كان اللقاءُ مؤثرًا، وقد بكاه لطيف سويدان مدير المدرسة في عرب العرامشة، ولم يتمالك نفسه متأثرا فقال عنه: كان المرحوم محمد طالبا مجتهدا، مؤدبا وعقله اكبر من عمره ..أما امه نسرين مصطفى فبدت قويّة رغم الألم، هكذا شاء الله عز وجل أن يلهمها نِعمة الصبرِ وتحمُل ألم الفقدان، وهي التي لم تعتد على فراق بطلها محمد (12 عامًا) الذي فارق الحياة بعد صراع مع المرض الخبيث يوم الاحد بداية الاسبوع في مستشفى رمبام بحيفا، كانت الوالدة نسرين رفيقة روحه، أحبته وتعلّقت به ، احتضنته وبكته ايام وليال وهو يئن من الاوجاع وتداعيات المرض الخبيث الذي لم يمهله طويلا لتلتحق روحه الى باريها..

من لا يشكر الناس لا يشكر الرب

وقالت نسرين مصطفى الوالدة لموقع "بكرا":عندما سافرنا الى المانيا برفقة محمد للعلاج قلت له هناك علينا يا ابني ان نشكر كل الجماهير العربية التي وقفت الى جانبنا، فلولاهم لما وصلنا الى هذه المرحلة، لقد تفاجئنا ولم كنا نتوقع هذه العزة والنخوة بهذا الحجم، وكان مشهدا لا يوصف عندما توافد الناس الينا لدعمنا ماديا ومعنويا، وكانت حملة جبارة ليس لها مثيل.
 
العد التنازلي

وتابعت الوالدة:عشنا على الامل في الشهر الماضي عندما سافرنا الى المانيا لعلاجه، وكنا نصبح على أمل ونمسي على ألم . بعد ايام من العلاج في الخارج عدنا ادراجنا بعد ان فقدنا الامل ولم ينفعه العلاج ،عدنا الى مستشفى رمبام في حيفا، وقبل فراقه بيوم واحد كان محمد يضحك ويقص علينا النكات، وقد ابتعت له بعض الهدايا بحسب طلبه لاهديها الى اخوته الصغار، وفجأة توقفت يده عن العمل وبدأ التراجع عنده واضحا للعيان، وطلب محمد مني ان اعطيه القران ليقرأ بعض الايات، ووجدته قد غط من النوم عند رجوعي اليه مع القران. شعرت ان العد التنازلي قد بدأ، وفعلا في صباح اليوم التالي توقف لسانه عن الكلام وبدأ يتحدث الي بايماء من رأسه وبالاشارات. وقد اصر محمد ان يهدي اخوته الهدايا بنفسه بالرغم من صعوبة الموقف وعدم قدرته على الكلام، وفعلا فقد جاء اخوته وقدم لهم الهدايا وكان قد كتب على كل هدية اسم من اسماء اخوته.لم تمض سوى سويعات حتى انتقلت روحه الى باريها.

سنخلد ذكراه في المدرسة

بدوره فقد تحدث مدير مدرسته لطيف سويدان والدموع تدغدغ عيناه قائلا:كان المرحوم في الصف السادس وكان طالبا لامعا وعقله اكبر من جيله، لقد احبه زملاءه ومعلميه، وتعاطفوا معه الى ابعد الحدود اثناء مرحلة المرض وخاصة رحلة العلاج في المانيا، وقد كنا نأمل ان يشفى محمد ويعود الى مقاعد الدراسة،.. خسرنا طالبا غاية في الاهمية وسنقوم بتخليد ذكره الطيب.

قدر الله وما شاء فعل

أما والده مصطفى فقد اوجز بالكلام كثيرا لشدة انفعاله وقال: تفاجئنا كثيرا من كرم ودعم الجماهير العربية،وهذه الوقفة العربية الاصيلة الى جانبنا.

وتابع: لغاية الان لم نستوعب بعد هذا الفراق لكن في النهاية علينا ان نؤمن بقدر الله وقضاءه.

شاهدوا الفيديو 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]