وصل اليوم الثلاثاء العشرات من مُهجري قرية سحماتا الذين يعيشون في فسوطة وترشيحا وابو سنان والبقيعة وحيفا وغيرها من البلدات برفقة الابناء والاحفاد وذلك من اجل التواصل في يوم نكبة فلسطين تحت عنوان "سحماتا لن ننسى".

التقى الحضور في بركة القرية (سابقا), وحضر اللقاء المؤثر العديد من الشخصيات الوطنية ومنهم: محمد نفاع سكرتير الحزب الشيوعي, عضو الكنيست السابق وإبن البقيعة عصام مخول, الشاعر نايف سليم ابن البقيعة, والعديد من اهالي سحماتا والبقيعة الجار.

وتحدث في الاجتماع سكرتير لجنة احياء ذكرى سحماتا فوزي موسى الذي رحب بالحضور وأكد على اهمية هذا اللقاء , كما القى الشاعر نمر نمر ابن قرية حرفيش كلمة تضامنية مع اهالي البلدة المهجرة .

جيل الاباء والاجداد يسلم الماضي لجيل الابناء والاحفاد 

الحنين والشوق الى سحماتا لم ينقطع عند كبار السن واعاد الذكريات والحنين في انفسهم لهذه القرية الوادعة.

مراسل موقع " بكرا " تحدث الى عدد منهم، وعاد بهذه المقابلات:

رغم البعد عن سحماتا فما زال الحنين والشوق لترابها

جميل مبدى سمعان 90 عاما مهجر من قرية سحماتا ويسكن حاليا في قرية فسوطه قال : " بعدما احتل الصهاينة قرية ترشيحا تقدموا نحو سحماتا وشنوا عليها الغارات وقاموا بتجميع 160 من ابنائها طالبين منهم تسليم مخاتير القرية الثلاثة لكن المخاتير هربوا فطلبوا احضار 80 بندقية ولكنها لم تكن بحوزتنا ولما يئست القوات، اخذ عناصرها يطلقون النار في الهواء ارهابا فهرب اهالي القرية الى القرى المجاورة ولجأت انا الى فسوطه عند اخوتي وهكذا بقيت في فسوطة وبنيت عائلتي هناك , ولكن رغم البعد عن سحماتا فما زال الحنين والشوق لترابها قائماً حيث اقوم في كل اسبوع بزيارة القرية، حتى اخر لحظة في حياتي لم اقطع امل العودة الى بلدتي التي هجرت منها لا سيما ونحن نسرد لأبنائنا واحفادنا قصة التهجير كي يستمروا في متابعة القضية وتحقيق العودة احياء " .

دخل الجيش الى القرية واخرجوا الجميع منها وبدأوا باطلاق النار تجاه السكان 

وفي حديث مع الحاج كرم علي موسى 82 عاما مهجر من قرية سحماتا ويسكن الان في قرية ترشيحا قال : " عندما تم تهجيرنا من قرية سحماتا كان عمري 16 عاما حيث دخل الجيش الى القرية واخرج الجميع منها وبدأوا باطلاق النار تجاه السكان حيث قال لي ابي في ذلك الحين تعال لنجلس على التلة لربما الله يفرجها فشعر والدي ان الطقس يتغير وبدأت الامطار تتساقط فقال لي تعال لنذهب الى البقيعة وطبعا العديد هاجروا الى لبنان ولم نعرف عنهم شيئاً, نحن لم نقطع الامل من العودة الى سحماتا فاذا لم نعد نحن الى قريتنا فابنائنا يحملون القضية ويتابعونها حتى تحقيق العودة النهائية والحقيقية احياء الى ارضنا "
 
كانت المحبة والالفة والمودة بين جميع الناس

وقالت الحاجة صبحية سليم صالح خشاب من مهجري سحماتا وتسكن في قرية ترشيحا : " لم نقطع الامل يوما ما بالعودة الى سحماتا فاذا لم اعود الى مسقط راسي حية سيستمر الابناء والاحفاد بقضيتنا حتى العودة الى ارضها , اتذكر ايام الماضي كانت من اجمل الايام حيث كانت المحبة والالفة والمودة بين جميع الناس نحن نطلب من ربنا ان يفرج الحال ويعيد كل مهجر الى بلدته وبيته....دائما اقوم بسرد قصة تهجيرنا لاحفادي وابنائي وتوصيتهم بالاستمرار وزيارة القرية كي تبقى مزروعه في عقولهم " 

في ذكرى النكبة نجتمع جميعا على تراب سحماتا لنقوي لحمتنا مع قريتنا وفيما بيننا ولنجدد العهد معها

وقال فوزي سمعان سكرتير لجنة سحماتا : " ستة وستون عاما مرت على نكبة شعبنا الفلسطيني , يوم اقتلع اغلبية شعبنا من وطنه وشرد من مدنه وقراه وصودر حقه في العودة الى وطنه وحقه في تقرير مصيره بإقامة دولته المستقلة على تراب وطنه . ستة وستون عاما مرت , وما زال أغلبية الشعب الفلسطيني يعيش في مخيمات اللجوء داخل الوطن وخارجه , يعيش مأساة اللجوء يوميا ويحلم بالعودة إلى وطنه ستة وستون عاما مرت وما زال العالم ينظر للقضية الفلسطينية نظرة المتفرج , متجاهلا معاناة الشعب الفلسطيني ضاربا بعرض الحائط القرارات الدولية القاضية بحق عودة اللاجئين الى وطنهم وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني ستة وستون عاما مرت منذ اقتلعنا من قريتنا سحماتا ,منا من شرد خارج الوطن ومنا من شرد في الوطن جميعنا لا نعيش فوق هضابها ومروجها ولكنها تعيش على صفحات قلوبنا وطيات عقولنا وأجنحة افكارنا وأحلامنا , ابناء وبنات سحماتا وان كانوا بعيدين عن سحماتا جسدا فهم اقرب ما يكون اليها فكرا وروحا إننا ككل عام , في ذكرى النكبة نجتمع جميعا على تراب سحماتا لنقوي لحمتنا مع قريتنا وفيما بيننا ولنجدد العهد معها , للوفاء لها ,ولنرفع صوتنا فوق ترابها مشددين على حقنا بالعودة أليها ."

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]