منذ صبيحة يوم الثلاثاء الماضي وبعد الكشف عن "بصمات" عصابات تدفيع الثمن في الفريديس الوادعة الآمنة من حرق مدخل مسجد الرحمة وكتابة شعارات ضد المسلمين بإغلاق المساجد وبناء معابد لليهود بدلا منها ورسومات عنصرية اخرى وثقب اطارات سيارات في المكان، بدأ رجال السلطة والزعامة الاسرائيلية بالخروج بتصريحات منددة مستنكرة، من رئيس الدولة شمعون بيرس الى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الداخلية جدعون ساعر ووووومنهم من "حج" الى الفريديس مثل وزير المالية لبيد ووزير التربية بيرون والاهم وزير الأمن الداخلي يتسحاك اهرونوفيتش الذي اتحفنا بتصريحات نوعية يقول فيها ان الحديث ليس عن عصابة منظمة وانما قلة قليلة من الشبان المجرمين يعملون بشكل عشوائي دون تنظيم او تنسيق، ما شاء الله!

نعود احد عشر يوما قبل" تدفيع الثمن" في الفريديس الى 18.4 الموافق صبيحة يوم الجمعة، اليوم المقدس لدى المسلمين وفي قلب ام الفحم مركز الحركة الاسلامية الشمالية ومقرها، يتم الكشف عن" تدفيع الثمن" بطريقة لا تختلف عما حدث مؤخرا في الفريديس: حرق مدخل مسجد ابو بكر الصديق وكتابة شعارات عنصرية على جدرانه.

حدثان متشابهان لكن ردود الفعل من قبل السلطة كانت مختلفة، لماذا؟

لماذا لم يحج الوزراء الى ام الفحم في حينه؟ لماذا لم نسمع حملات الاستنكار من السلطة؟ وكيف نفسر تزامن تصريحات اهرونوفيتش باعتقال عدد من المشبوهين بتنفيذ عملية ام الفحم فقط بعد الضغوط الاعلامية التي مورست عليه من تجاهل لقضية ام الفحم؟ وهل حقاً اعتقلت الشرطة المجرمين؟! اسئلة كثيرة تجول في البال، وقد يكون مصب حلها واحد وهو كيفية تعامل هذه الدولة واذرعتها مع الاقلية العربية في البلاد، وبحسب المصطلحات التي يستخدمه الشارع الاسرائيلي علنا، واذرع السلطة وزعامتها خفيةً: "عرفيم طوفيم" و "عرفيم رعيم" يعني" عرب جيدون" و " عرب سيئون"، لزرع الفتنة بين ابناء الاقلية العربية استمراراً لمحاولاتهم اليائسة لتمزيق شريحة مستضعفة لا قوة لها ولا حيلة من ابنائنا عبر اغرائهم بالخدمة المدنية تارة، وبالتجنيد تارة اخرى، وطمس هويتنا الفلسطينية لجمع اكبر عدد من "العرفيم طوفيم " الى طرفهم.

ليكن ردنا على العنصريين في لوبية المهجرة

هؤلاء من متخذي القرار في دولة اسرائيل نسوا وتناسوا ان هناك في الفريديس كما اهلنا في ام الفحم اناسا وطنيين حتى النخاع، اناس سيزحفون بعشرات الالاف الى لوبية المهجرة في يوم استقلالهم- نكبتنا، يوم الثلاثاء القادم في مسيرة العودة السابعة لنري هؤلاء العنصريين الفاشيين لمن هذه الارض ولمن هذا التراب ولمن هذه الصخور الصامدة والاشجار التي تنبت كلما اقتلعوها....

فهلموا الى لوبية المهجرة ولا تتخاذلوا ، لكي يتعرف الآخر كيف يتم التلاحم فيما بيننا وكيف نعشق وطننا ولنرد بذلك على " تدفيع الثمن" بطرق فلسطينية وطنية اصيلة بعيدة عن الغوغائية والعنف والاجرام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]