غالبية الاسرائيليين يتوقون الى السلام فقط بعد الحرب

هذا ما يكتبه باروخ ليشم في مقالة يستعرض من خلالها في "يديعوت احرونوت" سيناريوهات الخارطة السياسية في حال تفكك الائتلاف الحكومي، ومن سيربح من اجراء انتخابات جديدة. ويشير الكاتب في مقدمة مقالته الى ان ميرتس والبيت اليهودي فقط طرحا الموضوع السياسي في الانتخابات الاخيرة، فميرتس تحدثت عن حدود 67 كحل سياسي، والبيت اليهودي اقترحت ضم مناطق (B) في الضفة الغربية. اما الاحزاب الكبيرة فانشغلت بمكانة الشريحة المتوسطة ومسألة "أين المال؟"، ولم يهتم أي حزب منها بالسؤال الذي اشغل النظام السياسي في السابق: "أين السلام"؟

ويضيف ان الفرضية الأساسية التي تعتمدها الأحزاب الرئيسية هي ان المفاوضات مع الفلسطينيين هي مجرد هراء، وان حكومة نتنياهو لن تستطيع التوصل الى اتفاق، لا في موضوع القدس ولا في موضوع الحدود، فهي لا تستطيع الموافقة على ما طرحته حكومة اولمرت – العودة الى خطوط 67 مع الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبرى، مقابل تبادل للأراضي، وكذلك التخلي عن السيادة في الحرم القدسي. ومع ذلك من الواضح ان استمرار المحادثات او انفجارها يمكنه ان يؤدي الى انتخابات جديدة، وعليه يتحتم على الاحزاب المركزية اعداد ملفات استراتيجية جديدة.
ويطرح الكاتب تكهناته بشأن النقاشات المتوقعة في الطواقم الاعلامية لهذه الأحزاب. ففي الليكود سيكون المأزق الذي سيواجه نتنياهو هو هل يتحول الى اليمين لمنع انتقال الاصوات الى البيت اليهودي، ما يعني انه سيضطر الى التخلي عن الوسط السياسي، ويستصعب تركيب ائتلاف. ولذلك يعتقد الكاتب انه من المفضل ان يتوجه نتنياهو الى الانتخابات في حال اسقط زعيم البيت اليهودي نفتالي بينت، الحكومة، لأنه يمكنه عندها طرح نفسه كبالغ يتحلى بالمسؤولية ويدعم المفاوضات السياسية ويحاول منع الانتفاضة القادمة.

اما حزب يوجد مستقبل فيتوقع ليشم ان يواجه ضائقة استراتيجية، فلبيد لن يتمكن من تحقيق وعده للجمهور في المجال الاقتصادي، ناهيك عن ان موشيه كحلون سيدخل الصورة ويمكنه انتزاع اصوات اقطاب الاحتجاج الاجتماعي. ولذلك فان الحل يكمن في التركيز على الموضوع السياسي. ولكي يبث رسالة صادقة يتحتم عليه طرح انذار منذ الآن ضد بينت، يقول انه اذا خضع نتنياهو لبينت فسيقوم هو بحل الحكومة.

وبشأن حزب العمل يقول ان المناطق ليست مشتعلة الآن، ولا توجد حاليا ازمة مع الدول العظمى، وهرتسوغ لم ينجح حتى الان بإقناع الرأي العام بأنه البديل لنتنياهو، ولذلك فان الحل يكمن في التحالف مع ليفني وتشكيل معسكر سلام، وتجنيد شخصية امنية رئيسية لقيادة القائمة.

واما بشأن حزب يسرائيل بيتينو، يرى ليشم ان تصريح ليبرمان بأنه سيخوض الانتخابات في قائمة مستقلة يترك امامه استراتيجية واحدة، وهي التحول الى المركز اذا كان ينوي طرح نفسه كمرشح شرعي لرئاسة الحكومة، لأنه لن يجد مكانا له في المعسكر اليميني الذي يعج بالقيادات المتنافسة على اصواته. ويرى الكاتب ان اكثر موشح يلائمه خوض الانتخابات الآن هو نتنياهو الذي يتمتع بتأييد كبير في الاستطلاعات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]