ولد العم بطرس عيسى (ابو جريس) بتاريخ 20-11-1924 في قرية برعم المهجرة، ويبلغ اليوم الـ 91 عامًا من العمر، وإن كانت الأمنيات في هذا الجيل الصحة والسلامة، إلا أن للعم ابو جريس أمنية أخرى، وحول هذه الأمنية يقول في حديثٍ خاص لموقع "بكرا"، "ان شاء لله نرجع احياءً إلى برعم وليس فقط امواتًا". فبعد 66 عامًا حلم العم ابو جريس لم يتبدد؛ وأمله في العودة إلى "برعم" التي هجرت عام 1948 ولم يبق من بيوتها إلا كنيسة السيدة العذراء ما زالا طريًا وقائمًا، وكأنه هجر أمس من بلدته. 

ذاكرة حية لقرية كفر برعم المهجرة

ويقول العم بطرس عيسى خلال حديثه لـ "بكرا" عن قصة التهجير: في 31 تشرين الأول 1948 تم ترحيل اهالي كفر برعم، حيث أمرنا الجيش (الإسرائيلي) بمغادرة القرية وأكد لنا إننا نستطيع العودة بعد أسبوعين، يجب التشديد على ان تهجير برعم جاء بعد أن اعلنت إسرائيل قيامها، أي أننا هجرنا من قبل الجيش وليس العصابات الصهيونية.

وأضاف العم بطرس والذي يعتبر ذاكرة القرية الحية: ما زلنا ننتظر منذ 66 عامًا، دمروا القرية، لم يتركوا إلا الكنيسة والمقبرة، وكأنهم يقولون لنا (لا تعودوا قبل مماتكم)، واليوم وبالرغم من تعنت السلطات الإسرائيلية منذ 66 عاما، ما زال سكان كفر برعم يبذلون ما في وسعهم للمحافظة على وجود قريتهم.

احلم ان اتذوق طعم كوز التين من ارضي في برعم

واضاف: اسكن اليوم في قرية الجش المحاذية وعمري 91 عاما، حلمي الوحيد ان يتحقق حلم العودة الى برعم ليس فقط للأموات بل للأحياء ايضا، اريد ان اعود الى مسقط رأسي حيا وبصحة جيدة لابني بيتي الذي هدموه عام 1984. كوني لاجئ واسكن في قرية الجش اعتبر نفسي من الاشخاص المرفوضين من هذه الحياة، انا املك دونمات من الاراضي في برعم واحلم ان اتذوق طعم كوز التين من ارضي.

حسرة الدموع تكتسي ثياب الذل والانكسار

وقال الجد بطرس بلوعة وحسرة والدموع تكتسي ثياب الذل والانكسار: هذا البيت ولدت فيه، بيت والدي وجدي وابنائي من بعدي.

واختتم : اوجه رسالة الى جميع المهجرين في البلاد، واقول لهم انه لا يضيع حق وراءه مطالب ولا تتخلوا عن حق العودة الى اراضيكم وبيوتكم لان المثل يقوم ( لما عندو ارض ما الو عرض )، ولو تمت الموافقة الان على حق العودة للأحياء ساترك بيتي في الجش واعود واسكن في خيمة، وابني هذا العهد لنعود ونسكن ونزرع في قريتنا مثل باقي القرى.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]