بعد أنّ أعلن رئيس حكومة غزّة المنشقّة إسماعيل هنيّة عن قبول حركة حماس على إنجاز المصالحة الفلسطينيّة، والتزامها بوحدة صف الشعب الفلسطيني، وبعد أن استشاطت المؤسسة السياسيّة الإسرائيليّة غضبا لتحقيق وإنجاز المصالحة الفلسطينيّة، مراسلنا تحدّث مع سياسيّين حول موقفهم من حقيقة إنجاز مشروع الوحدة الوطنيّة وتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام.. هل هو شكلي أم فعلي وجوهري وحقيقي، فماذا قالوا؟!

محارب: الدلائل تشير إلى مصالحة حقيقيّة

بداية أكّد المحلل السياسي محمود محارب أنّ الاحتمال الاكبر، وكل الدلائل تشير إلى أنّ المصالحة هذه المرة ستكون على الأغلب حقيقيّة، السبب الرئيسي هو أنّ الطرفين وصلوا الى طريق مسدود، فسلطة حماس وحركة حماس وصلت الى طريق مسدود في حكمها ولا يوجد ما بالأفق لتغيير هذا الواقع، وكذلك سلطة رام الله وحركة الفتح وصلت إلى طريق مسدود في المفاوضات التي تخدم إسرائيل وتضر بالفلسطينيين، فالبطش الإسرائيلي واستمرار بناء المستوطنات استمر رغم المفاوضات الفلسطينيّة الإسرائيليّة.

وأشار محارب إلى أنّ في حالة تحقيق الوحدة الوطنية القائمة على برنامج واضح للغاية الذي يناضل من أجل إزالة الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة الفلسطينيّة على حدود الرابع من حزيران ويحشد طاقات الشعب الفلسطيني سيضع القضية الفلسطينية بمرحلة جديدة، وحينها يدافع الفلسطينيون بشكل موحّد لإزالة الاحتلال وفرض عقوبات مؤلمة على إسرائيل، خاصة وأنّ العالم مهيأ أكثر من اي فترة ماضية لفرض عقوبات على السرائيل، مختتما حديثه قائلا: "امام القيادات الفلسطينيّة جميعها مطلب اساسي هو إزالة الاستيطان وبناء أفق نضالي جماهيري موحّد لمقاطعة إسرائيل".

نفاع: خطوة رائعة ومصالحة حقيقيّة تغضب نتنياهو

الأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي الكاتب محمد نفاع قال: "هي خطوة رائعة في الطريق الصحيح كان يجب أن تحدث منذ فترة طويلة رغم أنّه لم يكن أي ضرورة للانشقاق، ولكن اليوم هو خطوة جيدة جدا لتصحيح مسار القضية الفلسطينية، فنتنياهو هدد بربط حق الفلسطينيين مع فصل الوحدة مع حماس، وهذا اكبر دليل على أهمية الوحدة الوطنية وتجسيدها ، لذلك أعتقد أنّ إنجاز المصالحة حقيقي وكل الدلائل تشير إلى ذلك من خلال العمل الجاد على تذليل كل العراقيل وأخذ تحقيق المصالحة بشكل جدّي".

غنايم: متفائل من حقيقة إعلان المصالحة، وأتمنّى إنهاء الانقسام المخجل

عضو الكنيست عن الموحّدة والعربيّة للتغيير مسعود غنايم أكّد أنّ ملف تحقيق الوحدة الوطنية عدة مرات تمّ طرحه لكنّ الأمور لم تؤخذ بجدية، مؤكدا أنّ بهذه المرة يبدو أنّ هنالك أرضية صلبة للاتفاق، فالاتفاق تم توقيعه، واذا تم تطبيقه خلال الأيام القادمة فهو كفيل بأن نرى جدية الطرفين بتحميل مسؤولية تطبيق اتفاق المصالحة، وهي بشرى سارة للشعب الفلسطيني، مضيفا: " نبارك لأنفسنا هذه الخطوة الهامة، والوحدة هو عامل قوّة ضد الاحتلال ومن أجل الضغط على المجتمع الدولي، الحديث يدور على حكومة وحدة وطنية ومن ثم انتخابات رئاسيّة، والاتفاق على اندماج قوات الأمن التابعة لحماس ضمن السلطة الفلسطينية، وأتمنى ان يكون اتفاق نهائي ينهي حالة الانقسام المخجل التي يعاني منها الشعب الفلسطيني".

مفيد: المصالحة نتاج فشل المفاوضات!

رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلاميّة – الشق الشمال عبد الحكيم مفيد علّق قائلا: "قلنا منذ البداية وأكّدنا أنّ وحدة الشعب الفلسطيني هي حجر أساس وجوهر القضية الفلسطينيّة، المصالحة هي مطلب أكثر من ملح بالنسبة للفلسطينيين، وليس فقط نتيجة الظروف والحصار الذي يعيشه الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، بل من أجل أن يكون الشعب الفلسطيني موحد على مختلف مشاربه ومعتقداته، أعتقد أنّ المصالحة ضرورية خاصة بعد فشل المفاوضات، والمصالحة هي من انتاج فشل المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود".

وأشار عبد الحكيم مفيد إلى أنّ المطلب الاساسي بعد خسارة المفاوضات الا يخسر الشعب الفلسطيني نفسه وما يمكن فعله هو إبقاء لحمة الشعب الفلسطيني التي نتأمل أن تكون لحمة حقيقيّة حتى لا نخسر شعبنا وألا يخسر الشعب الفلسطيني نفسه، تاركا نوايا إنجاز المصالحة وحول ماهية النوايا هل هي حقيقيّة أم شكليّة إلى الوقت الذي سيثبت ذلك، لكنه يرى أنّ مجرد الاعلان عن المصالحة هو خطوة تغيّر النفسية السيئة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

الطيبي: نبارك لأنفسنا، ونستهجن رد اليمين الإسرائيلي

أما عضو الكنيست أحمد طيبي عن الحركة العربية للتغيير قال: " نبارك الاتفاق اليوم بين الفصائل الفلسطينية الذي يهدف لانهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي، وتعبر العربية للتغيير عن املها في ان يخرج هذا الاتفاق للتنفيذ لان هذا ما يريده غالبية ابناء شعبنا الفلسطيني لان فلسطين اكبر من فتح وحماس، من جهة اخرى نعبر عن استهجاننا ورفضنا لموقف نتانياهو وحكومته من هذا الاتفاق ونعتبر ذلك صلف احتلالي فقد طالما ادعى اليمين الاسرائيلي ان ابو مازن لا يمثل غزة المنقسمة والان يستشيطوا غضباً لهذا الاتفاق".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]