إن كنت تابعت الحلقتين الأوليين من مسلسل سرايا عابدين فلا بد من أنك استغربت لجرأة الطرح فيما يتعلق بالغراميات والخفايا في كواليس السراي الملكي. ولا بد من أنك استرجعت من دون شعور بعض اللقطات من مسلسل حريم السلطان التركي.

المسلسل من تأليف هبة مشاري حمادة وإخراج عمرو عرفة ويحكي قصة الخديوي اسماعيل في القرن التاسع عشر وصراع زوجاته الأربع وجارياته ووالدته على إدارة دفة الحكم عن طريق حياكة الدسائس والمكائد، تماماً كما رأينا في حريم السلطان. لا بأس إن إحسست بالتشابه مع الدراما التركية، فقد أصبحت جزءاً من الحياة اليومية في العالم العربي ومن الطبيعي أن يتسلل تأثيرها إلى الساحة الدرامية العربية. ولعل هذا ما يجعلنا أكثر تقبلاً لسيناريوهات جريئة مثلما رأينا في سرايا عابدين.

فعلى سبيل المثال رأينا من الحلقة الأولى شمس (غادة عادل) في سرير عشيقها السفرجي (وائل نجم) داخل مخدع الخدم. ثم رأيناها تحيك مخططاً مع طبيب القصر كي يخفي أمر أنها فاقدة لعذريتها. ثم رأينا كيف تقوم مسؤولة الجواري (أنوشكا) باختيار الجاريات الجميلات لبلاط الملك بعد أن تطلب منهن خلع ملابسهن. وفي مشهدٍ تالٍ رأينا الخديوي (قصي خولي) يستيقظ بجانب إحدى محظياته. وكذلك رأينا كيف أخفت إحدى زوجاته عشيقها داخل خزانتها كي لا ينفضح أمرهما.

في السابق كان يجري التلميح إلى هذه القصص في الدراما العربية، ولكننا نراها اليوم بالتفصيل بحيث تصبح جزءاً محورياً من الأحداث. ولكن سرايا عابدين ليس الخطوة الأولى في هذا الإتجاه. فقد رأينا الكثير من الجرأة أيضاً في مسلسل الأخوة من حيث خيانة الأخوة لبعضهم وخيانة الزوجات للأزواج والعكس والإنجاب من دون زواج... إلخ.

فهل يمكن أن نعتبر تأثير الدراما التركية على العربية أمراً جيداً من حيث تحريرها من بعض القيود والأخذ بها إلى منحى أكثر جرأةً؟ أم أنه تأثيرٌ سيء ولا يليق بعاداتنا؟ 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]