يوم الارض : ابو بسام يغني لكفر برعم وام فاروق تتحسر !

لكل قرية قصة ولكل قصة ذكرى تعيد صاحبها الى ايام الماضي، ومع اقتراب الذكرى الـ 37 ليوم الارض تبقى ذاكرة كبار السن من القرى المهجرة تحمل في طياتها وجع ودموع على ارضهم التي سلبت منهم.

قالوا لنا "يلا إنقلعوا" 

السيدة محبة أم فاروق (81 عاما ) تحدثت بلغتها العامية عن قصة التهجير فقالت: " دخل الجيش اليهودي إلى البلد وبلشوا يطخوا، والناس خافت، في ناس هربوا وراحوا على الجش، وناس راحوا على الرميش (جنوب لبنان ) ، واللي ظلوا في البلد اجت تركات (شاحنات ) كبيرة وحملونا وأخذونا على طبريا، وثاني يوم أخذونا لبلد اسمها زبوبا، وهناك نزلونا وقلولنا يلا انقلعوا، في الطرف الثاني من الحدود كان هناك الجيش الأردني، وبلشنا نصرخ إحنا عرب لا تطخوا، دخلونا ومشينا لعند نابلس وهناك نمنا من تعبنا بالشوادر، وثاني يوم كانت حبة القمل على جسمنا قد حبة التين ".

أم فاروق، وفي حدينا معها حول المناسبة ويوم الأرض، رفعت رأسها الى السماء والدموع في عينيها وبدأت تغني لقريتها المهجرة وصوتها ملىء الحنين واللوعة والاشتياق حيث غنت بصوت عال "راحوا الحبايب ما ودعونا، ومن فوق الدبي ومن فوق الدبي سلم على الحارة لفيها محبة، ولاشكي لامي ولربي الله يظلمهم يلي ظلمونا.

وقامت ام فاروق بالتحدث عن جيرانها في كفر برعم وكيف كانت المحبة والعيشة الطيبة بين جميع الناس فقالت " كنت انزل على عين الصفرا وحاملي الجرة عراسي عشان اجيب من النبعة مي تنغسل الغسيلات ونحضر الحطب عشان نعمل خبز قبل ما يروح ابوي من شغله , الله يرحم ايام زمان ايام المحبة والامان
"
كان يا مكان في قديم الزمان كان ابو ايليا يبيعنا بزر ولبان !

الياس ضو ابو بسام ( 62 عاما ) يقطن في قرية كفر برعم منذ اكثر من 200 يوما ياكل ويشرب يعتني بحديقته الصغيرة التي زرع فيها النعنع والبصل الاخضر يطعم الدجاج ويجلس تحت الشجرة جوار الكنيسة ويتامل بقريته التي هجرة ويغني لقريته واهلها " كان يا مكان في قديم الزمان كان ابو ايليا يبيعنا بزر ولبان " حيث قال في حديث لمراسل موقع بكرا : " قضاء يوم على ارض كفر برعم وتحت سمائها يساوي كل ملذات الدنيا انظر الى بلادنا فانت تسير فيها على عظام الاجداد علاقتي ببرعم علاقة لحم ودم اتغذى منها واتحد بها، كانت ايام حلوه الناس كلها كانت تحب بعضها البعض مش مثل اليوم الاخ ما بحب اخوه كان اكلنا كلو طبيعي من خبيزه وعلت وقرة وجرجير , كنت انا وصغير اروح عدكانة ابو ايليا اشتري بزر ولبان والله كانت ايام، تهجيرنا من برعم كالشوكة غصة في حلق كل شخص هجر من قريته ".