'الحمدلله وبفضله أتممت امتحانات الثانوية العامة بأكمل وجه ، واتمني من الله أن يرزقني النجاح بعد تعب الدراسة الشاق وأتمنى منكم الدعوات لي ولكل الطلبة.' .

كانت هذه الكلمات منشورة على صفحة الشهيد إبراهيم البطش ' 17 عاما ' من مدينة غزة ، والذي استشهد مساء أمس برفقة 15 شخصا من أسرته وعائلته في المنزل ، بعدما صعدت إسرائيل هجمتها الشرسة على قطاع غزة ، بعدما أمطرت كتائب القسام إسرائيل بعشرات الصواريخ التي سقطت في تل أبيب ، بعد رسالة وجهها أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام للسكان في إسرائيل بانتظار الصواريخ بعد الساعة التاسعة مساء ، في أول عملية من نوعها بتحديد الساعة وتنفيذها بالفعل رغم تشكيك محللين الاحتلال الاسرائيلى بمصداقيته .

هذه طبيعة الحياة في قطاع غزة في هذه الأيام بعد شن إسرائيل حرب شرسة على قطاع غزة ، وتخبط لدى القيادة السياسية والعسكرية في الكيان المحتل ، حيث صبت لجام غضبها على المواطنين الأبرياء كرد على وابل الصواريخ الذي أطلق على تل أبيب .

فبعد سبعة عشر عاما من الدراسة والجد والاجتهاد والحلم بمستقبل واحد ، دمر الاحتلال الاسرائيلى حلمه وحلم أشقائه في حياة ومستقبل أفضل ، في ظل وجود مغتصب اسرائيلى في فلسطين يدمر الشجر والحجر قبل الإنسان وينغص حياة الأبرياء ، نجاح وتفوق وتميز اختتم بشهادة في سبيل الله قبل الحصول على شهادة الثانوية العامة ، والتي تدلل على اهتمام الشهيد بالحصول على درجات عالية فيها .

محاولة لإغتيال اللواء البطش 

وحاولت إسرائيل اغتيال اللواء تيسير البطش في منزلهم بمنطقة الشجاعية ، ويتولى اللواء البطش منصب رفيع المستوى في الشرطة الفلسطينية بغزة.

وبمشاعر تقشعر لها الأبدان رحلت نساء وإطفاء في هذا القصف دون اى سبب اقترفوه سوى أنهم من أسرة اللواء البطش ، ويعيشون في نفس المنزل ، فبدأ صراخ وعويل من الأطفال في شارع المنزل لثلاثة أطفال من أسرة البطش بعدما عرفوا أن والدتهم استشهدت خلال القصف على منزلهم ، ولم يعودوا إلى المنزل حتى ألان مطالبين بعودة والدتهم .

دموع بللت ملابس والتراب من حولهم من هول الصدمة التي لم يصدقوها حتى ألان ، حتى قطع طفل منهم صراخه ليقول ' يما بدى أكل أنا جعان ' لحظة مرور أمه أمامه على أكتاف المشيعين لحظة دفنها .

خلصونا واقصفوا الدار 

وقد كتب الشهيد انس قنديل '19 عاما ' على صفحته على الفيس بوك قبل ساعة من استشهاده هو ووالده في قصف صهيوني استهدف منزلهم في شارع النصر' يا رب ارحمني إلى من مبارح ما نمت خلصونا اقصفوا الدار ' وقد كتب ذلك بعدما هددهم الاحتلال بقصف منزلهم نظرا لعمل والده في صفوف سرايا القدس ، ليقصف منزله بعد ساعة ويستشهد انس برفقة والده ، لتكون مأساة الأسرة مزدوجة .

وبداية الحرب على قطاع غزة استهدفت طائرات الاحتلال الاسرائيلى منزل يعود لعائلة حمد في بيت حانون ، حيث يعمل رب الأسرة في صفوف سرايا القدس التابعة للجهاد الاسلامى ، وقد استغل جيش الاحتلال وجوده بين أسرته في جلسة عائلية لتقصف المنزل على رؤوسهم ، ليرتقى شهيد برفقة زوجته وأسرته كاملا ، باستثناء طفل واحد كان بعيدا عن مكان القصف ، والذي يرقد في مستشفى الشفاء حتى ألان ، ولم يعلم أن أسرته قد استشهدت بالكامل ، وحين سؤاله عن أهله قال أنهم في المنزل متواجدون .

وقد كتب جيران الشهيد على جدران منزله المهدم والتي تشكلت كلوحة من الباطون المدمر ' عذرا أهل المنزل يعتذرون عن استقبال الضيوف بسبب انتقالهم للجنة 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]