يحقق المسؤولون في وزارة المعارف في قضية قلّما تواجههم، وتتعلق برجل (60 عامًا) تحايل طيلة ثلاثين عامًا على الوزارة وجهاز التعليم والإدارات التربوية، وتمكين من إشغال وظيفة مدرس في موضوع البيولوجيا- رغم أنه لا يملك أية شهادة للتدريس، أو أية معرفة أو دراية مثبتة في البيولوجيا!

بدأت خيوط هذه الحكاية تنسج قبل حوالي ثلاثين عامًا، يوم كان هذا الرجل ( ويدعى " آفي غال") شابًا في نهاية العشرينات من عمره، إذ قرر دراسة موضوع البيولوجيا في جامعة تل أبيب، لكنه فُصل من الدراسة بعد سنة واحدة فقط. ورغم ذلك، توجه إلى مدير مدرسة " غيرتس" في تل أبيب، وعرّف نفسه بأنه معلم لموضوع البيولوجيا، وعرض مستندات ووثائق مزيفة " تثبت" أنه حاصل على اللقب الأول في البيولوجيا، وعلى شهادة تدريس- فوظفه المدير!

انكشف تم كرر فعلته!

وعمل " غال" في التدريس طوال ست سنوات، متنقلاً من مدرسة إلى أخرى، إلى أن انكشف أمره في المدرسة التاسعة التي وظفته، فحوكم وصدرتْ بحقه محكومية بالعمل لصالح الجمهور لمدة (10) أشهر!

" واستقر" الرجل مبتعدًا عن الكذب والخداع طوال عشر سنوات، وعاد إلى غيّة عام 2003، مكررًا نفس الكذبة، دون أن يكلف أحد من مسؤولي المعارف بعد انكشاف الرجل، نفسه عناء التبليغ والتحذير من أمر المعلم الكذاب، ولذا فعندما كان مديرا المدارس الذين يلتحق " غال" بسلك التعليم في مدارسهم يسألون الجهات المختصة عنه، كان الردّ ايجابيًا، " وكل شي تمام"!

" بسبب شغفه بالتعليم"!

وهكذا عاد الرجل ليزاول مهنة التدريس طوال ست سنوات، أخرى، إلى أن انكشف أمره مرة ثانية عام 2009 عندما كان " يعلم" في مدرسة ثانوية (" قلعي") في جفعتايم ( بجوار تل أبيب)، حيث أفاد الطلاب بأن معلمهم يتصرف بشكل غريب، فأخذت مديرة المدرسة زمام الأمور في يديها، وحققت في الأمر.

وكشفت حقيقته، بعد أن اتصلت بالمدارس التي ادعى المدرس أنه قام بالتدريس فيها، وأنه حاصل على توصيات منها بخصوص عمله!

وبطبيعة الحال، قدم الرجل للمحاكمة، فادعى محاميه أنه فعل ما فعل " بسبب شغفه بمهنة التعليم وبموضوع البيولوجيا"، لكن المحكمة أصدرتْ بحقه حكمًا بالعمل لصالح الجمهور لمدة أربعة شهور!

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]