على وقع "هدي يا بحر هدي" وبصوت الفنانة سلام ابو امنة نظم مساء امس السبت في بيت الحاجة سلوى زيدان -ام احمد- أمسية تضامنية حضرها المئات من ابناء المجتمع العربي من الجليل إلى النقب، مما أدى إلى تأثر الحاجة ام أحمد لتبكي أمام الحضور وتعبر لهم عن مدى إعتزازها وفخرها بهذا الإلتفاف الجماهيريّ. 

وكانت قد أنطلقت قبل الأمسية وتحديدًا في الثامنة مساءً مسيرة الشموع من بيت زيدان مخترقة شارع صلاح الدين مرورًا بسوق عكا. وردد المتظاهرون نشيد "بلادي بلادي" الصوت الذي أرتفع أكثر عند الوصول الى ساحة "الكراكون" القريب من ميناء عكا.

وفي الأمسية تفاعل الجمهور بشدة مع الفنانة ابو آمنة حيث شاركوها غناء باقة من الأغاني الوطنية. 

أم أحمد.. أحد رموز الصمود أمام الاستيطان الإسرائيلي

يُشار إلى أن الحاجة سلوى زيدان وبيتها الواقع في البلدة القديمة لعكا تحولا إلى رمز من رموز صمود المدينة. فالحاجة سلوى، تملك بيتاً كان يتبع لملك وقف الجزار في المدينة، وبعد قيام دولة إسرائيل، استأجرته شركات استثمارية إسرائيلية. هذه الشركات تطمح في إقامة مشاريع استثمارية واعدة في ظاهرها، ولكنها تهويدية بامتياز في باطنها كما يرى سكان عكا.

فهذه المشاريع يقوم بها مستثمرون يهود وأجانب ولا يتم إبلاغ السكان من هم أصحاب المشاريع، ولا يكون العرب أصحاب البيوت شركاء في اتخاذ القرارات ولا يعرفون إلى أي جهة ستذهب بيوتهم. ناهيك على أن السكان أن العرب في عكا في وضع اجتماعي واقتصادي ضعيف جداً، والبيوت التي تقام هي بيوت باهظة الثمن لن يتمكنوا من شرائها أصلاً.

وتعرف "أم أحمد" أنها إذا خرجت من بيتها في البلدة القديمة ستكون الأولى ولن تكون الأخيرة، فالبرنامج هو أن تقام المشاريع مكان البيوت العربية التي تطل على البحر وتقع في البلدة القديمة.

وفي الأمسية شددت الحاجة سلوى زيدان بكلمتها المقتضبة جدًا: "هدي مش قصة بيتي.. هدي حكاية بلد.. هدي قصة عكا.. بدهن يفضوا البلد من أهلها ليش.. إحنا ولدنا هون وعشنا هون".

وقالت: "صار لي 48 سنة عايشه في هذا البيت.. تزوجت فيه وولدت كل ولادي فيه وزوجت 7 أولاد من هذا البيت"، مشددة على رفضها أن تهدم الجدران على 5 عقود من ذكرياتها الجميلة والأليمة.

كما ويُشار هنا إلى أن نسبة السكان العرب في عكا بلغ 40%، وهي أعلى نسبة للعرب من بين المدن العربية الأخرى مثل حيفا ويافا. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]