يوم امس شهدت عدة اماكن في الداخل الفلسطيني مواجهات على المفارق،وقد ادت هذه المواجهات الى اعتقال 31 شابا،ويبدو ان ما يميز هذه المظاهرات انها عشوائية وغير منظمة ومن نبض الشارع، وفي غالبها ليست منظمة من قبل الاحزاب العربية.

السؤال الذي يطرح نفسه، هل نحن بصدد تصعيد لإنتفاضة جديدة ام انها(فشة خلق)؟ والسؤال الاخر اين القيادات السياسية لتوجه هؤلاء الشباب ولماذا لم تستثمر هذا الحماس الى خطة سياسية معينة لها مطالب جديدة ؟ حول كل هذا الموضوع وهذه التساؤلات تحدث مراسلنا الى الباحث البروفيسور أسعد غانم (محاضر في العلوم السياسية، جامعة حيفا).

 الأجيال الجديدة فقدت ثقتها في القيادة السياسية

قال البروفيسور غانم:لهذه القضية جانبان متناقضان، وبات واضحا جدا ان التحرك الشبابي والمبادرات الفردية تأتي على خلفية تصعيد الدولة ضد المواطنين العرب في الداخل وفي الاراضي المحتلة،وتأتي ردة فعل الشباب في هذه المواجهات بعد ان فقدوا الامل في تلبية جزء من مطالبهم العادلة وتنظيم أي عمل منظم من قبل غالبية الاحزاب يعود بالفائدة الوطنية على الجميع،ومن هذا الباب ليس سرا ان القيادة لا تحسن التعامل مع هذه المواضيع،بالمقابل فقد ظهر جليا عجز الاحزاب خلال المواجهات والأحداث في تنظيم الحراك الشبابي،ليس هذا فحسب فكثير من ابناء شعبنا في الداخل يشعر ان لجنة المتابعة لا تفعل شيئا،لذلك جاءت هذه الاحداث والمواجهات بشكل عشوائي ودون تنظيم، وجزء من هذا الحراك وهذه المواجهات يعبر عن احتجاج على قدرة الاحزاب العمل مع التحديات الجديدة .

مظاهر سلبية

وتابع البروفيسور غانم: لا يمكن ان يكون هذا النضال مثمرا او يأتي بنتيجة الا اذا كان مؤطرا، لذلك ما نراه على ارض الواقع عبارة عن (فشة خلق) وليس انتفاضة جديدة،لذلك لو نستذكر ما حدث في الانتفاضة الاولى عندما اندلعت،فقد احسنت منظمة التحرير صنيعا حيث استثمرت الانتفاضة الى مشروع سياسي. من جانب اخر يؤسفني القول ان جزءاً من الحراك والمواجهات الحالية ينم بعشوائية وفيه الكثير من المظاهر السلبية والاعتداءات على الاملاك العامة لبعض المتظاهرين، فالنضال يجب ان يكون سلميا وعلى القيادات السياسية تحويل هذا الحراك الى رافعة وعمل بحسب برامجها وطرح قضايانا بقوة.

على اسرائيل تغيير طرق تعاملها

وأضاف: بالنسبة للاعتداءات الاسرائيلية والتحريض الارعن على العرب،فيتوجب علينا ايصال هذه الرسائل للعالم لنقول لهم ان من يحكم اسرائيل ثلة من اليمين المتطرف الذي يشبه صعود اليمين المتطرف في اوروبا منتصف القرن ال 20، وعلى اسرائيل التعامل بشكل مغاير مع مواطنيها العرب ومع الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتل، مع ان حكام اسرائيل استغلوا اختطاف الشبان اليهود الثلاث للمزيد من اعمال الاستيطان والقمع.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]