يعقد مركز مدى الكرمل غدا الخميس في فندق جولدن كروان في الناصرة ورشة عمل موسّعة حول "المشاركة البرلمانيّة والأداء الحزبيّ: نتائج استطلاع الرأي العام الفلسطينيّ في إسرائيل"، وذلك على ضوء نتائج استطلاع رأي عام قام بإنجازه مركز "مدى الكرمل-المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية" حول هذا الموضوع.

وتأتي ورشة العمل بناءً على دراسة رائدة أعدها الباحث إمطانس شحادة ضمن مشروع المشاركة السياسية الذي يقوم به مركز "مدى الكرمل" والتي تشير أن الأحزاب العربية نجحت بتمرير 134 اقتراح قانون بالقراءة الثالثة منذ الكنيست الثاني عشر (1988) حتى الكنيست الثامن عشر (2013)، وبلغت نسبة تلك القوانين قرابة 8% من مجمل القوانين الخاصة التي أقرت في تلك الفترة. ويتضح أيضا ان معظم تلك القوانين تتعلق بحقوق مدنية واقتصادية اجتماعية عامة لا تقتصر على المواطنين العرب فقط. ويستدل من البحث أيضا أن أول قانون نجحت الأحزاب العربية والعربية-اليهودية بتمريره بالقراءة الثالثة منذ الكنيست الأولى ( 1949 )كان في دورة الكنيست الثاني عشر (1988-1992).

غالبيّة اقتراحات قوانين أعضاء الكنيست العرب تتعلّق بقضايا مجتمعيّة

وقدمت أحزاب عربية وعربية - يهودية منذ الكنيست الخامس (1961) ولغاية الثامن عشر (2013) قرابة 2200 مشروع قانون خاص، منها 957 مشروع قانون اجتماعي عام (أي قرابة 44.5%) والبقية توزعت بين مشاريع قانون تتعلق بالحقوق المدنية العامة، والإدارة، والبيئة، والحقوق المدنية العربية، والحقوق القومية العربية وحقوق نساء الخ. وبخلاف الانطباع الذي تروج له بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن غالبية مشاريع القوانين المقدمة من قبل أحزاب عربية تحاول معالجة قضايا مدنية واقتصادية واجتماعية تخص المجتمع العربي في إسرائيل.

وتراجع الدراسة غالبية مشاريع القوانين التي قدمتها الأحزاب العربية في الكنيست بدوراته المختلفة منذ الكنيست الخامس. وستعرض الدراسة بالتفصيل في ورشة عمل حول "نجاعة العمل البرلماني والمردود السياسي للفلسطينيين في إسرائيل منذ العام 1948" التي ينظمها مركز مدى الكرمل غدا الخميس في الناصرة.

تقييم لمؤسسات الجماهير العربيّة والأحزاب السياسيّة ومؤسسات المجتمع المدني!

ويتمحور استطلاع الرأي الواسع حول نجاعة العمل البرلماني العربي إضافة لنجاعة العمل القانوني، لجنة المتابعة، المنظمات غير الحكومية والعمل الاحتجاجي. ويتطرّق الاستطلاع الذي أجري إلى تقييم المواطنين العرب للأحزاب العربية في الكنيست من ناحية سن قوانين تخدمهم، تمثيل مصالحهم، الدفاع عن قضايا الأرض والمسكن والاقتصاد والتعليم والحقوق الثقافية والحكم المحلي، إحباط سياسات عنصرية تجاه المجتمع العربي والمساهمة في إنهاء الاحتلال وتحسين وضع النساء وغيرها. ويختلف تقييم المجتمع العربي لإداء الأحزاب في كل واحد من المجالات المذكورة.

فمثلاً يعتبر أداءهم سيئاً من قبل 60 % من المستطلعين في حل المشاكل الاقتصادية لكن تقييم الأداء في المجالات الأخرى يختلف عن ذلك. ويكشف الاستطلاع عن نتائج مثيرة مثلما يكشف عن رأي المجتمع العربي حول جدوى العمل البرلماني مقابل العمل الميداني علاوة على رأيه باستخدام الأحزاب العربية للكنيست، العمل الجماهيري، المنابر الدولية والإعلام العبري والعربي الدولي والأجنبي.

60% من المستطلعين يجيبون: أداء الأحزاب في الشؤون الاقتصاديّة سيّء

ردا على سؤال: ما هي أهمية الأدوات التالية لعمل الأحزاب العربية (من مهم جدا إلى غير مهم إطلاقا) ربما بخلاف ما يظن فإن المجتمع العربي في رده على السؤال المذكور يولي أهمية لإمكانيات العمل التي يتيحها الكنيست (73%) يليها طرح القضايا المجتمع العربي في إسرائيل بالمنابر الدولية (71%). كذلك يولي المجتمع أهمية للعمل الجماهيري وللظهور في وسائل الاعلام. ويتوقف الاستطلاع عند تأثير الأحزاب العربية على الجمهور العربي من ناحية التثقيف السياسي، المحافظة على الهوية، تنظيم المجتمع العربي، التواصل مع بقية الشعب الفلسطيني والعالم العربي وحل المشاكل اليومية للناس ورفع مكانة المرأة العربية. كما يبدي تقييم المجتمع العربي لإداء الأحزاب في مجالات متعددة. فمثلاً يقيّم حوالي 60% من المستطَلعين أداء الأحزاب بأنه سيء في حلّ المشاكل الاقتصادية ولكن يختلف الأمر في مجالات أخرى. ويشمل استطلاع الرأي أسئلة مثيرة أخرى منها تتعلق برؤية الجمهور لتعاون الأحزاب العربية فيما بينها ومدى اهتمامهم بمصالح المجتمع العربي وهل النواب العرب الحاليون أكثر كفاءة ممن سبقوهم؟ وما هو الاعتبار الأساسي في قرار الناخب عند التصويت لحزب معين في انتخابات الكنيست (اعتبار سياسي أيديولوجي، الشخصيات المرشحة في القائمة، وجود نساء وغيره).

روحانا: دراسة مهنيّة وبمشاركة تمثيليّة واسعة

ويؤكد بروفيسور نديم روحانا مدير "مدى الكرمل" ومدير المشروع أن المركز ينوي، من خلال هذه الورشة، مناقشة هذه المواضيع بمشاركة برلمانيّين، وأكاديميّين، وصحفيّين، ونشطاء سياسيّين، بمنأى عن ضغط الأجواء الانتخابية وإمكانية تأثيرها على مناقشة الموضوع بعمق. منبها إلى أن هذه الورشة، وورشات لاحقة، ضمن مشروع المشاركة السياسيّة، تهدف إلى رفع درجة التفاعل ما بين العمل البحثي والعمل السياسي في خمسة محاور هي: المشاركة البرلمانيّة، والحركات السياسيّة غير البرلمانيّة والاحتجاج السياسيّ، والمنظّمات غير الحكوميّة، والوسائل القانونيّة، ولجنة المتابعة العليا. بالإضافة إلى عرض النتائج، سيعقّب برلمانيون من القوى المركزية الثلاث في المجتمع الفلسطيني في إسرائيل والممثلة في البرلمان، وقوى سياسية مقاطعة للانتخابات، ومجموعة من الأكاديميين. بعد عرض النتائج والتعقيب عليها، سيُفتح باب النقاش للحضور وجميع البرلمانيين المشاركين في الورشة. كما سيُخصص وقتٌ محددٌ لأسئلة الصحافيين. سيشارك في الورشة عدد كبير من السياسيين، الصحفيين والأكاديميين وطاقم من الباحثين في " مدى الكرمل".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]