أكدّ البروفيسور يوسف جبارين، إن تصاعد وتيرة التخطيط التهويدي في القدس الشرقية، سيسفر خلال سنوات معدودة عن قلب الميزان الديمغرافي، في ظل المصادقة على آلاف المخططات التفصيلية في أروقة التخطيط الإسرائيلي.

في ندوة نظمها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، جبارين:

وقال جبارين، خلال ندوة نظمها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) في رام الله، اليوم الثلاثاء، حول كتاب جبارين 'التخطيط القومي في إسرائيل: استراتيجيات الإقصاء والهيمنة'، الصادر عن المركز حديثا، إن الخطط القومية الصهيونية، وبعدها الإسرائيلية، تعاملت، ولا تزال تتعامل مع المكان الفلسطيني عموما وكأنه مكان فارغ، وأن هذه الخطط لم تتضمن أي إشارة لأي اسم فلسطيني أو عربي.

وأوضح أن الإدعاء الأساسي الذي قاد نهج التخطيط الإسرائيلي، ارتكز على الترويج لوجود فرصة لبناء كيان حداثي من الصفر.

جبارين: ما يجري في القدس مجزرة معمارية

وتحدث جبارين عن مجزرة معمارية ارتكبتها إسرائيل بعد النكبة طالت آلاف البيوت التي كانت تعكس مخططا معماريا جديرا بأن يسمى معمار فلسطين، حيث عرض مجموعة صور تكشف نماذج من هذا النمط المعماري، مشيرا إلى دفن بلدة كاملة هي 'الخيرية' عبر تحويلها إلى أكبر مكب للنفايات.

وكشف عدة مؤشرات على أيديولوجية التخطيط وطابعه الإثني الذي يرتكز بدلا من خدمة المواطنين، على التمييز لصالح فئة بعينها على نحو جائر، ويتضح في الجليل والنقب، ففي الجليل يشخص المخطط الإسرائيلي المشاكل التخطيطية على أنها تتمثل في قلة اليهود وتواصل العرب (الذين يشكلون 51% من سكان الجليل)، ويعرض الحل لما يعتبره مشكلات، عبر اقتراح بناء مدن بمواصفات مغرية لليهود، وتوفير أماكن عمل تمنع ما يسمونه الهجرة اليهودية السلبية.

النقب

وبيّن جبارين المفارقة العميقة في النقب، حيث تسعى المخططات ومنها 'برافر' إلى تركيز الوجود العربي في مساحة ضيقة، في حين يتم فتح المساحات لبعثرة بؤر يهودية بغض النظر عن عدد سكان هذه البؤر، الذي يكون أحيانا شخصا واحدا.

وكشف عن التناغم في النقب بين دور الجيش ومؤسسات القانون ومؤسسات التخطيط، معتبرا أن المعركة على النقب بالغة الأهمية في ضوء حصر العرب في مناطق 48 في 'غيتوات'، مشيرا إلى عناد عربي مهم في مواجهة مخطط 'برافر' خاصة في أوساط الجيل الجديد، ومستذكرا يوم الأرض، حيث كان يوما مفصليا أوقف المصادرة الجماعية الواسعة.

تشابه بين استراتيجيات الاستيطان في 48 و67

وأشار جبارين إلى تشابه استراتيجيات الاستيطان في مناطق الـ 48 والإستراتيجيات الحالية في الأراضي المحتلة عام 67، من جهة بعثرة الاستيطان وتجميعه.

وبين أنه بعد احتلال القدس الشرقية تم التعامل مع مساحات واسعة جدا كأرض خضراء توراتية، وتم تجاهل الوجود الفلسطيني أيضا.

بدورها، قالت مدير عام 'مدار' هنيدة غانم، إن كتاب جبارين هو البحث الأول من نوعه باللغة العربية، الذي يرصد سيرة التخطيط في إسرائيل بشكل شمولي، ويحلل مكوناته ويربطها بالمشروع الاستيطاني الكولونيالي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]