من المزمع أن يتم يوم السبت القريب الإفراج عن كافة الأسرى الأمنيين في السجون الإسرائيلية الذين اعتقلوا قبل العام 1993، أي قبل معاهدة أوسلو، وذلك بعد اتفاق بين السلطة الفلسطينية من جهة والحكومة الاسرائيلية من جهة أخرى، وبوساطة أمريكية حيث نص على الإفراج عن كافة الأسرى القدامى خلال تسعة أشهر شرط أن يعود الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس لطاولة المفاوضات وفعلا تم ذلك ويوم السبت سيكون آخر موعد ضمن التسعة أشهر .

السلطة الفلسطينية بدورها تؤكد أن إطلاق سراح الأسرى سيتم ومن بينهم أسرى الداخل وهم 14 أسيرا، ومن جهة أخرى إسرائيل تلتزم الصمت ( لا ماخذين منها حق ولا باطل) فلا تؤكد شيئًا ولا تنفي كذلك. وقد وردت اليوم الأربعاء معلومات مفادها أن هنالك احتمال وارد بأن لا تقوم اسرائيل بالإفراج عن أسرى الداخل ولكن المحادثات ما زالت مستمرة بين الأطراف وليس هنالك أي شيء نهائي، خاصة وأنه في الساعة الأخيرة عادت لتطرح مسألة الشرط الإسرائيلي وهي إطلاق سراح الجاسوس "بولارد" مقابل إتمام الصفقة كما خطط لها.

الأسرى الـ14 من الداخل هم كل من الأسير كريم يونس، الأسير ماهر يونس، الأسير إبراهيم أبو مخ، الأسير رشدي أبو مخ، الأسير وليد دقة، الأسير إبراهيم بيادسة، الأسير أحمد أبو جابر، الأسير بشير الخطيب، الأسير محمود جبارين، الأسير سمير سرساوي، الأسير إبراهيم إغبارية، الأسير محمد إغبارية، الأسير يحيى إغبارية والأسير محمد جبارين.

تحدثنا مع بعض ذوي الأسرى وسألناهم عن توقعاتهم؟ وحول التحضيرات لاستقبال الأسرى بحال خروجهم؟ وبحال عدم خروجهم، ما هي توقعاتهم –الأهل- من الشارع؟

سأدخلهما إلى قلبي 

الحاجة أم محمود والدة الأسيرين إبراهيم ومحمد إغبارية قالت أن كل شيء بعلم الله وأنها لا تستطيع أن تتوقع أي شيء لكنها تتمنى أن يتحرروا، وأن الله لو أراد ذلك لتحرروا فكل شيء بأمره، وحول التحضيرات في حال خروجهم قال : أحضر قلبي لأضعهما بداخله وعيناي أيضا، أنتظرهما منذ سنوات طويلة ولا أريد حتى التفكير في احتمال عدم خروجهما.

وبدروه قال نديم يونس شقيق الأسير كريم يونس: هذا الغموض من قبل اسرائيل هم أمر تخصصوا به، ولكن أتوقع أن تتم الصفقة وما هذه المماطلة إلا طريقة لإمتصاص الشارع الاسرائيل من جهة ومحاولة إبتزاز السلطة الفلسطينية من جهة أخرى حيث يريدون أن يظهروا بأنهم لا يريدون اخراج الأسرى إلا بشروط جديدة، ولكن حسب رأيي وتقديري فإن أمريكا وقد تدخلت بالقضية لن تسمح بأن تظهر "بلا قيمة" لذا ستقوم إسرائيل بتنفيذ الاتفاقية.

وتابع يونس : الابتزاز مرفوض ونرفض أن يكون خروج أسرانا مقترن بتنازلات مثل أن تطالب إسرائيل بأن تبني مستطونات جديدة مثلا مقابل تحريرهم أو أي شيء شبيه، أسرانا سيخرجون ورؤوسهم مرفوعة وأتوقع إن لم يخرجوا يوم السبت سيخرجوا يوم الأحد أو يوم الإثنين وإذا خرجوا بالموعد سنقيم مهرجانا قطريا ندعو عليه كل أبناء شعبنا الذين يحبون مشاركتنا بفرحتنا لأن يتعرفوا على الأسرى المحررين بإذن الله.

ردة الشارع ستكون قوية ...في حال لم يطلق سراحهم 

وأضاف : في حال عدم تحريرهم برأيي سيتحرك الشارع بشدة لا سيما وأن ذكرى يوم الأرض ستكون بعد موعد الخروج المقرر بيوم، نحن مكملين بنضالنا والاتفاق سيتم بإذن الله.

وقال جولان أبو جابر نجل الأسير أحمد أبو جابر أن السلطة أكدت أن الأسرى سيخرجوا ونحن نعيش على أعصابنا، من جهة هنالك تفاؤل أكثر من كل المرات السابقة ولكن من جهة أخرى التفاؤل حذر جدا، وفي حال خروجهم بإذن الله سنستقبل والدنا ونستقبل المهنئين طبعا وفي حال عدم حصول ذلك يجب أن يكون هنالك حراك في الشارع وأتوقع ذلك أيضا ويجب أن يكون هذا الحراك فوري بلا أي تأخير.

هذا وقال نادر يونس شقيق الأسير ماهر يونس: برأيي الصفقة ستتأخر لعدة أسباب أولها أن إسرائيل لن تخرج أسرى أمنيين بذكرى يوم الأرض ثانيا طالما ليس هنالك جلسة حكومة تقر الافراج عنهم قبل الموعد لن يتم الافراج وربما ستكون هذه الجلسة في الأيام الأولى من الأسبوع القادم، لا أحب أن أتفاءل كثيرا وأحضر أمورا خاصة من أجل الاستقبال، فأخي مثلا لم يرى أهله منذ 32 عاما وخروجه بحاله قضية كبيرة لا يشغل غيرها تفكيرنا حاليا، بيتنا سيبقى دائما مفتوحا لاستقبال المهنئين والضيوف ولكن لا مجال للتفكير الآن عن تحضيرات للإستقبال وما شابه.

وأضاف : في حال عدم حصول الصفقة سيكون هنالك تحرك قوي في الشارع، لن تكون هنالك صفقة من دون أسرى الـ 48 ولن يكون هنالك رجوع للمفاوضات دون تحرير الأسرى، والسلطة الفلسطينية بحال نقض اسرائيل للاتفاق ستتوجه للأمم المتحدة ولمحكمة لاهاي الدولية كورقة أخيرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]