هذه ليست جُملًا بريئة ولا هي نادرة الوجود، هي جملٌ تعكس نهجًا وواقعًا كاملًا من المضايقات غير المرحب بها والمرفوضة أخلاقيًّا، التي تتعرض لها طالبات الجامعات والكليات المختلفة. هي جمل واقعية وممارسات يومية تضطر الكثيرات من هذه الشريحة لسماعها.

لقد استوحينا جمل هذه الحملة مما سمعناه من شريحة طالبات الجامعات سواء خلال ورشات العمل أو بالتوجه على خط الطوارئ الذي تشغله السوار. حيث تلقت السوار خلال العام 2013، 710 توجُّهاتٍ من ضمنها عدد لا يُستهانُ بهِ من توجهات لطالبات جامعيات، وصل جزءٌ منها إلى درجات عنيفة جدا من الإبتزاز والتهديد. وإننا على وعيٍّ تام بأن هذه القصص وهذه التوجهات تشكّل جزءًا صغيرًا من مدى اتساع الظاهرة، حيث لا زال حاجز الصمت وعامل الحفاظ على السر وابقاء هذه القصص في الخفاء يميّز التعامل مع ظاهرة التحرّش. الكثير من الشابات الصغيرات يترددن في الكشف عن هذه الممارسات خوفاً من تذنيبهنّ والتشكيك في رواياتهنّ، أو خوفاً من الثمن الذي يمكن أن تدفعنه سواءً في الحد من حركتهن أو تشويه سمعاتهن.

كما وأن من شأن التعريف الضيق للإعتداء الجنسي، وما يحويه من ممارسة، استثناء عددٍ لا بأس به من الممارسات التي كانت من الممكن ان تُصنّف على أنها اعتداء جنسي لولا ضيق منظورنا للتعريف. بالإضافة الى مفهومنا الإدراكي القُطبي لماهية الرجولة والأنوثة وممارساتها اليومية والتي عليها تقوم ديناميكيّة كاملة تُشرعن الإعتداء بأشكال غير مُباشرة كما وأنها تملي على العديد (ذكورًا كانوا أم إناثًا) عدم البوح وكتمان السر بما في ذلك من تعزيزٍ لهذه المنظومة التي باتت تُغذّي نفسها بمحض مُمارساتها.

لذلك قررنا في جمعية السوار إطلاق حملتنا الجديدة هذه، يوم ال- 25 من شهر نيسان، 2014. عمل على هذه الحملة مجموعة من الشابات والشبان من طالبات وطلاب الجامعات والمتطوعين في السوار، بالإضافة إلى طاقم السوار. أتت هذه المجموعة من جامعاتٍ مختلفة ومن مراحل مختلفة من التعليم الأكاديمي حيث قرّرت أن تلقي الضوء حول ظاهرة التحرّشات الجنسية داخل أروقة الجامعات والكليات، والتوجيه الرسائل الآتية:

- الرسالة الأولى من هذه الحملة موجّهة للمتحرّشين الذين يعطون لأنفسهم الحق في انتهاك خصوصية الآخرين، نقول لهم "إلزَم حدَّك"، ليس من حقك "تسميع الحكي" والتلميح بعبارات جنسية مرفوضة، الأخلاق هي أن تلزم حدّك وتحترم غيرك. حتّى تنتهي ظاهرة التحرّش "لازم انتِ تبطِّل تتحرش!".

- في هذه الحملة نقول للنساء المتعرضات لهذه التحرّشات- معاً سنواجه المتحرّش ليعرف حدوده، ولكي ننجح في تحقيق ذلك من المهم أن نحكي قصتنا حتى مع ترددنا ومخاوفنا، قصتنا هي قوتنا. فمواجهة التحرّش لا تحدث بالصمت ولا في حلكة الظلام، مواجهتها تبدأ بالحديث عنها وبالكشف عن الظاهرة وعن المتحرّشين.

- التحرّش الجنسي ليس مزحة ولا نكتة، كما ليس غزلاً، هو تصرف مهين ومرفوض لأنه ينتهك خصوصية المرأة ويجعلها تشعر بعدم الراحة وانعدام الأمان وبالتهديد والإهانة.

- التحرّش الجنسي هو مخالفة يعاقب عليها القانون.

في السوار نؤكد من خلال هذه الحملة أن مواجهة التحرّشات الجنسية مسؤولية كل واحد/وواحدة فينا. نحن نرى أن مجتمعنا بهيئاته التمثيلية، بأحزابه وحركاته السياسية، بمثقفاته ومثقفيه وناشطاته وناشطيه وأكاديميّاته وأكاديمييه وقياداته الدينية مسؤول عن الدفاع عن حق النساء والفئات المستضعفة جميعها بعيش حياة كريمة خالية من العنف.

سنسعى خلال هذه الحملة والتي ستستمر حتى 25 أيار 2014، إلى ما يلي:

تسليط الضوء حول ظاهرة التحرشات الجنسية في المؤسسات الأكاديمية المختلفة، تعريفها، مدى اتساعها وضرورة مواجهتها.
نحن نرى في طالبات وطلاب الجامعات وكلاء تغيير وشركاء في تشكيل ثقافة خالية من التحرّش.

سترافق الحملة ملصقات ومنشورات سيتم نشرها في الجامعات والكليات المختلفة، وكذلك في عدد من المواقع والصحف. سنتعاون أيضا مع صحافيات وصحافيين ودعوتهم على إعداد التقارير والمقابلات المتعلّقة بالموضوع.
سنقيم خلال الحملة ورشات عمل، ندوات وبرامج مختلفة بالتنسيق مع ناشطات وناشطين في كل جامعة وكلية.

للتواصل مع السوار يمكنكم

- زيارة صفحة الحملة على الفيسبوك- إلزم حدّك- أنا ضد التحرّش

- زيارة موقع السوار assiwar.org

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]