منذُ صغره، كان يُتقن مارون معلوف، موهبة " الإقناع"، وهو يُدرك، أن لكُل إنسان نقاط قوّة ونقاط ضعف، فهو يتمتع بأسلوب التحليل، والإقناع ورهبة المثول أمام الجمهور، التي يعتبرها نقاط قوة ايجابية في شخصيته، التي دفعته لدراسة موضوع القانون.

يدرُس الطالب مارون معلوف موضوع القانون في جامعة حيفا، وهو في سنته الدراسية الثالثة، ومؤخرًا حصل مارون على منحةٍ تعليمية من قبل شركة فنادق " فاتال" وبالاشتراك مع جامعة حيفا، بقيمة (6) آلاف شيكل، وكانت معدّة للطلاب المتميزين في تعليمهم، بالإضافة إلى كونهم ناشطين اجتماعيا.

ويرى مارون أن التغيير المجتمعي المرغوب به يمكن ان يتم عن طريق مجالات عديدة. وهنا تطرق إلى المعنى العميق للكلمة مشيرًا أن هناك مجال ميداني وهناك مجال على المستوى البرلماني وهناك نضال آخر- على حد قوله- عن طريق استعمال القانون، الذي من خلاله يتم تحديد مسارًا مجتمعي معين بهدف الحصول على التغيير المجتمعي المنشود.

صعوبات وتحديات خلال الدراسة الجامعية..

وعن الصعوبات التي واجهته خلال دراسته في الجامعة وخاصة خلال السنة الدراسية الأولى قال: " لقد واجهتني مشاكِل عديدة كطالب عربي في الجامعة، وبالأساس بالتأقلم لجو التعليم المختلف تماماً عن مدارسنا الأهلية وسيرورة التعليم هناك.

وبالإضافة كان هناك حاجز الجيل أيضاً، ففي سنتي التعليمية (وفي الفصل الاول تحديداً)، لم أكن ابلغ حينها من العمر حتى ال 18 سنة، وهذه كانت الصعوبة الاساسية في البداية.

بُـكرا: كيف يكون الطالب متفوقًا في مجال القانون؟

مارون: عليه أن يقرأ ثم يقرأ ومن بعد اتمامه للقراءة، أن يقرأ مرة أخرى".

ونوه: " ولا اقصد أن يقرأ فقط المواد التعليمية القانونية، بل عليه ان يكون مطّلعاً على جميع الأصعدة والمجالات، منها السياسية والعلمية وبطبيعة الحال، القانونية أيضا. عليه أن جريء وأن لا يخاف أن يبدي رأيه، حتى ولو يوافق رأي الاغلبية".

بُـكرا: كيف استقبلت نبأ حصولك على جائزة فتال؟ وكم تعني لك هذه الجائزة؟

مارون: "استقبلتها بفرح بطبيعة الحال، وهي تعني لي الكثير. فهي بالطبع تساعد من الناحية الاقتصادية، خاصّةً كطالب يعمل في وظيفتين كي يستطيع ان يسدد قسط التعليم والسكن في حيفا، وبالاخص، سررت أن اسمع اني أعّد على الطلاب المتميزين في كلية الحقوق في جامعة حيفا، فهذا أمر مفرح جدا".

وعن شروط الحصول على المنحة قال: " لم تكن هذه المنحة كباقي منح الامتياز، بل كان هناك معيارين اساسيين للحصول عليها.

الأول هو الامتياز في التعليم ومعدل علامات عالي، والمعيار الاخر هو مدى النشاط الاجتماعي الذي تبذله، بهدف التغيير المجتمعي داخل الجامعة وخارجها.

وتابع: "كانت هناك لجنة معيّنة من 3 محاضرين في كليّة الحقوق في جامعة حيفا، بالإضافة الى سكرتيرة الكليّة، ومع بعض اختاروا اسامي الطلاب/ات الذين/اللواتي نالوا هذه المنحة.

 التوفيق بين الدراسة والعمل!

مثل غيره من الطلاب الجامعيين، يوفق مارون بين دراسته الجامعية والعمل، ويقول: " لم اكف عن العمل شهر واحد منذ دخولي التعليم، فقد اشتغلت في شركات المطاعم السريعة في سنتي الدراسية الأولى. وأنا افتخر باني طالب وعامل بذات الوقت".

وتابع: " اليوم أعمل كمرشد لطلاب مدارس (يهودا وعربا) في دار القضاء (محكمة الصلح والمركزية) في الناصرة، وأيضاً أعمل في مكتب محاماة في البلدى التحتية (وظيفة طالب). سأنهي عملي في المحكمة ومكتب المحاماة السنة القادمة بعد إنهائي من اللقب والبدء في التدريب (الستاج)، والذي سأقوم به في النيابة العامّة للقضايا الحقوقية والمدنية في قضاء حيفا، بعد الإعلان عن قبولي للتدريب هناك قبل يومين"

طموحات مستقبلية..

وعن طموحاته المستقبلية قال مارون: " أطمح لأن أصبح محامياً جيدا في الممتاز. لن احدد مساري المهني بعد، فمن الممكن ان اغير رأيي وأتنافس في المستقبل البعيد على وظيفة القضاء او محاضر جامعي او حتى باحث في مجال القانون".

وأكد: " أعرف ما هي المجالات التي احبها في القانون، وهي القانون الدولي، حقوق العمّال وحقوق الانسان.

كما وأهدف في المستقبل (وبدون علاقة لأي مجال قانوني سأتوجه في المستقبل)، أن يكون لدي ما اقدمه لأبناء شعبي وأن اخدمهم وأحسن ظروف معيشتهم، وكلّي ثقة أني لن انسى ابداً المبادئ التي تربّيت عليها في بيت أهلي المتواضع في ناصرة الجليل وكلي ثقة أني لن انسى أبداً هموم شعبي وأهل بلدي الغالي.

نسبة طلاب القانون العرب في تزايُد!

وحسب ما ورد من جامعة قسم العلاقات العامة في جامعة حيفا، تبلغ نسبة الطلاب العرب الدارسين في كلية القانون بجامعة حيفا نحو 30% من مجمل عدد الطلاب، للقب أول، وهذا المُعطى بارتفاع دائم سنويًا، ويرى البروفيسور " جاد برزيلي" أهمية في دمج الطلاب العرب في جميع برامج التعليم المختلفة في الجامعة، ويهتم بدعمهم للوصول لأهدافهم، وهو من أبرز المحاضرين الداعمين.

وعن مستقبل الخريجين والعاملين في سلك القانون قال معلوف: "

هناك فائض كبير جدا من الحقوقيين والمحاميين في البلاد، وهو حال العديد من المجالات الاخرى في البلاد مثل سلك التمريض والعلاج الطبيعي (الفيزوترابيا)، وللأسف في هذه المجالات، عليك ان تكون متميزا ومثابرا لكي تتقدم وتكون من الأوائل، وفقط هكذا تضمن مكان عمل جيداً ومعاشاً لائق".

وقال: " أرى الحكومة الحالية سببت لضرر كبير في مجالات عمل عدّة، منها وربّما أولها المحاماة والحقوق، لكن ليس في هذا ما يردعني شخصيا عن العمل في المجال الذي احبه اكثر من مجال آخر، وهو الحقوق، كلي ثقة انني سأكون مثابرا (مثل ما كنت حتى الآن) لكي اتغلب على هذه الحواجز التي يضعها نظام السوق الرأسمالي الذي تبنّته الحكومة الحالية (والسابقة قبلها)، علينا كحقوقيين بشكل عام وكحقوقيين عرب بالتحديد".

وبدورنا في موقع بُـكرا، نتمنى للطالب مارون معلوف وبقية زملاءه النجاح، والتفوق، والعمل لخدمة مجتمعهم

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]