بدعوة من الشبيبة الشيوعية والمنتدى الشبابي وشبيبة حركة أبناء البلد أقيمت ليلة أمس أمسية حاشدة بمناسبة ذكرى يوم الأرض. وكان من بين الحاضرين، النائب د. عفو اغبارية، والقائد رامز جرايسي، والقيادي في حركة أبناء البلد محمد أسعد كناعنة، ووفد النقب يتقدمه شيخ العراقيب صياح الطوري (أبو عزيز) والمحامي شحدة بن برّي عضو قيادة الجبهة، ووفد من أهالي قرية رَميِة.

وتولى عرافة الأمسية الشابان ابراهيم طه وسرين حامد، اللذين ألقيا كلمة مشتركة، عن أبرز أحداث يوم الأرض وانعكاساته على الجماهير العربية، وتخلل الأمسية أغان وطنية وشعبية من الفنانة الصاعدة ماريا جبران، والفنان ألبير مرعب ورفقته، الذي قدم باقة من أغان الشيخ غمام وسيد درويش وزياد الرحباني وغيرهم.

رمية والنقب

وكانت التحية الأولى من الأخ صلاح سواعد من قرية رَميِة الذي حيّا الحضور ومدينة الناصرة، مؤكدا على أن أهالي رَميِة حسموا أمرهم بالصمود والثبات على الأرض، ورفض الاقتلاع من البقية الباقية من قريتهم وأراضيهم، وقال إن 160 نسمة من أهالي قرية يواجهون 42 ألفا من اليهود في كرميئيل، تساندهم الحكومة، ودعا الى مزيد من الالتفاف لدعم قضية رَميِة.

وافتتح شيخ العراقيب صيّاح الطوري، بتوجيه تحية حارّة الى "القائد ورجل الميدان رامز جرايسي، فإننا لن ننساك في وقفتك الى جانب العراقيب، لأن النسيان هو من نصيب كل انسان باطل ومعدوم الضمير، ونحيي الناصرة ورئيس البلدية الجديد، ولكن نتمنى للناصرة الاتفاق والوحدة".

واضاف الطوري بتحتيه الى قرية رَميِة أن العراقيب الصامدة تقف أيضا الى جانب رَميِة، فباسم النقب جئنا لنقول لكم أننا كلنا شعب واحد وقضية واحدة ومعركة واحدة، فكرميئيل ليس لها حق أكثر من اصحاب الأرض الحقيقيين، وكذا في العراقيب لا حق لأي أحد أكثر من حق أهالي العراقيب.

يخطئ من يريد حذف تاريخ الناصرة

وكانت الكلمة للقيادي في حركة ابناء البلد الرفيق محمد أسعد كناعنة أبو اسعد، الذي افتتح كلمته موجها تحياته لوفدي النقب ورَميِة، ولأهالي الناصرة ناصرة العرب والجليل، وقال إننا نقف في هذه الساحات التي شهدت المعارك حتما منتصرة على الظلم، هذه الساحات التي انتفضت في العام 1958 و1976 وغيرها، هذه الساحات التي عرفت المعنى الحقيقي في مواجهة الاحتلال، ولا ننسى حينما كنا نهتف: "الناصرة يا ركن الجليل فيكي البوليس مدحدلة"، فهتف الجمهور مرددا الهاتف.

وقال كناعنة، أن عمدا مع سبق الإصرار أردت أن تفتح كلمتي بهذا القول والهاتف، لأن من يريد أن يختزل أو أن يريد حذف تاريخ الناصرة، أو جزء من اهالي شعبنا أو من قيادات شعبنا فهو مخطئ، ولا يمكن لهذا التاريخ أن يشطب، وشدد على أن شعب واحد، بحاجة الى الوحدة الحقيقية لا أن يشتم الواحد منا الآخر، لنواجه السياسة التي تريد شطب وجودنا، فنحن لسنا أعداء لبعضنا البعض، فلنتوحد لنواجه هذه السلطة.

وقال، نحن لسنا مسيحيين ومسلمين ودروز نحن شعب عربي فلسطيني واحد موحد بجميع طوائفه ومن يحاول أن يلعب على وتر الطائفية او العائلية سيحترق بالنار التي يلعب بها، ولا يفعل ذلك سوى الشياطين والجواسيس والعملاء، وهي بعيدة عنا بعيدة عن شعبنا.

الوحدة الحقيقية

والقى كلمة جبهة الناصرة، عضو البلدية مصعب دخان، الذي قال في كلمته، إن الوقفة الجماهيرية الوحدوية، كانت اساسا لنجاح يوم الأرض الأول، لولا تلك الوحدة لكانت السلطة داستنا بمخططها الأكبر الاقتلاع الكلي من الوطن،، وهنا أريد التأكيد على أن كل محاولات المؤسسة لتفرقتنا وتقسيمنا الى طوائف لن تمر، ومن هنا، فإنني أدعو كل الحركات والكتل، الآن بالذات، لنضع أيدينا بأيدي بعض ونتخلى عن المناكفات الحزبية، ولنتصدى بصرخة رجل واحد لكل مخططات الحكومة، من محاولات التجنيد الى دق أسافين الطائفية والعائلية، لنتصدى للمؤامرات السلطوية التي تهدف للاقتلاع والتهويد.

وشدد دخان على ضرورة نقل الرواية الحقيقية ليوم الأرض الخالد، حتى وإن اختلفوا مع الحزب الشيوعي فكريا، لأن تغييب دور الحزب وقادته، ليس فقط يضر بالحزب، بل ويغيب نضال جماهيرنا العربية. وتوقف دخان عند دور القائد الوطني توفيق زياد في يوم الأرض ومعراك شعبنا، مؤكدا أن لا أحد يستطيع تغييب هذا الدور التاريخي لهذا القائد.

وقال دخان، إن يوم الارض لم يكن مجرد حدثا تاريخيا، بل كان له أبعاد كبيرة على مستقبل الجماهير الفلسطينية، ففي يوم الأرض انتقلنا كجماهير عربية من مرحلة الخوف الى مرحلة التحدي الجماعي والوحدوي، فهناك أطر وحدوية نضالية عديدة هي من بنات يوم الأرض، مثل لجنة المتابعة واتجاه الجامعيين العرب، وتعزيز دور الهيئات التي اقيمت قبيل يوم الارض، مثل لجنة رؤساء السلطات المحلية، وغيرها.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]