكثافة للصناديق في الانتخابات المحلية بعكس القطرية قال يزبك:هذه المسألة لها مدلولات اجتماعية تتعلق بالبنية المجتمعية لابناء شعبنا في الداخل الفلسطيني وهي ليست وليدة اليوم،وفي بعض المناطق الريفية ما زالت العائلية تلعب دورا كبيرا في الانتخابات المحلية،والتوجه ليس ايدولوجيا،ففي هذه المناطق كل انصار العائلية يتكتلون ويندفعون نحو الانتخابات المحلية بهمة ونشاط مبالغ فيه لانجاح المرشح العائلي،وهذا ليس غريبا لان مجتمعنا لم يتغير كثيرا منذ عام النكبة.

اما في الناصرة فالعائلية هامشية وهناك اسباب اخرى تدفع الجماهير الى الخروج والاقتراع بنسبة عالية في الانتخابات المحلية ،فالعلاقات الشخصية لها دور كبير في هذا السياق،والايدولوجيات المحلية ايضا تلعب دورا مهما،أي بمعنى ان القضية الطائفية تساهم الى حد كبير في رفع نسبة التصويت،واقصد بالطائفية ليس بمعناها الضيق انما الطائفية الايدولوجية وهذا يتضح من تصويت شريحة كبيرة من الطائفة المسيحية لرامز جرايسي والجبهة،اما الطائفة الاسلامية فهم يتوجهون لصناديق الاقتراع من خلال دوافع اثبات هويتهم ومكانتهم على الخارطة السياسية النصراوية،لان هذه الشريحة شعرت انها مهمشة لعقود خلت،وبذلك هم يحاولون تغيير المعادلة من خلال المشاركة الكبيرة في الانتخابات المحلية،بالمقابل هناك قضية تنظيمية للأحزاب تدفع بالناس للخروج للتصويت ،وهي عبارة عن ماكنة تنظيمية وهذه الماكنة لها دور كبير في ارتفاع نسبة الاقتراع التي تصل الى 75% في الناصرة .

الطيبي الرابح الكبير،ودعم التجمع لسلام ستكون له اسقاطات قطريا

وحول سؤال مراسلنا حول انعكاس نتيجة الانتخابات المحلية على الانتخابات القادمة للكنيست قال يزبك:اعتقد ان هناك اسقاطات واضحة على ما سيجري في الانتخابات القطرية القادمة،فنجاح الجبهة او اخفاقها في الناصرة سيكون له تداعيات وتأثير كبير في الانتخابات القطرية،وسينعكس ذلك بصورة جلية لاحقا في الانتخابات القطرية،وذلك لان الناصرة كانت وما زالت قلعة للجماهير العربية وبمثابة كشاف يضيئ الطريق امام الجماهير. في الحقيقة هنالك تغييرات تجري في المجتمع العربي ولها انعكاس في انتخابات الناصرة وأي تغيير بموازين القوى في الناصرة سيكون له تأثير قطري سلبا او ايجابا،واعتقد مثلا ان النائب احمد الطيبي له مصلحة في اضعاف الجبهة في الناصرة ودعم علي سلام لا يأتي من فراغ بل هي مصلحة لمجموعته وقائمته،اما التجمع الوطني الديموقراطي المحلي الداعم لعلي سلام، فاعتقد ان هناك خلافات على المستوى القطري في القيادة على دعم سلام ،واعتقد ان لهذا الامر ستكون تداعيات وإسقاطات سيكون لها تأثيرها المستقبلي على التجمع في الانتخابات القطرية.
 
علي سلام كان الواجهة الشعبية في عمله البلدي

وحول سؤال مراسلنا من اين تنبع قوة علي سلام وناصرتي ،وهذه القائمة ولدت قبل اشهر قليلة فقط ،فختم يزبك قائلا:علي سلام له جذور قوية على المستوى الشعبي الداخلي،وكان قائما بأعمال الرئيس سنوات طويلة،ومن خلال عمله فقد اوكل له جرايسي التواصل مع الجمهور بشكل مباشر، وسلام كان بمثابة الواجهة التي تتواصل مع الجمهور،وله انجازاته وبصماته الشخصية في الشارع النصراوي،ولو كان سلام خارج اطار الجبهة في الفترة الماضية لما كان هذا الاصطفاف الجماهيري حوله،بالمقابل هناك قوى معارضة كثيرة للجبهة وهي الان اضحت مع ناصرتي وشكلت قاعدة شعبية واسعة لعلي سلام وناصرتي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]