لم ينتظر المسيحيون إنذار تنظيم الدولة الإسلامية لمغادرة المدينة فما إن صارت محافظة نينوى تحت سيطرة داعش حتى تحول مسيحيوها نازحين في الأقضية المجاورة وإقليم كردستان..

فضل أبناء الموصل مغادرة المدينة بعد أن خيرهم المسلحون بين دفع جزية أو اعتناق الإسلام أو القتل... ليست الكنائس وحدها التي طالتها الاعتداءات... حتى القبور دنست حرمتها تحت الاقدام..

هكذا اختفت المسيحية من الموصل للمرة الأولى في تاريخ العراق.. سكان ما بين النهرين الأصليين هم اقدم جماعة مسيحية في العالم كونهم أحفاد البابليين والكلدانيين والأشوريين..

من أصل خمسة آلاف نسمة من سكان المدينة المتبقين، لم يعد موجودا إلا بضعة فقراء فقدوا المقدرة حتى على الهروب من البطش... وقبل الآلاف الخمسة كان يقطن الموصل مئة الف مسيحي هجرتهم الحروب المتلاحقة...

أما في العراق ككل فعدد المسيحيين اليوم فى العراق يقدر بأقل من ثلاثمئة الف نسمة يمثلون نسبة عشرين بالمئة فقط من اعدادهم المستمرة في التناقص...

حال الأقليات الأصغر ليس أفضل حالا.. يكاد يختفي أثر الايزيديين والصابئة من العراق بفعل التهجير..

هو الحال في سوريا أيضا..
كان داعش أصدر مرسوما مماثلا في مدينة الرقة يطالب المسيحيين بسداد الجزية ذهبا مقابل الحماية.

لا يفصل المسيحيون طبيعة أحوالهم عن خطورة الأوضاع في بلادهم بشكل عام، وهي التي كانت يوما ما مقرا للخلافة والتزم فيها الخليفة بحماية المسيحيين.. إذ نصت العهدة العمرية عن مسيحيي القدس على أن لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]