في البطوف: فنّ تشكيليّ درّس تاريخ نضال شعبنا حول العالم

على مرّ تاريخ الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل محطّات تاريخيّة مفصليّة هامة، بدءً من مجزرة كفر قاسم، مرورا بيوم الأرض الخالد، ووصلا إلى أحداث هبّة أكتوبر، والتي شكّلت الأحداث الثلاثة تواريخ مفصليّة في مكانة ودور الأقليّة العربيّة في البلاد، ولكلّ حدث منهم قصص نضاليّة عديدة، وتواريخ مخلّدة في التاريخ وفي حياة الجماهير العربيّة.

ولكلّ حدث حكاية، وكلّ حكاية يتم تخليدها عبر الكتابات، الأعمال الفنيّة، الأفلام الوثائقيّة، إلا أنّ النصب التذكاريّة التي تقام في البلدات العربيّة تخليدا لهذه الأحداث تحوّلت إلى جسم حيّ يخلّد مسيرة شعبنا النضاليّة، ومن خلال النصب التذكاريّة تدرّس نضالات شعبنا حول العالم.

فماري فلازيه – هي طالبة أمريكية تدرس في جامعة كاليفورنيا تاريخ الشرق الاوسط، وبدأت تتعلم اللغة العربية بواسطة محاضرين فلسطينيين تعرفت من خلالهم على واقع الجماهير العربية في البلاد، فقررت زيارة البلاد للتعرف أكثر على تاريخ وحضارة ومكانة الجماهير العربية والعلاقة ما بين الجماهير والمؤسسات السلطويّة، والاطلاع عن كثب حول الصراع العربي اليهودي.

وأثناء إبحارها في الشبكة العنكبوتية تعرفّت على الموقع الالكتروني التابع للفنان التشكيلي عبد عابدي وتصاميمه للنصب التذكارية التي صممها ليوم الارض وغيرها من المناسبات الوطنية، حتى قررت ماري السفر الى البلاد للتعرف أكثر وزيارة النصب التذكارية والالتقاء مع الفنان التشكيلي عبد عابدي في سخنين ومرافقتها لكافة النصب التذكارية التي صممها، وتنقل معها على كافة الاعمال الفنية التي تخلد مراحل نضالية خاضتها الجماهير العربية في هذه البلاد، حتى تنهي بحثها الذي تقوم به!.

"النكبة" دفعتها لزيارة البلاد 

تقول ماري انها تعرفت على مصطلحات كثيرة من خلال المحاضرين الفلسطينيين ومنها كلمة نكبة، لتقرر زيارة البلاد والتعرف أكثر على هذا المصطلح ومعانيه، والإطلاع على النفسية الاخرى المغايرة للنكبة، نفسية يوم الارض، وكيف تحافظ الجماهير العربية على ثقافتها وانتمائها في هذه البلاد. واشارت الى ان النصب التذكاري لشهداء يوم الارض الخالد الذي صممه الفنان عبد عابدي قد لفت انتباهها. واضافت: " واليوم قررت زيارة هذه البلاد من أجل الإطلاع عن كثب حول تاريخ هذه الجماهير، وحول تصميمها البقاء بثقافتها وانتمائها".

وأكدت أن أكثر ما شد انتباهها هو التعبير عن تاريخ الاقلية عبر الفن وخاصة التشكيلي وكان هذا ما شجعها لزيارة البلاد وإكمال مشروعها على أكمل وجه كما قالت.

وفي حديث مع الفنان عبد عابدي قال ان الطالبة تعرفت على الموقع الالكتروني المختص بأعماله واعجبت به، خاصة وأنها تدرس اللغة العربية، وعندما أتت قدم لها مادة حول النصب التذكارية التي ترمز الى المحطات النضالية، وكيف أقيمت هذه النصب التذكارية بصعوبة وشق الانفس رافقها الإصرار على بنائها ويضيف: "تحدثنا عن الاجواء التعسفية التي تعيشها الجدماهير العربية بدءً من الحكم العسكري وحتى يومنا هذا،بالاضافة الى الصعوبات التي رافقت إقامة هذا العمل خاصة وأن هناك من حاول منع إقامته".