لم يعرف المزارعون في الجولان السوري المحتل وفي الجيل موسمًا مثل هذا الموسم منذ سنوات عديدة، فالشتاء الأخير كان بارداً جداً وأسفر عن محصول كبير من التفاح بمختلف أنواعه والخوخ أيضًا، والإضافة إلى ذلك كان الربيع معتدلاً جداًـ دون موجات حر شديدة أو أمطار غاضبة أو رياح عاتية، ولهذا كانت الظروف مواتية أثناء موسم التلقيح وتكوين الثمر، وكان واضحاً منذ شهر أيار أن كمية الثمر على الشجر تفوق المعتاد كثيراً وبالرغم من كل عمليات تخفيف الثمر التي قام بها المزارعون فإن كميات الثمر التي بقيت على الشجر مع بدء موسم القطاف كبيرة جداً، وفي قرية الجش الجليلية وفي قرى الجولان مثل مجدل شمس وبقعاثا وعين قنيا فقد بدأ في هذه الايام موسم قطف الخوخ، التفاح، الكيوي والعنب .

الحرب الاهلية في سوريا خلخلت اقتصاد الدولة وما يشغل بال السلطات اهم من التفاح
كان تصدير التفاح إلى سوريا أحد الطرق التي ساعدت على المحافظة على سعره، قبل أربع سنوات بدأ مزارعو التفاح في شمال هضبة الجولان بتسويق تفاحهم إلى سوريا، كان ذلك بموجب اتفاقية تمت بمساعدة الصليب الأحمر الدولي، السلطات في سوريا كانت معنية بدعم أهالي الجولان لأنها تعتبر الجولان أرضاً سورية وأهاليه مواطنين سوريين، كذلك كانت لدولة إسرائيل مصلحة لعدة أسباب، منها المحافظة على أسعار التفاح في السوق المحلية، وتسويق التفاح إلى سوريا كان يبدأ في شهر شباط، ففي الوقت الذي يحدث فيه نقص في التفاح في السوق السورية تكون لا تزال هناك كميات جيدة من التفاح في برادات المزارعين في الجولان، فكانت تنقل عبر معبر القنيطرة إلى الأسواق السورية.
هذا العام، وفي الوقت الذي فيه كميات التفاح كبيرة جداً، فإن فرصة تسويق التفاح في سوريا شبه معدومة، فالحرب الأهلية الدائرة هناك خلخلت اقتصاد الدولة،وما يشغل بال السلطات والسورية هم بكثير من التفاح والتجارة بشكل عام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]