الشاب عمار حليحل: اليرغول ينعش الاذواق ويذكرني بالتراث الفلسطيني

الشاب عمار حليحل (19 عامًا) من قرية الجش يجلس صباح كل يوم على تلة تطل على قرية الجش والمناظر الخلابة من الاشجار؛ والربوع الخضراء؛ والوادي والجبال يقوم خلال ذلك بالعزف على آلة اليرغول التي تأخذه بعيدًا عن عالمنا الحاضر متجها مع مشاعره وافكاره الى ايام الاجداد والتراث العربي الفلسطيني، حيث تعتبر آلة اليرغول من الالات الموسيقية القديمة التراثية.

اليرغول يذكرني بفلسطين الماضي وفلسطين المستقبل

وقال الشاب عمار حليحل : اليرغول من أقدم الآلات التي عرفها التاريخ نظرًا لبساطتها وسهولة استخدامها، وهي آله فلسطينيه قديمة يرقصون على أنغامها الدبكة.

وقال: اليرغول مصنوع من قب يتكون من ثقوب يمكنها التحكم بالنغمات، وقصبه طويلة تسمى الدواي وهي تحافظ على وزن الصوت، وقصبتين قصيرتين تتركب في الرأس وتسمى بنيات.

وأضاف: هذه الالة تذكرني بفلسطين الماضي وفلسطين المستقبل. رغم حرارة الشمس اجلس دائما والقي نظرة على قريتي وعلى الطبيعة وابدأ بالعزف لتأخذني نغمات اليرغول بعيدًا عن عالمنا هذا، حيث يجعلني انسان اخر يشعر بهذا الانتماء القوي لأبناء شعبي العربي الفلسطيني.

وعن تحويل مهارة العوف على اليرغول لمهنة قال حليحل: انا لا امارس هوايتي في الحفلات لكسب المال لكنني اقوم بالعزف في حفلات عائلية خاصة حيث اقوم بإحياء حفل عائلي تراثي، في اعراسنا لم يعد اهتمام لهذه الالة الوحيدة التي كانت تستخدم في العزف قبل النكبة الفلسطينية وارى انه لا يوجد اقبال على الة اليرغول حيث يتم استخدام الآلات الموسيقية الغربية على حساب الالة التي تلائم الذوق الشعبي الفلسطيني.

مررت ظروف صعبة في حياتي

وعبر الشاب عمار حليحل عن شعوره عندما يعزف على الة اليرغول حيث قال : لقد مرت في حياتي صعوبات عديدة ادخلتني إلى حالة نفسية من الصعب وصفها، فكنت اعاني من الوحدة وضعف الشخصية بسبب الظروف الصعبة التي مرت في حياتي، فقررت ان انطلق واخرج من هذه الحالة النفسية فلجأت الى الة اليرغول التي من خلالها اصبحت اشعر بانتمائي الكبير لشعبي ووطني واستطعت ولو جزئيًا تجاوز همومي وتخطيها.

لا تتخلوا عن تراثنا الفلسطيني

واختتم الشاب عمار حديثه قائلا : اوجه رسالة لكل انسان يهوى الموسيقى والعزف على الآلات الموسيقية، لا تتخلوا عن تراثنا الفلسطيني وتراث الاجداد. وكل انسان لديه موهبة تسكن في داخله عليه ان يحققها مهما كان الامر .