الأمين العام محمد نفاع: المطلوب ليس الاعتراف بـ "يهودية إسرائيل" بل الاعتراف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني بما فيها حقوق اللاجئين
الضغوطات الأمريكية على إسرائيل لضرب الجيش السوري تؤكد دورها الوظيفي كوكيل للاستعمار ومخلب أمامي للإمبريالية في المنطقة
منع عروض فنية في عكا وغيرها تصعيد خطير ويخدم أجندات مشبوهة غريبة عن تراث شعبنا وعن القيم الحقيقية للأديان كافة
كل الطاقات لإنجاح نشاطات مظاهرة الأول من أيار المركزية في الناصرة يوم 26 نيسان ومسيرة العودة يوم 6 أيار

"إنّ فشل المفاوضات بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، برعاية الولايات المتحدة الأمريكية ووزير خارجيتها كيري، كان أمرًا حتميًا بسبب الرعاية الأمريكية والتعنّت الإسرائيلي والتنكّر للحقوق الفلسطينية وللمرجعيات الدولية. فالمطلوب ليس "تجميد الاستيطان" وإنما قلع المستوطنات عن بكرة أبيها، والمطلوب ليس الاعتراف بـ "يهودية إسرائيل"، بل الاعتراف بحقوق الشعب العربي الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة في حدود 4 حزيران 1967 عاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين حسب قرار الأمم المتحدة".


هذا ما قاله الكاتب محمد نفاع، الأمين العام للحزب الشيوعي، في اجتماع اللجنة المركزية للحزب يوم السبت يوم السبت الفائت 12 نيسان 2014 في مدينة الناصرة. وانتقد نفّاع تصريحات ومواقف صدرت عن قيادات فلسطينية بشأن قضية اللاجئين، مؤكدًا أنّ حق العودة يشمل حق اللاجئ في العودة إلى صفد وحيفا ويافا وكل القرى والمدن التي هجِّرت وشرِّد أهلها الأصليون.

وكان نفاع قد بعث في مستهل الجلسة بتحية خاصة إلى الشبيبة الشيوعية على نجاح برنامجها الفني المميّز "تساهل ما بستاهل" ضد التجنيد والتجنّد في جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا ضرورة تصعيد النضال ضد هذا المخطط السلطوي الرامي إلى ذرّ الرماد في العيون ونثر سموم الفتنة الطائفية بين صفوف الجماهير العربية الباقية في وطنها، وحرفها عن مسار الكفاح من أجل السلام العادل والمساواة القومية والمدنية.

مخططات الإمبريالية

وحذّر الأمين العام في بيانه من مغبة إقدام حكومة إسرائيل، بإيعاز من الولايات المتحدة، على التورّط في عدوان أحمق على لبنان أو سوريا في ظل فشل مؤامرة الإمبريالية وأدواتها، وفي ظل الاندحار المتواتر لعصابات الإرهاب والعمالة أمام الدولة السورية وشعبها وجيشها. وأكد أنّ التقارير الأخيرة حول الضغوطات الأمريكية على إسرائيل بهذا الشأن، إنما تؤكد الدور الوظيفي لإسرائيل كوكيل للاستعمار ومخلب أمامي للإمبريالية في المنطقة، وأنّ واشنطن هي مَن تحرّك إسرائيل، وليس العكس.

وأشار إلى التطوّرات في أوكرانيا، حيث جاء انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية كرد فعل على الانقلاب الدموي الفاشي المدعوم من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، واستباقًا لتحويل أوكرانيا إلى مقرّ لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وقد يؤدي هذا التطوّر إلى توثيق التعاون بين روسيا والصين، وإلى خلق كتلة اقتصادية تخرج الدولار من تسعير النفط وبالتالي إلى ضرب الاقتصاد الأوروبي والأمريكي، وإلى تصدّعات متزايدة في نظام القطب الواحد والهيمنة الأمريكية.

المواجهة مع الأصولية

واعتبر نفّاع ما حدث في عكا وغيرها من منع أعمال فنية وسينمائية بذريعة إساءتها للدين الإسلامي، تصعيدًا خطيرًا ومقلقًا في الصراع مع القوى الأصولية التي تتخذ من الدين رداءً لتمرير أجندات ومخططات مشبوهة تخدم السلطة وتضرب مناعة الجماهير العربية ووحدتها الكفاحية وحياتها الثقافية والحضارية.

وأكد أنّ هذه المعركة لا تقل إلحاحًا وضراوةً عن مواجهة السلطة ومخططاتها، بل هي مرتبطة فيها، وقد تكون جزءًا منها، ومما لا شك فيه أنها تتطلب قدرًا كبيرًا من الشجاعة والثبات المبدئي، لمواجهة هذه المشاريع الغريبة عن تراث شعبنا وعن القيم الحقيقية للأديان كافة.

مراجعة نقدية ثاقبة

وأقرّت اللجنة المركزية برنامج عمل شاملاً للمؤتمر الاستثنائي للحزب. وقرّرت إرجاء المؤتمر إلى شهر أيلول المقبل، على أن يكون مؤتمرًا انتخابيًا أيضًا، وأن يطرح تحليلاً عميقًا وبرامج سياسية وخطط عملية في المحاور الأساسية للمؤتمر. ودعت اللجنة المركزية كافة الفروع والمناطق إلى إرسال تلخيصاتها للانتخابات المحلية إلى الهيئات القطرية لتؤخذ بالحسبان في مواد المؤتمر، والى وضع برامج عمل للنهوض بالحزب واستيعاب كوادر جديدة وطاقات لم تستوعب في السابق كما يجب.

وكان اللجنة المركزية للحزب الشيوعي قد أقرّت عقد مؤتمر استثنائي بُعيد انتخابات السلطات المحلية مباشرةً، من منطلق تحمّل المسؤولية والوعي لضرورة إجراء مراجعة نقدية ثاقبة ومسؤولة واستخلاص العبر، والعمل بكل قوة على تطوير الحزب والتغلب على نقاط الضعف وإعادة البناء، من أجل مواجهة التحديات الجديدة التي تفرضها علينا المرحلة المقبلة.

وطُرحت في الجلسة مسودة أوراق ورؤوس أقلام المؤتمر، فناقشتها اللجنة المركزية وأبدى الرفاق ملاحظاتهم واقتراحاتهم، التي ستأخذها لجنة الصياغات بعين الاعتبار.

وأجمعت اللجنة المركزية على بذل كل الطاقات لإنجاح نشاطات الأول من أيار وخصوصًا المظاهرة المركزية في الناصرة يوم 26 نيسان، إلى جانب مظاهرتيْ حيفا وتل أبيب وغيرها. وكذلك التجنّد لمسيرة العودة يوم 6 أيار.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]