وصل موقع بكرا البيان التالي الصادر من التجمع الوطني الديمقراطي – فرع الناصرة، تحت عنوان" التجمع يرد على جرايسي الذي توعد: " النتيجة لن تكون لصالح البلد""، وجاء فيه:

"من يمارس "وطنية القرفصة" تحت أقدام بيريس، لا يحق له أن يوزع شهادات الوطنية"

تدل تصريحات مرشح الجبهة ورئيس البلدية السابق، رامز جرايسي، ضد التجمع الوطني الديمقراطي، والتي جاءت في خطاب الخسارة الذي ألقاه أمام كوادره في بيت الصداقة، على عمق الأزمة التي تشهدها قيادة الجبهة في أعقاب الفشل الذريع في انتخابات الناصرة، وفي ظل تراجع الجبهة سياسيا وشعبيا في عدة بلدات مركزية، وهي تحاول بأساليب غير أخلاقية تصدير هذه الأزمة للخارج، من خلال افتعال "معارك" مع منافسين، بدل مراجعة الذات واستخلاص العبر . وتعمل هذه القيادة محليًا وقطريًا على منع أي نقاش داخلي حول تقهقر قوة الجبهة، خشية الاستنتاج المنطقي بضرورة التخلص من القيادات الفاشلة وبالأخص رامز جرايسي في الناصرة ومحمد بركة قطريًا.

تعبير عن المأزق 

إن تطاول كل من جرايسي وبركة على الحركة الوطنية، هي تعبير عن المأزق الذي يواجهه كل منهما في اعقاب ارتفاع الأصوات في الجبهة المطالبة بتنحيتهما عن منصبيهما.

محمد بركة مسؤول ليس عن الفشل في الناصرة فقط، بل عن خسارة 13 موقعا رئاسيا للجبهة

ولعل مصيبة بركة أكبر، لأنه مسؤول ليس عن الفشل في الناصرة فقط، بل عن خسارة 13 موقعا رئاسيا للجبهة، وهو المسؤول أيضا عن خوض الانتخابات في قائمة واحدة مع الليكود في يافا وتل ابيب، وعن التحالف مع مرشح "كاديما" في دير الأسد, وعن دعم شخصي وحزبي لمرشح الجبهة في الجديدة المكر، الذي عمل في الدعاية لإسرائيل في الخارج مبعوثًا لوزارة الخارجية. وحين يصرح بركة بأن قرار التجمع بدعم علي سلام هو "غير وطني"، فهو بطبيعة الحال يعتبر تحالفاته المذكورة "قمة الوطنية", ولعلها تلك "الوطنية الإسرائيلية"، التي تغنى ويتغني بها حزبه الشيوعي الإسرائيلي.

رامز يستحق كل الذي جرى له

أما رامز جرايسي فقد أشفق عليه البعض لأنه قال بأنه متعب ومحبط ولا يريد الترشح ومع ذلك أجبروه، ثم أشفق عليه آخرون بعد الجرجرة في المحاكم وتورطه وتلطخه بفضيحة أصوات الجنود، وبعد أن تبين أنه خاسر للانتخابات قال كثيرون بأن رامز تورط وينهي بشكل مهين ومذل عشرين عامًا من رئاسة البلدية. ولكن وبعد إلقاء خطابه التعيس والمخزي في بيت الصداقة فهو يبرهن بأنه يستحق كل الذي جرى له. فمن يقول التجمع "غير الوطني"، لا يكون قد فشل في الانتخابات فقط، بل قد سقط أخلاقيا ووطنيًا، فمن يمارس "وطنية القرفصة" تحت أقدام بيريس، لا يحق له أن يوزع شهادات الوطنية على الآخرين.

مؤامرة للتغطية على عورتها

لم يتورع رامز جرايسي ولم تتورع الجبهة عن اللجوء إلى نظرية "المؤامرة"، للتغطية على عورتها، فجرى استحضار كل جهة ممكنة لصياغتها، من مستشار قضائي وقضاة ووزارة وأحزاب وحركات وشخصيات، وتحول سكان مدينة بأكملها إلى شريكين في المؤامرة، ونسي جرايسي أن قوة الشعب تكمن في لفظ من يسقط في نظرهم، من خلال صندوق الاقتراع، دون حاجتهم للجوء إلى "المؤامرة". وهذا ما كان في الناصرة، لكن الخسارة المدوية، وعدم تعود جرايسي على مبدأ أساس في الديمقراطية، يسمى "تداول السلطة"، أعمته عن احترام شعبه، بل حتى عن رؤية شعبه، وتحول بنظره 27,6666 نصراوي ونصراوية إلى متآمرين، ويبدو انه نسي أن الانتخابات ليست مبايعة، وأنه ليس حاكما بالتفويض الأبدي، وأن تخويف الناس من بعضهم البعض ليس وصفة مؤكدة لخلود حكمه.

خطاب جرايسي خلا من اي احترام

لقد تحدث جرايسي بعمى كامل عن " التنظيم النقي والنظيف" للجبهة، مصرا ألا يرى معاناة الناس في مدينته، وممعنًا في النهج الاستعلائي البعيد عن الشعب، وقد خلى خطابه من أي احترام او من حضور لأهل المدينة، ولم يتمن لمدينته وهو يفارق سلطتها، الخير، بل توعد أهلها بأنه "لن يطول الوقت حتى يستنتج أهل المدينة أن نتيجة الانتخابات لم تكن لصالح المدينة".

وأصر جرايسي في كلمته على أن "جبهة الناصرة تنظيم عملاق"، لكننا نقول له، نحن في التجمع الوطني الديمقراطي، الذي يتماثل مع معاناة الناس ومطالبهم وطموحاتهم، بأن العملاق الوحيد في المدينة، هو المدينة نفسها، وكبرياء أهلها، وإرادتها التي هي فوق إرادة الجبهة، أو أي حزب سياسي آخر.

قد تثير تصريحات جرايسي بعض القرف عند التجمع، والاشمئزاز لدى أي مواطن عاقل وغيور، لكنها يجب أيضا أن تشعل القلق الشديد عند الجبهويين على مستقبل حزبهم.

الناصرة، آذار 2014

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]