في أعقاب العدوان على غزة، عممت سيكوي بيانًا على وسائل الإعلام وصل إلى موقع "بكرا" نسخة عنه وجاء في البيان: 

منذ نحو أسبوعين والسكّان الفلسطينيون في غزة يتعرّضون لهجوم عسكريّ بالغ الأذى، فقد قُتل حتى الآن بغزة أكثر من 350 فلسطينياً، غالبيتهم الساحقة مواطنون أبرياء، منهم 75 طفلاً. بينما قُتل في إسرائيل مواطنان، أحدهما يهوديّ والآخر عربيّ، بالإضافة لخمسة جنود.

إنّ الحرب على غزة هي جزء من محاولة إسرائيلية مستمرة، لا أمل لها بالنجاح، لإخناع الفلسطينيين والحيلولة دون تحقيق حلّ عادل ومنصف للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حلّ يعطي الشعب الفلسطيني حقّه بتقرير مصيره وينهي الإحتلال المتواصل منذ العام 1967.

قَتل الكثير من المواطنين الفلسطينيين بغزة وكذلك قصف البيوت على جميع قاطنيها وتهجير مئات آلاف السكّان من منازلهم، ممارسات غير أخلاقية وغير شرعية تتعارض مع المواثيق الدولية. ولا يمكن لدولة تدّعي الأخلاقية والديمقراطية إنزال مثل هذا الأذى البالغ جداً بالسكّان المدنيين الفلسطينيين في غزة.

إنّنا نعارض بشدّة إلحاق الضرر بالمدنيين، بكلّ مكان وزمان ونطالب بإبقاء السكّان المدنيين خارج دائرة القتال!

إنّنا ندعو الحكومة الإسرائيلية لوقف فوريّ للحرب على غزة كما ندعو كافة الأطراف لبذل كلّ الجهود من أجل التوصّل لوقف فوريّ لإطلاق النار تتبعه محادثات تؤدّي لحلّ سياسيّ سلميّ.

لا بدّ من التذكير بأنّ الجيش الإسرائيلي يقوم الآن بقصف أبناء الشعب الذي ينتمي إليه المواطنون العرب في إسرائيل، وفي حالات كثيرة يكونوا هؤلاء من أقاربهم وأفراد أُسرهم. الأمر الذي يثير غضباً عارماً لدى المواطنين العرب في إسرائيل، يتمّ إسكاته بالمطلق في الخطاب العامّ. إنّنا نؤكّد على أنّ الحكومية الإسرائيلية قد شنّت معركة عسكرية ضد أبناء الشعب الذي ينتمي إليه 20% من مواطني الدولة متجاهلة تماماً وتكراراً الموقف والهوية الوطنية الشرعية للمواطنين العرب الفلسطينيين. هناك في الحكومة ووسائل الإعلام من يستغل الدعم والتضامن الطبيعيين لدى المواطنين العرب مع الفلسطينيين بغزة، بغية التحريض عليهم وإظهارهم كداعمين للإرهاب.

الحقّ بالتظاهر، أيضاً وخصوصاً هذه الأيام، هو حقّ أساس. فبدل أن تقوم الشرطة بحماية حقّ المواطنين العرب بالتظاهر، هي تحاول قمع المظاهرات وتنفّذ الإعتقالات الجماعية في صفوف المتظاهرين العرب. هذا في حين تتيح لليمين الفاشيّ العنصريّ العنيف القيام بمظاهراته. لقد كانت الذروة خلال نهاية الأسبوع بحيفا، إذ قامت الشرطة بقمع عنيف لمظاهرة نظّمها شباب عرب ويهود ضد الحرب، كما فشلت أيضاً بحماية متظاهرين يهود وعرب من الإعتداءات العنيفة التي مارسها متظاهرو اليمين أتباع كهانا. وظيفة الشرطة هي ضمان حق المتظاهرين بالتظاهر وضمان سلامتهم. إنّنا نشجب تصرف الشرطة ونطالب بإجراء التحقيق الجذريّ واستخلاص العبَر ثمّ محاسبة المسؤولين.

كما ونشهد في هذه الأثناء النتائج المأساوية للإهمال والتمييز المتواصل منذ سنين طويلة، بحق المواطنين البدو/العرب في النقب. لقد تركت الدولة مواطني النقب العرب يواجهون مصيرهم لوحدهم دون أي وسيلة حماية. إنّنا نطالب الحكومة بتزويد سكّان البلدات غير المعترف بها فورياً، بوسائل الحماية المطلوبة والعمل من أجل التوصل لحل مقبول على السكّان العرب البدو وإنهاء هذه الظاهرة التي لا يقبلها أي عقل، من معاناة 80 ألف مواطن يعيشون بظروف حياتية صعبة في بلدات لا تعترف بها الحكومة.

لا شكّ بأنّ الشراكة العربية اليهودية معقّدة وصعبة هذه الأيام، لكننا في جمعية سيكوي لا ولن نتنازل عنها. حتى بهذه الأيام السيئة، نواصل إيماننا بأنّ الشراكة اليهودية العربية ومعها النضال المشترك، ضروريان لإيجاد البديل الجيّد والعادل لهذا الواقع العنيف المثقل بالعدائية والقتل. إنّ الشراكة العربية اليهودية ضرورية لإحلال واقع يضمن حقوق الشعبين بحياة كريمة آمنة، كما أنها ضرورية لضمان العيش المشترك والمساواة ما بين اليهود والعرب داخل إسرائيل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]