منذ شيوع خبر نية شركة تطوير عكا بتهجير عائلة الحاجة سلوى زيدان من منزلها الواقع بجوار جامع البرج القريب من بوابة عكا، توافدت جموع من المواطنين من عكا وخارجها للتضامن مع العائلة، وقد شاعت في الايام الاخيرة انباء عن تحويل جامع البرج الى جزء من الفندق السياحي الذي سيقام في المكان.

وكانت شركة تطوير عكا قد اعلنت عن مناقصة لتأجير الملك وفاز بالمناقصة مستثمر عربي، وعلم مراسلنا ووثق بالصورة ان جامع البرج ليس ضمن المناقصة التي اعلنت عنها شركة تطوير عكا، بل اكثر من ذلك فان جامع البرج لم يتم تأجيره من قبل الوصي على املاك الوقف الاسلامي في حينه، وهو وصي عينته الحكومة الاسرائيلية عام النكبة، وتم تحرير بعض الاوقاف الاسلامية للجنة امناء الوقف الاسلامي التي تم تعيينها، ومن ضمن ما تحرر كان جامع البرج الذي ما زال حتى يومنا هذا ضمن الاوقاف الاسلامية ... لتوضيح الصورة اكثر في هذا الملف التقى مراسلنا برئيس لجنة الوقف الاسلامي في عكا سليم نجمي.

حقائق لا بد منها

وبدأ نجمي حديثه مستهجنا الاشاعات التي تروج في عكا حول مستقبل جامع البرج الذي سيتحول جزء منه الى فندق فقال: بداية لا بد من الاشارة الى ان حكومة اسرائيل قامت في عام النكبة بمصادرة الاوقاف الاسلامية في المدن المعروفة اليوم كمدن مختلطة، الرملة، اللد، يافا، حيفا وعكا، وقامت بتعيين وصي على هذه الاملاك، لكن اللجان الاسلامية التي استمر عملها حتى عام النكبة قامت برفع دعوى الى المحاكم في حينه ضد حكومة اسرائيل لتحرير اوقاف المسلمين، وبالفعل فقد بدأ الوصي على هذه الاملاك بتحرير اجزاء من الاوقاف الاسلامية في بداية الستينات من القرن الماضي، وبما اننا نتحدث عن عكا فقد تم تحرير وقف جامع البرج الى لجنة الاوقاف التي عينت في تلك المرحلة من الزمن ، لكنها لم تحرر كل الاوقاف في محيط المسجد.

وأضاف: تبين من الوثائق التي حصلنا عليها من ارشيف لجنة الامناء في عكا ان الوصي تنازل عن هذه الاملاك لمصلحة شركة تطوير عكا من خلال عقد تأجير تم بين الوصي وشركة تطوير عكا دون الحاجة الى توقيع لجنة الامناء المعينة في حينه، ومدة العقد 99 عاما. مؤخرا اعلنت شركة تطوير عكا عن مناقصة لتأجير المؤجر للاستثمار وربح المناقصة مستثمر عربي الذي سيقوم بانشاء فندق سياحي في المكان. وهذه القضية شبيهة بقضية خان العمدان لكن الفرق الوحيد ان لجنة امناء الوقف الاسلامي في حينه قامت بتوقيع عقد تأجير الخان الى شركة تطوير عكا في عام 1974 لمدة 99 عام ايضا.

نعمل لوجه الله ودون مقابل والبعض يحاول طعننا من الخلف

وتابع نجمي: لا علاقة بين فوز المستثمر العربي وبين جامع البرج، وحتى المناقصة التي اعلن عنها تشير بوضوح الى شق طريق لولوبية بديلة الى جامع البرج لكننا رفضنا هذه الفكرة وتوصلنا الى اتفاق مع المستثمر العربي الى ان الطريق الى المسجد ستبقى كما هي عليه، وقد أكد لنا المستثمر ان انشاء الفندق لن يمس بأي حال من الاحوال في المسجد لان ملكيته تعود الى الاوقاف الاسلامية وليس الى شركة تطوير عكا كما هو الحال في خان العمدان.

وتابع نجمي:جامع البرج كان مصلى حتى عام النكبة للجنود وحراس السور الشرقي ولم يكن مسجدا عاديا كباقي مساجد عكا، وتسائل نجمي: هل كانت تسمح لنا شركة تطوير عكا باجراء الترميمات في جامع البرج قبل سنتين لو كان هذا المسجد ضمن املاك شركة تطوير عكا؟ وهل كانت شركة تطوير عكا تسمح لنا بمد كوابل ومكبرات صوت الى جامع البرج لسماع الاذان في الحي من جامع الجزار؟.

وأسهب نجمي:لجنة امناء الوقف الاسلامي السابقة قدمت الجامع الى رابطة الطلاب الجامعيين في عكا حيث اقيمت فيه فعاليات وندوات ثقافية، ولاحقا وبعد ترميم المسجد من قبلنا بمبلغ وصل الى اكثر 150 الف شيكل تم جمع نصفها من التبرعات من جامع الظاهر عمر والنصف الاخر من ميزانية لجنة امناء الوقف، قمنا بتحويل المكان الى دار الفرقان لتحفيظ القران وما زال على هذه الحال.

وأوضح نجمي: نحن في غنى عن اصدار هذه الشائعات التي لا تغني ولا تسمن من جوع. وعندما بدأ الحديث عن المناقصة اجتمعنا مع مدير شركة تطوير عكا وما سيلحق الجامع من اضرار، وقال هذا المسؤول- مدير شركة تطوير عكا- انها مدرسة، وأكدنا له من خلال الوثائق انه مسجد وليس مدرسة وهو ضمن املاك الجزار، وطلبنا منه نشر الامر في المناقصة تجنبا لتداعيات مستقبلية يمكن ان تلحق الضرر بالمستثمر، ونحن من جانبنا لتأكيد ان الجامع ضمن اوقاف الجزار قمنا بتعليق اليافطات على جدرانه وعلى السقف، ولافتة اخرى" دار الفرقان لتحفيظ القران"، وقد فعلنا كل هذه الامور ليعلم القاصي والداني ان المكان تابع لوقف الجزار.

وختم نجمي: المستثمر على استعداد لعقد اتفاقية تشير الى انه لن يلحق أي ضرر بالمسجد

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]