يصف مدير مركز "كيشيف" الصحافي السابق يزهار بيئير أداء الإعلام الإسرائيلي وتغطيته للعدوان على غزة على أنه مجنّد طوعًا للرواية الإسرائيلية وكأن الإعلام حصل أيضًا على أمر تجنيد- كما حصل جنود الاحتياط.

ويقول بيئير في حديثه إلى "بكرا": واضح أن الإعلام الإسرائيلي يتجاهل مهنيته وقت الأزمات فنرى دعمه للجانب الإسرائيلي ومحاولاته في وصفه بأنه الضحية متجاهلا الضحية الفعلية في الموضوع، وهي غزة.

الإعلام يجتمع حول العلم الإسرائيلي 

ويضيف: عادة في كل حرب او ظرف مماثل تمر به إسرائيل نجد الصحافة والاعلام الاسرائيلي يجتمعون حول العلم الاسرائيلي، حيث يفتقدون خلال ذلك الى الحس الصحفي النقدي ويتجاهلون المهنية الإعلامية التي تفرض عليهم الموضوعية والحياد ويصبح لديهم اجماع ومفهوم مطلق بضرورة دعم الجانب الاسرائيلي، وتبني رواية المؤسسة الإسرائيلية، ضاربين بعرض الحائط كل نظريات الإعلام وقواعد أخلاق المهنة والحقائق الي على أرض الواقع والتي تنفي بأغلبها الرواية الإسرائيلية.

الإعتماد على رواية الجيش فقط 

واضاف بيئير لـ "بكرا": في ظروف مماثلة ومن تجارب سابقة نستطيع الجزم بان الاعلام الاسرائيلي يعتمد دائما في حالات الحرب وفي حالات مماثلة، كما اليوم، على مصدر واحد ووحيد للمعلومات، وهو الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، دون التطرق او استعمال مصادر اخرى، حتى لو أستعملت مصادر أخرى فهي فقط لتؤكد ما يقوله الناطق بلسان، لذلك تصبح المقالات والتوجهات في الصحف الاخبارية والبرامج الاخبارية توجهات ثابتة تعتمد على نقل الخبر لصالح الجانب الاسرائيلي بشكل مفهوم ومتعارف عليه بين الصحفيين الاسرائيليين .

الصحافي الإسرائيلي...إسرائيلي بالأول ومن ثم صحافي 

وعن السبب لذلك علمًا ان الإعلام الإسرائيلي معروف بقوته قال بيئير: يعود السبب في ذلك الى عدة نواحي منها نفسية قومية. الإعلاميون في إسرائيل هم بالأول اسرائيليين وفي الدرجة الثانية صحافيين، يتأثرون بشكل كبير من الأحداث، مما يعزز لديهم الهوية القومية أكثر من الهوية المهنية، بذلك يدفعهم إلى التطوع في دعم الرواية الإسرائيلية وتجاهل كافة الجوانب المحيطة للقضية.

ويقول: ليس هذا فقط، ففي هذا السياق يخاف الإعلامي الإسرائيلي من إظهار ضعف دولة إسرائيل فلدية قناعة أنه يتوجب عليه إظهار مواقفها البطولية أمام العالم وأمام المجتمع الإسرائيلي الذي لا زال يعاني بسبب الإضطهاد اللاسامي .

ويضيف: الصحافي الإسرائيلي يجد نفسه مضطرًا الدفاع عن حدود دولته وعن اقتصادها وعن بكاء كل طفل فيها، بغض النظر قرب التغطية للحقائق والوقائع أو بعدها عنها، وهذا ما يسمى برفع المعنويات خلال الحرب ووقت الأزمات.

لا حاجة للرقابة العسكرية ...

ونفى بيئير ن تكون هنالك أي تدخلات للرقابة العسكرية الإسرائيلية في التغطية الإعلامية موضحًا أن الإعلامي الإسرائيلي لا يحتاج للرقابة العسكرية، فالرقابة الذاتية التي يفعلها على نفسه أقوى. المؤسسات الاعلامية تعمل على مراقبة نفسها وكتاباتها وتغطيتها للاحداث دون الحاجة الى توجيهات من مؤسسات سياسية في الدولة وذلك نتيجة انتمائها القوي ومصالحها الاقتصادية والوعي والادراك المجتمعي بانه يجب دعم الجانب الاسرائيلي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]