"ما احلى النسمات الجبلية والسهرة بهاك العلية بربوع بلادي المخضرة بالجش ال فيها الحرية " بهذه الكلمات يصف اهالي قرية الجش قريتهم التي تعتبر مركز القرى العربية في الجليل من جميع النواحي منها السياحية؛ الزراعية؛ وملتقى الاديان السماوية؛ الاسلامية المسيحية واليهودية.

تقع قريه الجش في أقصى الجليل الأعلى، حوالي 4 كم الى الشمال من جبل الجرمق، والجش هي احدى قرى قضاء صفد.

تبلغ مساحه أراضيها حوالي 12,500 دونم، يحد القرية من الشمال أراضي قريه كفر برعم المهجرة ومن جهه الغرب أراضي قريه سعسع ( اليوم كيبوتس سعسع ) ومن جهة الجنوب الصفصاف ( اليوم -صفصوفه )، ومن جهه الشرق تحدها أراضي قرى قديثا وطيطبا ودلاتا (اليوم دلتون ). 

كما ويحد القرية الوديان وادي الجش ووادي ناصر. وادي الجش به العديد من الينابيع والعيون المائية.

وعُرفت الجش على مدى التاريخ بعدة أسماء، وهذا يدل على أن شعوبا كثيره سكنت القريه . فالرومان أطلقوا عليها اسم " جسكالا " كما جاء في كتاب المؤرخ يوسيفوس فلافيوس . واليهود أطلقوا عليها اسم "غوش حلاف " بسبب موقعها فهي مبنيه على تله من الصخر الجيري الأبيض (كتله بيضاء) أو بسبب كثره ووفره الحليب في القريه والمنطقه سابقا . أما بالعربيه فانه مشتق من صفات وطبيعه المنطقه الجغرافي، فمعنى الجش " الأرض الصخريه والمرتفعه " .

ذكرت تاريخيًا 

ويبلغ ارتفاعها 835 متر عن سطح البحر . وقد ورد ذكر قريه الجش في قاموس لسان العرب لابن منظور المصري يقول فيه " والجش ما ارتفع من الأرض ولم يبلغ أن يكون جبلا " . في العام 1188 مر في الجش القائد صلاح الدين الأيوبي كما يروي المؤرخ محمد القرشي الأصفهاني ويقول : " ومررنا بضيعه يُقال لها الجش وهي عامره محتويه على أهلها كأنها العش " .

سكن القريه العديد من الشعوب على مر التاريخ , فقد كانت مدينه في عهد الرومان , وبعدها سكنها العرب في العهد المملوكي , ففي هذا العهد اشتهر العلاّمه محمد الجشي الدمشقي الذي كان من كبار الخطاطين الذين قاموا بنسخ وكتابه المصاحف . كذلك سكنها الدروز في عهد الاتراك العثمانيين الذين هاجروا من لبنان وسوريا وعاشوا فيها لفتره وجيزه .

كارثة طبيعية 

في العام 1838 حلت بالقريه كارثه طبيعيه وهي زلزال قوي ضرب المنطقه والقريه وقد أودى بحياه نصف سكان القريه , وحتى يومنا هذا هنالك فجوه كبيره شرقي القريه ظهرت نتيجه الزلزال وانخسفت الارض في الموقع المسمى اليوم " المخسوفه " . بعدها جاء القريه عائلات مارونيه هاجروا اليها من لبنان وسكنوا فيها حتى يومنا هذا . كذلك نزح اليها في العام 1948 مهجرو قريه كفربرعم وقديثا وسعسع وعكبره .فالقريه اليوم مختلطه من أبناء الطائفه المسيحيه وأبناء الطائفه الاسلاميه .

اماكن دينية، كنائس ومقامات 

في القريه كنيستان، واحده للطائفه المارونيه وأخرى للكاثوليك . كذلك هنالك مسجد قديم يعود تاريخه الى أواخر القرن السابع الميلادي وأُعيد بناءه وترميمه ابتداء من العام 1932 وفي العام 1958 ترميم كامل للمسجد . وفي جوار القريه تتواجد قبور ومقامات اسلاميه أخرى , مثل مقام الشيخ محمد العجمي – أحد قواد صلاح الدين الأيوبي . ومقام السيده نفيسه ابنه الامام حسن وحفيده الامام علي بن أبي طالب . بالاضافه الى ذلك تتواجد في القريه قبور ومقامات يهوديه كقبر شماعيه وأبطليون وقبر أدرميلخ وشراتسر وقبر الراب مئير . وهنالك آثار قديمه لكنيس يعود تاريخه الى القرن الثاني أو الثالث للميلاد بالضافه الى العديد من المغاور والكهوف والأنفاق في القريه وجوارها . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]