أظهرت النتائج الرئيسية لاستطلاع الرأي الإلكتروني الأول حول"الشباب ومواقع التواصل والإعلام الاجتماعي" بأن 48% من المشاركين يرون أن إنشاء مسؤولين فلسطينيين لصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشكل محاولة لتلميع النفس أو الدعاية الشخصية أو الحزبية. و 41.4% من الشباب يرون أن التواصل مع إسرائيليين عبر مواقع التواصل الاجتماعي يشكل نشاطا تطبيعيا.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم منتدى شارك الشبابي وأعلن فيه الباحث وسيم أبو فاشة عن نتائج استطلاع الرأي الإلكتروني الأول حول"الشباب ومواقع التواصل والإعلام الاجتماعي"، الذي نفذه المنتدى بمشاركة عينة مكونة من 6128 شابا وفتاة، وذلك في مقر المنتدى برام الله. وعقب عليها الخبير في شؤون الشباب والمعلوماتية د. صبري صيدم، والمدير التنفيذي للمنتدى بدر زماعرة، ورئيس مجلس ومؤسس مؤسسة تغيير الاعلام المجتمعي سائد كرزون، والباحثة الصحفية تالا حلاوة.

واكد أبو فاشة أن النتائج بينت أن 41% من الشباب عبروا عن خشيتهم من أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية عرضة لرقابة الأجهزة الامنية، و29% إلى حد ما، في مقابل 29% عبروا بأن ليس لديهم مثل تلك الخشية، في الوقت الذي أفاد فيه 31% بأنهم تعرضوا لمضايقات نتيجة آراء عبروا عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و24% تعرضوا لمضايقات إلى حد ما، مقابل 44.7% أفادوا بعدم تعرضهم لمضايقات، وقد يكون هذا ما يبرر أن حوالي 31% من المشاركين أفادوا بأن لديهم حسابات غير حقيقية (بغير الاسم أو الصورة الحقيقية) على مواقع التواصل الاجتماعي.

واعتبر غالبية الشباب أن مواقع التواصل الاجتماعي وفرت لهم مساحة جيدة للتعبير عن الرأي، حيث رأى ذلك 41% بشكل كامل، و53% إلى حد ما. اذ يرى 34.5% من الشباب أن وسائل التواصل الاجتماعي نجحت في التأثير على صناع القرار، و41.4% يرون أنها نجحت إلى حد ما، مقابل 24.1% نفوا أن تكون مواقع التواصل قد نجحت في التأثير على صناعة القرار في فلسطين.

ولكن الخطورة في الامر في ما أكدته النتائج بان غالبية الشباب (71%) اعتبروا أن مواقع التواصل الاجتماعي قللت من التواصل المباشر بين الناس، فيما أفاد 26% أنها على العكس وسعت وسهلت التواصل بين الناس، على الرغم من ما بينته النتائج من أن حوالي 40% يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بغرض التواصل مع الاصدقاء والمعارف، يلي ذلك متابعة الاخبار والمقالات وبنسبة 32.8%.

وأظهرت النتائج وجود تباينات كبيرة بين الذكور والإناث في استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، فالتواصل مع الأصدقاء يشكل سببا رئيسيا لاستخدام هذه المواقع لدى 64.2% من الإناث (مقارنة مع 28.7% لدى الذكور). كما أن 46% من الذكور يتابعون الأخبار والتعليقات والمقالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تبلغ نسبة الإناث اللواتي يستخدمن هذه المواقع لنفس الغرض 3.7%.

وأوضحت نتائج الاستطلاع أن أعلى نسبة لاستخدام الإنترنت حسب الغرض جاءت للتواصل الاجتماعي والحديث مع الأصدقاء والمعارف (58.6%). وقد تقاربت الاستخدامات الأخرى، إذ جاءت النسب على التوالي، كما يلي: لأغراض العمل 15.5%، للدراسة 13.7%، للترفيه 12.1%.

وأكدت ارتفاع نسبة الإناث اللواتي يستخدمن الانترنت للترفيه وللدراسة مقارنة بالذكور، كما ترتفع نسبة استخدام الانترنت للتواصل في الضفة الغربية بمعدل 13 نقاط مئوية أعلى من قطاع غزة، الذي ترتفع فيه استخدام الإنترنت لأغراض الترفيه بمعدل 10 نقاط مئوية.

وتشير النتائج الى أن وكالة معا الإخبارية تحتل المرتبة الأولى في تفضيل المشاركين للمواقع الإخبارية الإلكترونية المحلية، وذلك بنسبة 43.1%، يليها الموقع الإلكتروني لدنيا الوطن وبنسبة تقترب من ربع المشاركين (24.2%). وان "الفيسبوك" هو أكثر مواقع التواصل الاجتماعي استخداما لدى المشاركين، وذلك حسب 52.9% من المشاركين، فيما يستخدم 40% من المشاركين أكثر من موقع من مواقع التواصل الاجتماعي في ذات الوقت.

وبينت النتائج ان أكثر من ربع الشباب بقليل (25.8%) يمضون أكثر من ست ساعات يوميا في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. و29% يقضون من 3-4 ساعات يوميا، و19% من 4-6 ساعات، وان أكثرية المشاركين (44.8%) أفادوا بأن وقت استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي بين الساعة 8 مساء وحتى 12 منتصف الليل. يلي ذلك الفترة الواقعة بين 4 عصرا وحتى 8 مساء، حسبما أفاد 20.7% من المشاركين.

وأشار أبو فاشة الى ان النتائج أظهرت ان غالبية الشباب عبروا عن قبولهم أو قبولهم لحد ما لفكرة الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أجاب (بنعم) على سؤال هل تقبل فكرة الزواج عبر مواقع التواصل الاجتماعي حوالي 16%، وأجاب (إلى حد ما) 43%. فيما رفض مثل هذه الفكرة 41% من المشاركين.

فيما أفاد 38% من المشاركين بأنهم يستخدمون لغات أجنبية إلى جانب اللغة العربية عند استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي، فيما أفاد 29% بأنهم قليلا ما يستخدمون لغة غير العربية.

وأكدت النتائج ان نسبة الذين يتابعون الإعلانات التجارية المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تصل إلى 43%، إضافة إلى 39.7% يتابعونها إلى حد ما.

وقال د. صيدم:"علينا البكاء حينما نستعرض هذه المؤشرات والارقام، وان نسب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فترات طويلة تؤكد حجم الفراغ والبطالة بين اوساط الشباب والخريجين، في حين ان المحتوى تسلوي ترفيهي أقرب من كونه اجتماعي توعوي.

وأعرب د. صيدم عن استغرابه من ان الرقم الذي يمس المسؤولين باستخدامهم مواقع التواصل الاجتماعي للتلميع الشخصي والحزبي منخفضا وكان يتوقع ان تكون النسبة بين هؤلاء المسؤولين أوسع وأكبر، باكيا حال اللغة العربية معربا عن خشيته من اندثارها اما الغزة العربيزي، مؤكدا في الوقت نفسه ان أغلب العلاقات الاجتماعية التي تنسج ع بر مواقع التواصل الاجتماعي تنتهي بنهايات مؤسفة.

بدوره قال زماعرة:"نجحنا في تقديم مؤشرات حول مجموعة قضايا حيث لا بد من دراسة هذه النسب والارقام بالتحليل والنقد".

من جهته قال كرزون:"دائما الارقام محط شك ولكنها في الوقت نفسه تعكس مؤشررات لا يمكن تجاهلها ويجب الاستفادة منها لتوجيه الشباب والفتيات نحو المسارات الصحيحة".

أما حلاوة فقالت:"هناك فجوة بيننا وبين العالم المنتج لهذه التكنولوجيا التي تصلنا متأخرة ونستخدمها في أشياء بدائية، لكن هذه النتائج خطوة مهمة لاثراء البحث العلمي". 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]