أغلقت صناديق الاقتراع وبدأت عملية فرز الأصوات ، في الانتخابات الرئاسية التي نظمها النظام السوري في المناطق الخاضعة لسيطرته، الثلاثاء، بعد تمديدها لخمسة ساعات إضافية، في ظل رفض عربي وغربي واسع لها، ورفض من قبل المعارضة التي وصفتها بـ"المهزلة" و"انتخابات الدم".

وذكرت وكالة أنباء النظام (سانا)، أن صناديق الاقتراع أغلقت في الساعة 12 ليلاً بتوقيت دمشق ، بعد تمديدها لخمسة ساعات من قبل اللجنة القضائية العليا بسبب "الإقبال الشديد على صناديق الاقتراع الذي فاق كل التوقعات”، حسب تعبير اللجنة في بيان أصدرته.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي، أن اللجان الانتخابية بدأت فور الإعلان عن انتهاء فترة التصويت بفتح صناديق الاقتراع بشكل رسمي والبدء بعد وفرز الأصوات قبل تنظيم النتائج في محاضر رسمية تقدم من قبل اللجان القضائية الفرعية في المحافظات إلى اللجنة القضائية العليا التي تقدمها بدورها إلى المحكمة الدستورية العليا، بحسب قانون الانتخابات العامة.

النتائج غدا الخميس

وذكرت قناة "سكاي نيوز"» بالعربية، أن الجهات المعنية بدأت فرز الأصوات، فيما قال مصدر حكومي إن النتائج ستعلن غدًا الخميس.

يأتي ذلك فيما شهدت مناطق في دمشق قصفًا بقذائف الهاون، مصدرها مواقع لمقاتلي المعارضة، فيما حلق الطيران الحربي على ارتفاع منخفض بشكل مكثف في أرجاء العاصمة.

وبحسب القانون نفسه فإن الذي يقوم بإعلان اسم المرشح الفائر بمنصب رئيس الجمهورية هو رئيس مجلس الشعب(محمد جهاد اللحام)، في وقت لم يتم تحديده حتى فجر الاربعاء.

سير العملية الانتخابية

وأعلن النظام السوري، صباح الثلاثاء، عن فتح 9601 مركز اقتراع لاستقبال الناخبين في المناطق الخاضعة لسيطرته، قبل أن يضاف إليها عدد آخر لاحقاً بسبب الإقبال من قبل الناخبين.

وبحسب المادة 64 من قانون الانتخابات العامة ، فإن فترة التصويت تبدأ في الساعة السابعة من صباح الثلاثاء وحتى الساعة السابعة مساء ، ويجوز بقرار من اللجنة العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخاب لمدة 5 ساعات على الاكثر في مراكز الانتخاب، وهو ما تم بالفعل.

واعتبرت جميع الأراضي السورية دائرة انتخابية واحدة يحق لأي مواطن سوري الإدلاء بصوته عبر بطاقته الشخصية في أي مكان يتواجد فيه، وذلك وفق قانون الانتخابات العامة.

15 مليوناً داخل البلاد وخارجها

وقدرت وزارة الداخلية التابعة للنظام، الأسبوع الماضي، عدد السوريين الذين يحق لهم التصويت في انتخابات الرئاسة بأكثر من 15 مليوناً داخل البلاد وخارجها، وفتحت أمام المواطنين الموجودون بالداخل 9601 مركزاً انتخابياَ تضم 11 ألف و776 صندوق اقتراع قبل أن تضاف إليها المئات من صناديق الاقتراع التي افتتحت في عدد من المحافظات خلال ساعات التصويت اليوم.

الرقة 

وأقيمت الانتخابات الرئاسية في جميع المحافظات السورية عدا محافظة الرقة (شمال) التي تعد المعقل الأساسي لتنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش”، بحسب قرار الوزارة.

وحدّد قانون الانتخابات العامة، مقرات السفارات السورية كمراكز حصرية للاقتراع في الانتخابات للسوريين المقيمين في الخارج الذي تم في 28 مايو الماضي، و3 يونيو/ حزير ان الجاري (الثلاثاء) للسوريين المقيمين داخل البلاد.

التصويت في الخارج

وفتحت صباح الأربعاء الماضي، نحو 40 سفارة سورية فقط أبوابها أمام السوريين المقيمين في الخارج للإدلاء بأصواتهم بانتخابات الرئاسة وتم تمديد الفترة المخصصة للتصويت 5 ساعات إضافية انتهت في الساعة 12 مساء الأربعاء، حسب التوقيت المحلي لكل دولة، وليوم آخر في لبنان، بسبب “الإقبال الشديد”، بحسب اللجنة القضائية العليا للانتخابات.

ورفضت دول عربية وغربية إضافة إلى المعارضة السورية، تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية، ووصفتها بـ”المهزلة” و”انتخابات الدم”، كونها تنهي “آخر آمال الحل السياسي” الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة.

في الوقت الذي يقول النظام إنه نظم أول انتخابات تعددية في تاريخ سوريا، وخاضها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد (ورث كرسي الحكم عن أبيه الراحل حافظ الأسد عام 2000)، كل من البرلماني ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري، مع توقعات مراقبين بفوز الأسد بأغلبية كبيرة.

اندلاع الازمة

ومنذ مارس 2011 اندلعت ثورة شعبية ضد حكم نظام بشار الاسد، قاومها الأخير بالقمع، ما أدى لنشوب صراع مسلح بين المعارضة المدعومة من عدد من الدول العربية والغربية والنظام المدعوم سياسياً وعسكرياً من حلفائه روسيا وإيران بالشكل الرئيس.

وتقول إحصائيات للأمم المتحدة أن نحو 10 ملايين سوري من أصل عدد سكان سوريا البالغ نحو 22.5 مليوناً، نزحوا عن ديارهم داخل وخارج البلاد جراء الصراع المستمر فيها منذ أكثر من ثلاثة أعوام، وقتل فيه أكثر من 162 ألفاً في إحصائية أصدرها مؤخراً المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف نفسه على أنه منظمة حقوقية مستقلة ومقرها بريطانيا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]