أعادت واقعة سفر تلميذتين نمساويتين من أصول بوسنية من فيينا، الخميس الماضي، إلى سوريا للمشاركة مع "الجهاديين"، الجدل من جديد حول قضية "الجهاديين" الأوروبيين، خصوصاً وأنها ليست هذه هي الواقعة الأولى التي يُعلن فيها سفر مواطنين يحملون الجنسية النمساوية إلي سوريا للجهاد.

واختفت كل من سامرا كيزونوفيتش (16 عاماً) وسابينا سيلموفيتش (15 عاماً) من منزلهما في العاصمة النمساوية فيينا يوم 10 أبريل الجاري، حيث تركتا رسالتين لأهليهما كتبتا فيهما أنهما ذهبتا لـ"الجهاد" في الحرب الدائرة في سوريا من أجل الله، وأنهما تريدان أن تلتقيا في الجنة.

وهو الأمر الذي جعل مكتب مكافحة الإرهاب وحماية الدستور في النمسا يعتقد بـ"خضوع الفتاتين إلى تأثير المتطرفين من خلال اتصالاتهما مع الجهاديين لاسيما من الشيشان" من خلال ذهابهما إلى المدارس الدينية (في المساجد) نهاية كل أسبوع، بحسب وسائل الإعلام في النمسا.

ابو تيمة وابو مصعب 

وبحسب وسائل الإعلام في النمسا، فإن سفر المتطرفين من النمسا إلى سوريا يسير بشكل مطرد، فهناك "أبو تيمة" إمام وخطيب أحد المساجد بفيينا، وله فيديو على موقع (يوتيوب) يحث فيه على "الجهاد"، لكنه لقي مصرعه في سوريا قبل عدة أشهر، أما "أبو مصعب" فُقتل العام الماضي عندما كان يقاتل في صفوف "جبهة النصرة".

ولا يوجد إحصاء رسمي عن عدد النمساويين الذين سلكوا هذا الطريق، لكن الأرقام غير الرسمية تشير إلى العشرات، ويرجع السبب في عدم التحديد إلى أن الحالات التي يتم الإعلان عنها قليلة.

وعلى المستوى الأوروبي، فإن تقديرات بعض وسائل الإعلام الأوروبية تشير إلى حوالي ألفي شخص ينتمون إلى 14 دولة أوروبية، ذهبوا لـ "الجهاد" في سوريا حتى نهاية العام الماضي، بخلاف القادمين من منطقة البلقان، وهو عدد مرشح للزيادة مع استمرار الحرب.

واشنطن: 7000 متشدد أجنبي يقاتلون في سوريا

ورغم التقديرات الأوروبية فأن تقارير اجهزة استخبارت مختلفة كشفت مؤخرًا عن حجم وقدرات المقاتلين الاجانب في سورية، واخرُ هذه التقارير جاء من واشنطن وتل ابيب، ليؤكدَ خطورة هذه الظاهرة ودورها في العمليات العسكرية الدائرة في سورية.

مدير الاستخبارات القومية الأمريكية جيمس كلابر كشف في جلسة الاستماع السنوية بمجلس الشيوخ عن وجود ما يزيدُ عن سبعة آلاف مقاتل اجنبي في سورية يقاتلون الى جانب المعارضة المسلحة ، اضافة الى انه تم رصد العديد من مجمَّعات التدريب لهؤلاء المقاتلين الذين قدموا، بحسب المسؤول الامريكي، من نحو خمسين بلدا، بينها دولُ أوروبية وعربية واقليمية .

ولكن للاستخبارت الاسرائيلية رأي اخر في اعداد المقاتلين الاجانب في سورية، وحسب رئيس هيئة الاستخبارات الاسرائيلية افيف كوخافي فإن اكثر من ثلاثين الفَ اجنبي يقاتلون في سورية تحت لواء "الجهاد العالمي". وبغض النظر عن بورصة ارقام اجهزة الاستخبارات المختلفة، فان مما لا شك فيه ان سورية باتت مرتعا للمقاتلين الاجانب اكان ذلك في صفوف "جبهة النُصرة" او في صفوف تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" ، الذي يعرف بـ"داعش".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]