بمناسبة الأول من أيار – عيد العمال العالمي، ويوم التضامن مع الطبقة الكادحة والعاملة، مراسلنا التقى مع أساف أديف – مدير عام نقابة "معا" للحديث عن موضوع أمن وأمان العمال خلال العمل، وعن ضحايا العمل، سياسة الخصخصة وعلاقتها بارتفاع وتيرة عدد ضحايا حوادث العمل. ما العمل؟! عن هذا قال مدير عام "معا" أساف أديف: "في نقابة معا نرى أن موضوع الأمان في العمل وسلامة العمال مهمّا من الدرجة الأولى، وجزء لا يتجزأ من حقوق العمال، فالوقاية والأمان في العمل لا ينفصل عن حقوق العمل، وفي البلاد وخاصة لدى العمال العرب بشكل مباشر، ولكنها ظاهرة موجودة في إسرائيل بالوسطين العربي واليهودي، هو أنّ العمل المنظّم فيه نوع من الاستقرار لم يعد متوفرا للشباب والنساء، فالاغلبية الساحقة للشباب الذين يخرجون إلى سوق العمل بعد انتهاء الثانوية أو بعد انهاء التعليم العالي، أصبحت طريقة التشغيل غير مضمونة ومن خلال المقاولة والنتيجة تكون إهمال لحقوق العمال وحماية العامل، فالعامل غير مستقل ولا يرى نفسه سيستمر في عمله المؤقت".

وأشار إلى أنّ العامل يشعر باستمرار أنّه قد يفصل من عمله، وهذا يخلق فوضى في سوق العمل، مؤكدا أنّ هذا ينعكس بشكل مأساوي على العامل، فيصبح العمال ضحايا لهذا الواقع، وتحديدا العمال العرب الذين يعملون في البناء. وأضاف: "الاعلام العربي تغيب عن قضايا العمال ولا ترفع قضية العامل العربي في حملات إعلامية رغم أننا نسمع عن ارتفاع كبير في عدد ضحايا العمال العرب، فلو توفي 30 طبيب في المستشفى لقامت الدنيا، ولكن عامل البناء لا يذكر في الإعلام".

الرأس مالية وهم، وتجلب الويلات للعمال

وردّا على سؤال عن تحوّل العمل في إسرائيل من عمل منظّم إلى عمل تحت رحمة المقاولين وشركات القوى العاملة وضرره على العامل وصحته وأمانه وحقوقه الكاملة، قال: "بعد سقوط المنظومة الاشتراكية عاشت الرأسمالية تحت وهم أن الرأس المال أنه القوى الاقتصادية الصاعدة التي ستجلب الازدهار للجميع، والعالم مشى وراء هذه الفكرة، وفي إسرائيل طبّقوها بشكل متطرف واتباع سياسة الخصخصة بكل مرافق الدولة وتحولت لشركات خاصة ومقاولين، هذه المشكلة انعكست على العرب، فالنساء مثلا يتحدثون عن المشاكل اللواتي يعانين منها لإنخراطهن في سوق العمل، ولكن على السلطات المحلية العربيّة أن تهتم بضمان حقوق العمال داخل البلدات العربيّة ومنع المشغلين من استغلال العمال داخل البلدات العربيّة.. فهم يستفيدون من الخصخصة وعلى قيادات المجتمع العربي التحرك لإنهاء هذه الظاهرة".

تكاتف العمّال حاجة ماسّة

وأكّد أن في إسرائيل هنالك حاجة للعودة إلى أفكار التكافل الاجتماعي والعمل المنظم، ووقوف العمال إلى جانب بعضهم البعض من أجل إحداث ثورة ضد سياسات الخصخصة، فهنالك إهمال من الحكومة ومؤسسات المراقبة والمؤسسات القانونيّة، وفتح ملف تحقيق بوفاة أي عامل في حادث عمل، وهذا غير موجود في إسرائيل، مشيرا إلى أنّ النيابة العامة من بين 150 قضيّة حادث عمل راح ضحيّتها عامل خلال 5 سنوات، فقط تمّ فتح 60 ملف، أي أنّ 90 حالة قتل لم يفتح ملف ولم يتعاقب المسؤول عن الجريمة، جريمة قتل العامل.

في الأول من أيار.. توحّدوا

وبمناسبة الأول من أيار – عيد العمّال العالمي، وجه رسالة للعمال قائلا لهم: "الأول من أيار نرى خلاله أنّ قضية العمال سترجع بقوّة الى الساحة، الطبقة العاملة في العالم العربي بدأت تتحرك ضد الاستغلال وتحصيل حقوقهم وتحقيق العدالة الاجتماعية، اليوم يوجد ارتفاع في النضالات العمالية في بلدان العالم الثالث، وهنالك تحرك ضد رأس المال، وإيسمان العمال بأن رأس المال تجلب الويلات لهم، ونحن في نقابة معا نرى نفسنا قوة عمالية صاعدة دعما للعمال وحقوقهم، وهنا أدعو العاملين التنظّم من أجل المطالبة بحقوق العمال وبمساندة كاملة وتامة من النقابة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]