أثار إلغاء عرض مسرحيّة"وطن على وتر" الفلسطينيّة في عكّا غضبا واسعا وردود فعل مستنكرة واسعة بين أوساط شخصيات فنيّة وإعلاميّة وسياسيّة، وذلك بعد أن قامت مجموعة من التكفيريين بالاعتداء على كل من جاء للمشاركة في العرض، ومن ثمّ منع العرض نفسه في مدينة عكا.
لهب: زامور خطر وزمن قمع الحريّات

الفنانة والإعلاميّة سناء لهب، أكّدت أنّ ما جرى في عكا وفي باقة وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية من منع للعرض المسرحي وطن على وتر وباسلوب العربدة والخاوة والتهديد وكل هذا باسم الله والدفاع عن الاسلام (والله والاسلام براء منهم ) لهو خط أحمر لنا ودوي صارخ لذواتنا وانسانيتنا وعقولنا وثقافتنا وانتماءنا ولديننا ومحاولات تشويهه , هو زامور الخطر والذي يعلن عن زمن سياسة قمع الحريات وخنق كل محاولة للتعبير عن الرأي وبات التكفير والتشكيك في الايمان بالله هوالسلاح الأسهل والأعظم . (وكل هذا باسم الله والاسلام)، والاسلام منهم براء فالاسلام تبنى ودعا للتسامح والمجادلة بالتي هي احسن , ثم الاعتراف بحق الاخر في الاختلاف , وحقه في القبول او الرفض , دون انتهاك حقه في الوجود والاعتقاد .

وأضافت: "إن هذا التطاول والتمادي في سياسة الفرض والقمع والتهديد والتشكيك والتكفير ومحاولتهم في تحديد ورسم الأجندة الثقافية وفرض الرأي وبالعربدة على الجمهور بنوع العمل الفني الذي يُسمَح له ان يشاهده او يتفاعل معه , يعود الى صمت اكثرنا وتبنينا لنهج يصطفلوا وحايد عن ظهري بسيطه , هذا التسونامي التكفيري والذي لا يمت للاسلام الحقيقي بصله لهو اداه في يد الكيان الصهيوني بل اسوأ منه في سياسة القمع وسلب الحريات، من يغار على دينه واسلامه حقا ليذهب ويدافع عن الأقصى الذي يهدم ويغتصب يوميا وليستعمل قدراته الجسدية في تحدي اليمين المتطرف والذي بات يسكن المسجد الحرام اكثر من ربع التحريم, وأخيرا هذا التعصب الأعمى لا يختلف عن ذاك التعصب في ايام الجاهلية الاولى , فنتذكر قول الشاعر دريد بن الصمة في قوله" وهل انا الا من غزية ان غوت غويت , وان ترشد غزية أرشد" .

حليحل: هل الفن خارج الصف الوطني؟!

الكاتب علاء حليحل قال: " قامت ثلّة من التكفيريين والظلاميين في منع عرض "وطن على وتر" في عكا، واليوم يمر هذا الأمر مرّ الكرام الّا من بعض الفنانين، لا موقف رسمي من القيادة يذكر، هذه القيادة التي تشبعنا يومياً بشعارات عن الوطن والوطنية والقضية والإنسان والأرض وووووو حدّث ولا حرج، تقف صامتة أمام منع عرض فنّي سنة 2014، عرض فنّي فلسطيني!! عرض فنّي يعمّق التواصل"!!.

وتساءل حليحل هل الفن خارج عن الصف الوطني؟ هل الفن (بحسبكم) ليس مرآة للشعب الفلسطيني كما هو مرآة لباقي الشعوب؟ هل الفن يقل أهمية لديكم لأنكم تخافون على تحالفاتكم المستقبلية؟ هل الدفاع عن حرية الأسير أهم من الدفاع عن حرية الفن والتعبير في مجتمعنا؟ هل إسرائيل وحدها من تريدنا عميقاً في الجهل والتخلّف، أم أنكم شركاء في الصمت على تصرفات همجية متخلّفة بربرية؟ القيادة التي لا تدافع عن الفن والثقافة هي ليست قيادة إنما قوّادة؟.

وأنهى قائلا: "نريد منكم في الحركات السياسية التي تعتبر نفسها لبيرالية ديموقراطية أن تعلنوا موقفكم الواضح والصريح من حرية التعبير والفن والمعتقد الديني، أو كفّوا عنّا شركم وخيركم واحتفظوا "بطوشكم" على مقاعد من جلد مزيّف دون أن تحمّلونا الشعور بالأهمية اتجاه سخافتكم".
تجمّع حيفا يستنكر: تطاول واعتداءات لمن جاء لحضور العرض

أما فرع التجمع الوطني الديمقراطي في عكا، فأكّد أنّ إلغاء العرض سابقة خطيرة هي الاولى من نوعها جرت في مدينة عكا, حيث قامت مجموعة من الشبان العكيين بعرقلة عرض فني في المدينة بذريعة احتوائه على إساءات للإسلام.

وأضاف: "قام هؤلاء المتمسحين بالإسلام وهو منهم براء بتوجيه السباب والشتائم للجمهور القادم لحضور العرض وبالذات تم التطاول بشكل خاص على النساء المتواجدات بألفاظ تخدج الحياء بل ووصل الامر الى محاولة اعتداء جسدي على احدى رفيقاتنا في عكا، ناهيك عن الاعتداء الجسدي المباشر على شاب من طمرة جاء وعائلته لحضور العرض .. بالاضافة الى التكفير المباشر لكل من سيحضر العرض".

وأشار التجمع أن هذا حدث شاذ في تاريخ مدينة عكا العريقة والمعروفة بالتعددية وتقبل الاخر والحوار الحضاري بين مختلف الأطراف بالاضافة للمكان البارز الذي تحتله نساءها في الحيز العام سواء في عكا او في خارجها والقيم العربية الاصيلة التي تسود البلد وعلى راسها احترام الضيف، مشيرا إلى أنّ منع العرض يشكل ضربة قاسية لحرية التعبير وحرية الفن والابداع ومحاولة مكشوفة لبث الفرقة في المجتمع العكي، مضيفا: "اننا وإذ نستنكر هذه المحاولة البائسة من تنصيب البعض أنفسهم أوصياء على عقول الناس واوصياء على الدين الاسلامي والعتداء على حرية الاخرين ومحاولة الترهيب الكلامي والجسدي وتكفير من يختلف معهم بالراي, نعد أنفسنا وأهلنا في عكا بأننا لن نسمح للبعض من سمحوا لأنفسهم بان يكونوا مطية مشبوهة بتفتيت البلد وخلق فتنة واحتراب داخلي وحرف مسار النضال الجماهيري والشعبي، إننا ومع آلمنا الشديد لما حصل ، لن ننجر وراء هذه المخططات المشبوهة والتي ينفذها البعض عن وعي او عدم وعي ، وأننا نرى ان ساحة نضالنا الرئيسية هي ضد المشروع الصهيوني العنصري في البلاد عامة وفي عكا خاصة . فقط بوحدتنا واحترام تعدديتنا نستطيع ان نتصدى لمشاريع السلطة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]