عاشت قرية دبورية مؤخرًا أحداث عنف شديدة تم في أعقابها تنظيم مظاهرة في القرية كتعبير عن رفض أهالي القرية لأعمال العنف المستشري.

وكان قد سبق المظاهرة عدة أحداث مؤلمة منها حادث إطلاق للنار أصيب خلاله 4 أشخاص بجراح متفاوتة بالإضافة إلى حوادث عنف متفرقة منها مقتل 4 أشخاص على يد القاتل بشير نجار. 

اللجنة المعينة، متهمة!

حول موضوع العنف في دبورية، أسبابه وكيفية مناهضته، تحدثنا مع رئيس مجلس دبورية المحلي زهير يوسف قال بداية: أهم المشاريع في برنامجي الانتخابي كان مشروع مناهضة العنف بمختلف أشكاله، من تجارة سلاح ومخدرات، إطلاق نار، حرق سيارات، اعتداء على الأهالي وغيرها. ظاهرة العنف في قرية دبورية تفاقمت في فترة اللجنة المعينة، حيث انعدم الاهتمام بالشباب بشكل عام، وبكل مجال التربية والتعليم بشكل خاص، ولم يعد المجلس المحلي يستثمر بالمشاريع التي تخص مجال التربية مما تسبب بإنشغال الشباب في قضايا وخلافات أدت إلى العنف. 

وحدة خاصة تحقق بقضايا العنف في دبورية 

وتابع يوسف : منذ استلامي منصب رئيس المجلس بدأت العمل على محاربة ظواهر العنف، توعويًا وقانونيًا. خلال ذلك، زرنا كل بيت تم الاعتداء عليه وعملنا على عقد رايات الصلح وذلك لمنع أي حادثة مستقبلية على نفس الخلفية، حتى في حالات معينة كانت الشرطة تفشل بكشف المشتبهين ونحن ننجح بإصلاح ذات البين بشكل ودي دون تدخل الشرطة التي كانت مقصرة بشكل كبير. وكنا قد ضغطنا على قائد شرطة العفولة ومؤخرا تم تعيين وحدة خاصة للتحقيق بقضايا العنف في دبورية.

لجان صلح والتحقيقات لا زالت مستمرة!

وكشف رئيس مجلس دبورية المحلي: مؤخرًا حصلت حادثة خطيرة في دبورية أصيب أثرها أربعة أشخاص بجروح متفاوتة، شكلنا لجنة صلح مع شخصيات من خارج القرية وأخذنا تعهدات من أهالي الأربعة الذين أصيبوا والذين لم يكونوا أطرافا بالنزاع بأن نعمل على منع أي حوادث مستقبلية، علما بأن هنالك معتقلين بهذه القضية وأن التحقيق ما زال مستمرًا.

وتابع : في دبورية نعمل جيدًا، كما يعلم الجميع أن هنالك الكثير من الأسلحة غير المرخصة، حتى أننا قبل فترة وجدنا كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة بإحدى حاويات القمامة قرب المدرسة الثانوية في القرية وبرأيي أساس أعمال العنف هذه هم شباب غير مسؤولين وليس لديهم انتماءً لقريتهم دبورية.

العنف يطال المؤسسات ايضًا 

وأضاف : هنالك في دبورية عنف من نوع آخر وهو الاعتداء على المؤسسات في المدارس، تكسير وتخريب ، أعمال لا تدل إلّا على البربرية وهي عبارة تفريغ طاقات كان يجب أن تستغل بأماكن أخرى، لذا وفي أعقاب كل هذه المظاهر المختلفة للعنف انطلقنا مؤخرا بمشاريع عديدة لمناهضة العنف منها مشروع "مدينة بلا عنف" ومشروع محاربة المخدرات إضافة لعمل قسم الرفاه الاجتماعي أن ينظموا مشاريع أكثر ويستثمروا بالعائلات التي تحصل فيها حوادث عنف عائلي وما شابه.

وأكمل يوسف : هذه المشاريع هي إضافة لمشاريع جديدة في القاعة الرياضية وفي المراكز الجماهيرية للأجيال الشابة وقد عملنا بأن تكون غير مكلفة كثيرا للمواطن كي ينضم أليها أكبر عدد ممكن .

العلاقة بين قسائم البناء والعنف 

وقد قلل زهير يوسف من الإدعاءات بأن سبب العنف هو عدم وجود قسائم بناء في دبورية رغم أنه لم ينفي بأن هذا سبب ثانوي لتأخر كل مجتمع يعاني من هذه الضائقة وقال : لو لاحظنا أجيال القائمين على أعمال العنف في دبورية وهم معروفون على الأقل للأهالي، سنجد أن أعمارهم بشكل عام تتراوح بين الـ 18-22، وهذا ليس هو الجيل الذي يصل فيه الشاب لمرحلة اليأس من عدم وجود قسائم بناء، ومن جهة أخرى هنالك بعض الشبان الذين يقومون بأعمال العنف وحالة عائلتهم المادية جيدة ولديهم أماكن للسكن والبناء، ولكن هذا لا ينفي أننا نعمل على توسيع الخريطة الهيكلية في دبورية فخلال أقل من عامين ستتوسع الخارطة بشكل كبير، ونحن الآن بصدد عملية طرح أكثر من 200 قسيمة بناء في الحي الغربي من القرية حيث سيكون هذا حلا لمشكلة الضائقة السكانية في دبورية لا سيما وأنه يحل مشكلة أكثر من 40% من أهل دبورية، ومع بداية العام القادم ستطرح 500 قسيمة بناء أخرى للبيع إضافة لتوسعة الخارطة الهيكلية قرب الملعب البلدي، أي أن دبورية في خلال عامين مقبلة على إضافة أكثر من 1000 وحدة سكنية ، وهذه المشاريع ستكلف مئات الملايين لذا سنحرص على أن يكون جُل المقاولين في هذه المشاريع هم من أبناء القرية وأن تكون كل مواد البناء من محلات القرية أيضا كي تنتعش دبورية اقتصاديا ولا تذهب أموالها إلى خارجها.

تحسن ملحوظ في الجو التعليمي بالمدرسة الثانوية والإعدادية 

وأكمل يوسف الحديث عن أعمال العنف قائلا : برأيي فترة سقوط المدرسة الثانوية في دبورية كانت فترة قاسية على القرية وأسفرت عن تدهور وضع عدد كبير من الطلاب وانتعاش المدرسة بالسنوات الأخيرة مع إدارتها وطاقمها سبب أيضا بتحسن وضع الطلاب وبالتالي وضع أبناء الجيل الشاب في القرية فلا نكاد نسمع الآن عن أي شجارات أو مشاكل في المدرستين الثانوية والإعدادية ونحن بدورنا نعمل وسنعمل على تطوير سلك التربية والتعليم أكثر كسبيل لمحاربة العنف للمدى البعيد إضافة لمشاريعنا من أجل تحسين الأوضاع بالمدى القريب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]