سؤال:

أنا أم موظفة. طفلي –سنتان وتسعة شهور- تهتم برعايته عمته أثناء ساعات عملي.

لاحظنا بأنه يعيش حياة البنات. هو يحب أن يقلد ملبسهم وسلوكهم. أكثر ما يلفت انتباهه حوار البنات وأسلوب تعاملهن. هو يحب شخصية بنت في مسلسل يرغب بمشاهدته. نحن نعيش حالة من القلق. كثيرا ما أنهاه عن مثل ذلك السلوك ولكن من غير أية فائدة. بل بالعكس يزيد من تمسكه بأسلوب كلامه وشدة تقليده للبنات. ما هي توجيهاتك؟

الجواب:

لا للقلق. تلك حالة يتميز بها عمر طفلك. لا شك بأنها وفي مرحلة عمرية لاحقة سوف ينتقل لخصائص مميزات مرحلة عمرية جديدة.

لماذا يقلد طفلك حديث البنات ويلفت انتباهه أسلوب تعاملهن؟

طفلك يعيش في جيل الثانية وحتى السابعة بين الواقع والخيال الواسع. هو يختلق له شخصيات من مسلسلات، حكايات، قصص ... يقوم بلعب أدوارها ويتأثر بها. تلك مرحلة تساعده على الخروج من واقعه الحقيقي بواسطة الخيال. في حالة طفلك ما يشد خياله هو حديث البنات وتعاملهن. كثيرا ما يلجأ الطفل الصبي لمسلسلات خيال فيها قسوة وعنف و... طفلك لا يميل للخيال الحاد والعنيف. هذا وربما تلك هي مسلسلات المحطة التي يشاهدها. يلزم تنويع فعالياته ومشاهداته.

هل ما يضايقك هو تقليده للجنس اللطيف؟

بالطبع هذا الذي يضايقك. طفلك هو صبي ومن الطبيعي أن يسلك كما الصبيان. هذا التفكير هو لا يتطابق مع مميزات جيل طفلك الحالية. تلك مرحلة عمرية يكتسب فيها طفلك لغته وكل سلوك عن طريق التقليد. خياله الواسع يضخم تقليده ويقود سلوكه. دخول طفلك في حالات خيالية يعمل على تنفيسه العاطفي. الخيال هو حالة علاجية لجميع الضغوط التي يمر بها الطفل في تلك المرحلة العمرية. من المهم الانتباه إلى عامل الفروق الفردية المتعلق بمزاجات الأطفال حتى بميولهم ورغباتهم لدعمهم وتشجيعهم, هذا يزيد من ثقتهم وتقديرهم الذاتي.

هل من وسيلة للتخفيف من حالة اندماجه الأنثوية وهل النهي ينفع؟

الوسيلة التي يمكن أن تخفف من حالته الاندماجية هي لهوه بأنشطة وفعاليات حركية- رياضية يميل إليها ويتسلى بممارستها.

النهي، التوبيخ أو العقاب يزيده تمسكا بالتقليد والاستمرار بالسلوك. يصبح التقليد الأداة للفت الانتباه. نهيك هو دليل على أنه نجح بلفت انتباهك.
ما يفيده هو تجاهل تقليده غير المستحب عليك. يمكنك أيضا التعبير له عن اندهاشك من أفكاره الخلاقة وفتح المجال له بتنويع شخصيات يقوم بتقليدها مثل، أنواع مهن، حيوانات، أقراب ومعارف... المهم هنا هو احترام خياله وشعوره بإعجابك بسلوكه وتصرفاته. ما يساعده هو امتداحه على كل سلوك مستحب يقوم به كصبي من غير ذكر ما يزعجك. في مرحلة عمرية لاحقة سيتخذ له خطا خاصا بشخصيته المتميزة والخلاقة.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]