" مُبادرتي لافتتاح دورة تطوعية لتعليم اللغة الانجليزية المحكية تنبع أساسًا من إيماني الشديد بأهمية ممارسة أي لغة من اجل تحسين مستوى إتقاننا إياها ومن اجل كسر حاجز الخوف والخجل الّذي يردع الطالب العربي من التحدّث بسبب تخوفات داخليّة"، هذه هي الأسباب التي دفعتْ الشابة نورة الحاج، للمُبادرة لافتتاح دورة مجانية لتعليم اللغة الانجليزية، لطلاب جامعة تل أبيب".

ونورة الحاج، حاصلة على لقب أوّل باللغة الانجليزية وادارة القوى البشرية من جامعة حيفا ولقب ثاني في تعليم اللغة الانجليزية كلغة اجنبية من جامعة تل أبيب، وتعمل حاليًا محاضرة في الجامعة المفتوحة ,td عدّة مراكز يهودية وعربيّة في مركز البلاد حيث تقوم بتدريس دورات " مساقات"، بمجالي التربية والتعليم : تخطيط التعليم، التعليم الخاص والتدريس الفردي لتأهيل المعلمين، بالإضافة لتدريس " مساقات"- دورات باللغة الانجليزية الأكاديمية الإلزامية من قبل الجامعة.

دورة مجانية للطلاب العرب بجامعة تل أبيب..

وردًا على سؤالنا، قالتْ: " بالنسبة لتخصيص طلاب جامعة تل أبيب دون غيرهم فهذا يعود لسبب تواجدي في المركز من الناحية الجغرافية.

وكان اختيارها أن تكون هذه المُبادرةُ مجانية، قالتْ: لطالما اهتممت بالطلاب العرب في مجال تخصصي مثل ترجمة مقالات، تحضير وظائف أكاديمية وتدريس اللغة الانجليزية بدون مقابل لأني اعلم مدى صعوبة التعامل مع لغة أجنبية إلزامية وارى انه من واجبي مساعدة أبناء شعبي، بالإضافة لكون وضع الطالب الجامعي المادي لا يسمح له بالاشتراك بدورات تعليم اللغة الانجليزية باهظة الثمن المعروضة في الخارج".

إقبال الطُلاب للدورة..

وأكدتْ نورة خلال حديثنا معها أن الدورة حظيتْ بإقبالٍ كبيرٍ، إذ قامتْ بالبداية بمُشاركة الفكرة بشكل أولي على صفحة الفيسبوك الخاصة بها، ومن بعد ذلك بدأ العديد من الطلاب الجامعيين المعنيين بتطوير وتحسين اللغة الانجليزية المحكية بالتوجه لها بشكل شخصي، وهذا يعود لأهميتها في مجالات العمل والسياحة والتعليم الأكاديمي المتقدم.

الدورة حصرًا لطلاب الجامعيين بجامعة تل أبيب..

وردًا على سؤالنا إذا كانت الدورة مفتوحة أمام الراغبين بالمُشاركة من خارج الجامعة قالتْ: في الوقت الحالي، لا، لأن المشروع سيتم في حرم جامعة تل أبيب بعد التنسيق مع اتحاد الطلاب في جامعة تل أبيب(אגודת הסטודנטים) ولأن العدد محدود جدًا.

بُـكرا: هل هناك من نشاطات اجتماعية وأعمال تطوعية شاركتْ بها؟ وما أهمية النشاط الاجتماعية والأعمال التطوعية بنظرك؟

نورة: " نعم، خلال فترة تعليمي الجامعي في جامعة تل ابيب شاركت بعدة نشاطات اجتماعية منها مشروع "التواصل بين طلاب جامعة الشيخ مونس والرابطة لرعاية شؤون العرب في يافا" التي اهتمت ببناء مشاريع تطوعية تطويرية وطنية اجتماعية وثقافية، وحاليًا أنا عضو في جمعية "سلامتكم" التي تقوم بالاعتناء بالأطفال الفلسطينيين الذين يتعالجون في المستشفيات الإسرائيلية عن طريق بزيارة المرضى، تنظيم أيام ترفيهية خارج المستشفيات، فعاليات إثراء وتوزيع هدايا ووجبات والعديد".

وتابعت: " أنا أرى أهمية فائقة في العمل التطوعي والنشاط الاجتماعي الذي لا يقل أهمية بتاتًا عن الانجازات الأكاديمية التي نصل إليها، العمل الاجتماعي والتطوعي هو واجب وطني علينا جميعًا وعلى كل فرد فينا المساهمة بتطوير مجتمعنا الذي تُمارس ضده جميع أساليب التضييق وتبني نهج "لا تسأل ماذا يفعل لي المجتمع, بل اسأل ماذا تفعل أنت للمجتمع" من اجل بناء جيل جديد حضاري واعي لأهمية مساهمته الفرديّة اتجاه أبناء شعبه".

لقب ثالث وطموح أكاديمية ..

حاليًا تقوم نورة بالتحضير لرسالتها بالدكتوراه بموضوع؛ تخطيط المناهج التعليمية بموضوع اللغة الانجليزية كلغة اجنبية في الجيل التمهيدي (ما قبل المرحلة الابتدائية) في المجتمع العربي.

وقالتْ: " طموحي الأكاديمية هي العمل في مجال الابحاث التي تتعلق باكتساب اللغة الانجليزية والعمل على تطوير برامج ومناهج تعليمية بديلة عن الموجودة حاليًا في الجهاز التعليمي الاسرائيلي بشكل عام وعند الوسط العربي بشكل خاص حيث صعوبة اكتساب اللغة الانجليزية هي مضاعفة ووجود الابحاث بهذا الصدد معدومة تقريبًا لذا فتقوم وزارة التربية والتعليم بتطبيق نفس المناهج التعليمية التي تكون في الوسط اليهودي بدون الاخذ بعين الاعتبار امران مهمان: اللغة الانجليزية هي اللغة الاجنبية الثانية بعد العبرية التي يوجب على الطالب العربي تعلمها، وتعرفه عليها يبدأ بجيل متأخر اكثر من الطالب اليهودي مما يدل على اهمية وجود منهاج تعليمي منفرد للوسط العربي".

بُـكرا: كيف تجدين أو تلمسين مستوى اللغة الانجليزية في المدارس العربية، وبين طلاب الجامعات؟ وما هي برأيك الأسباب أننا لا نجيد التحدث باللغة الانجليزية المحكية أو الأكاديمية حتى؟

نورة: " قبل أن ابدأ بعملي الحالي كمحاضرة في الجامعة, لقد درّست وركّزت موضوع اللغة الانجليزية لمدة 5 سنوات في مدارس بالمرحلة الثانوية وقد لمست عن قرب مدى سوء وضع الطلاب بموضوع اللغة الانجليزية على جميع الأصعدة وبالذات الشفهيّة والكتابية، وهذه الصعوبة المتراكمة تستمر حتى فترة التعليم الجامعي وبعدها، الأسباب عديدة وهي تنبع من عدة عوامل بالأساس كونها لغة ثالثة وحتى رابعة التي يكتسبها الطفل العربي عادةً في بيئة غير طبيعية (المدرسة) بجيل 8 حتى 11 بعد ان تعلّم اللغة العربية العاميّة والفصحى، اللغة العبرية وثم اللغة الانجليزية ممّا يثقل على الطالب من ناحية فكرية وحتى اجتماعية بالذات كونه لا يمارسها خارج نطاق المدرسة.

وأيضًا تركيز المناهج التعليمية في البلاد على مهارات فهم المقروء وتدريس القواعد على حساب مهارات مهمة اخرى واقلّاء هم المعلمين اللذين يشددوا على استعمال اللغة الانجليزية في الصف واعطاء الفرصة للطالب ان يتكلم بها، هذا بالإضافة لوجود معلمات ومعلمين في جهاز التعليم اللّذين هم بأنفسهم لا يجيدون اللغة الانجليزية كما يجب ويتركون اثر وموقف سلبي عند الطلاب اتجاه اللغة. اما بالنسبة للّغة المحكية، يعاني الطالب العربي من محدودية في الفرص التي تسنح له بممارسة اللغة الانجليزية وهذا بغض النظر عن تحصيلاته الدراسية فيها في المدرسة واكثر ما نسمعه من الطالب العربي هو جملة:" افهم الحديث لكن يصعب علي الرد" او "افهم المكتوب لكن يصعب علي التطبيق والتعبير" مما يعيدنا لما ذكرته سابقًا عن الاهتمام المفرط بفهم المقروء الذي يرتكز عليه البجروت على حساب التعبير الحر, فاللغة هي اداة اتصال فاذا لم يكن اساس تعلّمها هو عن طريق ممارستها فلماذا نتعلمها اذًا؟

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]