تشهد مدينة الناصرة يوم غدٍ الثلاثاء انتخابات مُعادة لرئاسة بلدية الناصرة بين المرشحيْن علي سلام (ناصرتي) ورامز جرايسي (الجبهة).

عن موضوع الناصرة وانتخاباتها تحدث مراسلنا الى د. اسعد غانم، لتسليط الضوء اكثر على تداعيات هذه الانتخابات ، وهل ستغيّر نتيجة الانتخابات من المشهد العام لمدينة الناصرة..

تنظيم الجبهة متمرس وصاحب تجربة أكثر من ناصرتي

حول سؤال مراسلنا عن امكانية تغيّر النتيجة خلال التصويت، وأن يخرج بنتيجة عكسية، لما جاء في المرة السابقة، علّق د. أسعد غانم:  سيكون هنالك تغيير وواضح تماما ان جزءًا من الذين صوتوا للمرشحين الاخرين (ابو احمد وعياد)، سيصوتوا، لعلي سلام.

اما مصوتو التجمع فباعتقادي ان هناك حالة من الانقسام لكن الجزء الاكبر سيصّوت ايضا لسلام.

من جهة اخرى فإنّ جزءًا من مصوتي الجبهة كان لديهم شعورًا بفوز جرايسي الساحق في الانتخابات السابقة، لذلك فإنّ بعضهم لم يخرج للتصويت (لا نقصد رفاق اساسيين)،بالمقابل هنالك مركّب طائفي وفي هذا المعنى ستكون حالة من الاستنفار والاقتراع بنسبة عالية جدا.

اما من حيث المبنى التنظيمي وسير العملية الانتخابية يوم غد فأعتقد أنّ الجبهة كتنظيم سياسي هو الاقوى ويملك خبرة وتجربة عشرات السنين واحتمالات جرايسي بالنجاح تبدو لي اكبر.

فرض المنافسة على جرايسي عمل غير اخلاقي

وحول سؤال مراسلنا عن مشهد حملة الانتخابات التي انتهت اليوم قال غانم: للأسف الشديد كان من المفترض  ان تكون الناصرة نبراسًا وقدوة لكل الجماهير العربية بقراها ومدنها، وان تتصرف بشكل مغاير في الانتخابات المحلية، لكنها لحقت بالركب وهناك حالة تنافر اجتماعي وحتى بعض العنف الجسدي والكلامي بين الفريقين.

وأضاف: كل طرف يصوّر الآخر انه بلطجي، والناصرة لم تكن هكذا ما جعلها تصل الى حد فقدانها للقيادة الحقيقية، ولذلك فالناصرة اليوم شبيهة بقرانا ومدننا العربية في الانتخابات المحلية.

ويبقى السؤال المطروح دومًا، هل نحن أكفاء لإدارة مؤسساتنا وسلطاتنا المحلية بكفاءة وبرقي، لكن للاسف يبدو الأمر بعيدًا كل البعد عن هذا الحال والمقولة أنّ عرب الداخل افضل نهجًا ورقيًا، من باقي الشعوب العربية ليس صحيحا مطلقا (كلو بالهوا سوا).

من جهة اخرى اقول ان الجبهة حتى لو نجحت في الانتخابات عليها أن ّتجري حساب نفس عسير مع نفسها،والقيادات التي اوصلت الجبهة الى هذا الوضع عليهم تقديم استقالاتهم فورا وخاصة اولئك الذين فرضوا على جرايسي المنافسة في الانتخابات وهذا عمل غير أخلاقي .

تأهيل الجيل الثاني والثالث

وحول سؤال مراسلنا في حالة خسارة جرايسي هل سيكون له نصيب في الكنيست (كتعويض) فرد غانم: على الجبهة التي تعتبر نفسها التنظيم الاقوى ألا تسمح لهذه القيادات تبوء مناصب قيادية بعد.

وفي حال حصل ذلك فهو بمثابة خطأ استراتيجي كبير،وعلى الجبهة القيام بعملية تأهيل للجيل الثاني والثالث،وكل هذا الجيل الحالي ان يتنحى جانبا وانا اقصد النواب العرب الذين تربعوا مقاعد البرلمان لسنوات طويلة وما زالوا،وفسح المجال الاخرين من الشباب.

وتابع: واعتقد جازما ان بقاءهم في مناصبهم مدة طويلة من الزمن هو عمل غير سياسي ولا ينم عن حكمة ناهيك عن كونهم فاشلين في عملهم.وعلى الصعيد المحلي والانتخابات كان الاجدر بالجبهة استخلاص العبر من فشلها في عدة مواقع مؤخرا لذلك اصر على ان تتنحى قيادة الجبهة جانبا.اما في حال فوز سلام فبرأيي المتواضع ستكون مرحلة انتقالية وستعمل الجبهة على تنظيم صفوفها في السنوات القادمة وستفرز بدائل جديدة

شعبنا ملّ التنظير

وحول سؤال مراسلنا عن كيفية سلوك الاحزاب في الانتخابات المحلية وابعادها ختم غانم:شهدنا التجربة القاسية التي مر بها مجتمعنا في الانتخابات المحلية والقطرية ، والناس لم تعد تتحكل التنظير العام وتتوق الى العمل الحقيقي على ارض الواقع.

وعندما نعود الى سنوات السبعين والثمانين من القرن الماضي فقد كانت الجبهة مشحونة بالعطاء والعمل الميداني الحقيقي وذلك بفضل قيادة حقيقية فاعلة على الساحة وهذا ما نفتقده اليوم،لذلك اعتقد ان الاحزاب العربية في وضع مهزوم ومأزوم بسبب مصالحها الضيقة، لكن هذا الامر لا بد ان يتغير ،واعتقد ان الاحزاب ولحسن حظها ان المؤسسة التشريعية ستوحدها اخيرا برفع نسبة الحسم،وانا شخصيا مع رفع نسبة الحسم لعل وعسى ان تنهض هذه الاحزاب بقضايا جماهيرها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]