فتح القضاء اللبناني أمس السبت تحقيقا في شريط مصور تم تداوله على نطاق واسع، يظهر طفلا يقوم، بتحريض من اشخاص بالغين، بضرب طفلا آخر يرجح انه سوري، ما اثار موجة سخط عارمة على مواقع التواصل.

ونشر موقع "يا صور" الالكتروني ليل الجمعة شريطا مصورا بهاتف خليوي، يظهر طفلا صغيرا اسمه عباس، يقوم بضرب طفل مذعور مجهول الاسم، بعصا غليظة. واستمرت عملية الضرب لنحو دقيقتين رغم توسلات الطفل وبكائه، بينما تولى اشخاص لا يظهرون في الشريط الذي لم يعرف تاريخ التقاطه، تحريض عباس على مواصلة ضرب الطفل.

وقال وزير العدل اشرف ريفي: "طلبت من مدعي عام التمييز القيام بالاجراءات القانونية اللازمة (...) وتكليف المفارز القضائية اجراء التحقيقات في قضية الشريط المتداول".

واضاف ان "الطفل الذي يتعرض للضرب هو على الارجح سوري، والعائلة التي ينتمي اليها الطفل (الذي يضرب) تقيم على الارجح في منطقة البقاع" في شرق البلاد على الحدود مع سوريا.

ويظهر الشريط الطفل عباس يرتدي كنزة "تي شيرت" زرقاء اللون، وهو يحمل عصا يوجهها الى طفل نحيل اطول منه، يرتدي بنطالا من الجينز وكنزة "تي شيرت" بنية اللون، ويحاول عبثا ان يدافع عن نفسه.

الا ان شخصا في الخلفية يسمع وهو يقول للطفل "انزل يديك"، على رغم توسل الاخير. وسمع الشخص الذي اشارت وسائل اعلام لبنانية الى انه والد الطفل، وهو يقول "يا عباس، اضربه، لا تخف"، ليبدأ عباس بتوجيه ضربة اولى بالعصا الى ذراع الطفل الذي يحاول الابتعاد دون جدوى.

وانتشر الشريط بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، مرفقا بتعليقات تنتقد "ابشع جريمة بحق الانسانية والطفولة".

ويتهم ناشطون لبنانيون بعض الفئات الاجتماعية بالتعامل بنوع من "العنصرية" مع اللاجئين السوريين، وتحميلهم تبعات الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها البلد الصغير ذي الموارد المحدودة.

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة، يستضيف لبنان اكثر من مليون لاجىء سوري نزحوا هربا من النزاع في بلادهم منذ منتصف مارس 2011. ويشكل الاطفال نحو نصف هؤلاء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]