سؤال:

إبني يبلغ من العمر 4 سنوات. يلعب أحيانا مع أولاد الجيران في الحارة أمام البيت. معظم الأولاد أكبر منه بسنتين وأكثر. أراهم يضايقونه ويستغلون صغر سنه. ماذا عليّ أن افعل؟

هل أخرج وأدافع عن ابني ؟ هل أنظر من بعيد وأترك ابني وشأنه؟ مع العلم بأنه لا يتذمر منهم بل بالعكس يحاول دائما أن يتقرب منهم؟

الجواب:

قلقك على طفلك هو شعور طبيعي.

نعم. يجب أن تعرفي كل ما يجري معه خاصة لأنه ما زال طفلا صغيرا ولكن من غير أن يشعر بالمراقبة وشدة الالتصاق.

ماذا عن لعب الأطفال الاجتماعي؟

من طبيعة الأطفال بجيل طفلك الحاجة للعب مع الآخرين من جيله. طفلك يحتاج للخبرة الاجتماعية. يكتسب الطفل تلك الخبر الاجتماعية بالممارسة العملية والتجربة والخطأ. اللعب بمجموعات اجتماعية من أجيال مختلفة تكسب الطفل مهارات. من أهمها المتعة باللعب مع تلك المجموعات من الأطفال. اللهو بألعاب اجتماعية مسلية حاجة تشبع تطوره الجسماني، العقلي والعاطفي. لا يمكن تعويض تلك الحاجة أو استبدالها بحاجة اجتماعية غيرها. لأن تعامل الأهل مع الطفل ليس ندّيا لأنهم يتعاملون معه بلطف ويتنازلون له. أما التعامل مع أطفال بأجيال مختلفة لا بد من أن يتعلم من تلك التجربة مهارات التوفيق بين رغباته وتنوع رغبات باقي الأطفال. تلك المهارة لا يكتسبها الا بالتجربة الاجتماعية الطبيعية مع الأنداد. هذا عدا عن مهارة اكتساب صداقات جدد.

هل يلزم تدخل الأم في كل صغيرة وكبيرة؟

بالطبع لا. التدخل المناسب والذي سوف يغني شخصية الطفل ويطوره هو سؤاله اليومي: كم صديق جديد أصبح لديك؟ سؤال كهذا يجعل الطفل يتأكد من أن اكتساب الأصحاب قيمة ذات أهمية في دائرة عائلته. لذا دعيه يمارس التجربة الاجتماعية ويحاول. يخسر جولات أحيانا ويربحها أحيانا أخرى. الخبرة اليومية هي التي تعلمه كيفية التعامل مع الآخر. التلقين والتعليمات تعيق عليه حرية التصرف الحر الطبيعي. هذه التجربة تقوي لديه وعيه العاطفي الذاتي.

ماذا عن مشاعره أثناء خوض التجربة؟

الوعي العاطفي الذاتي هو المحرك في التعامل مع الآخر. وعيه بما يشعر نحو الآخر من خلال التجربة هو الذي يقود سلوكه في مجال تجارب اجتماعية متنوعة. يقظة أحاسيسه هي الأهم.

أوافق معك على الاشراف والمراقبة تلك حاجة للمزيد من المعرفة عنه وعن الحالات التي يمر بها طفلك يوميا. هذا هو دورك العاطفي الذي يلزمه كي يبقى متأهبا لمنع المخاطر الطارئة التي تحتاج لوجودك الدائم ولكن من بعيد ومن غير أن يعرف. يستحسن بعد السؤال عن اكتسابه المزيد من أصحاب جدد استدراجه للتحدث عن مشاعره عند خوضه بعض تجارب لطيفة أو العكس. تلك أسئلة تعكس أولويات اهتمامات الأهل الخاصة بالطفل. الاهتمام بمشاعره وبمهارته باكتساب الأصحاب هي أهم الأولويات في مجال اللعب الاجتماعي.

إنضموا الى صفحتي على الفيسبوك "الهام دويري تابري" لتلقّي أسئلتكم وللمزيد من التواصل.
عنوان موقعي الاكتروني: www.qushqush.com
عنوان بريدي الإلكتروني: [email protected]
لتعيين موعد زيارة للاستشارة التربوية الفردية، الاتصال على رقم هاتف: 6014425-04

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]