عاد اليوم قائد لواء"جولاني" الى جبهة الحرب في غزة قادما من المستشفى بعد اصابته قبل ايام باصابة طفيفة ومقتل عدد من جنوده على ايدي المقاومة الغزية.يشار الى ان والده قد صرح قبل يومين ان ابنة لديه مسؤوليات تجاه جنوده وتجاه "الوطن"!!..عن هذا الموضوع تحدث مراسلنا الى عدد من ابناء الطائفة المعروفية فقالوا

نحن ضد العدوان الاجرامي على غزة

وقال غالب سيف والد الشاب عروة رافض الخدمة وهو من قرية يانوح – جت:الاعلام العبري الاسرائيلي مشغول في التناقضات وتحويل الصورة على ان فلسطينيي الداخل"فازعين" ضد الفلسطينيين في غزة،وهذا يهدف الى شق الصفوف بين ابناء الشعب الواحد،وللاسف الشديد وكما هو معروف فهنالك العديد من ابناء شعبنا ومن مختلف الطوائف يخدمون في جيش الاحتلال ولا يصح ان نقف عند مشهد واحد فقط ولطائفة بعينها،وتابع سيف:نحن جزء من الشعب الفلسطيني ونحن ضد جرائم الاحتلال وخاصة في هذا العدوان الهمجي على غزة،وشاركنا في كل الفعاليات والمظاهرات والنشاطات المناوئة لهذا العدوان ،وشخصيا ارفض التجنيد الاجباري المفروض قسرا على ابناء الطائفة وعلى هذا النهج ربيت ابنائي الاربعة الذين رفضوا الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال.

توجيهات مخابراتية

بدوره فقد قال سكرتير الحزب الشيوعي محمد نفاع:كنت اتمنى من غسان عليان ان لا يذهب الى غزة ابدا،وأن لا يجرح او يقتل،وانني اشم رائحة مخابراتية لهذا الاعلان(لغسان ووالده) لدب الفتنة وكأنهم اكبر المخلصين للدولة،وهذا الامر يتناقض مع عائلة عليان ومدينة شفاعمرو وكل الطائفة المعروفية،ويزعجني هذا الانهراق وراء سياسة السلطة علما ان الطائفة المعروفية اكثر مجموعة مضطهدة من خلال مصادرة الاراضي وغيرها،فهذه التوجيهات تحاول ان تجد المعادلة المتوازنة لرفض العديد من ابناءنا الانخراط في جيش الاحتلال ورفض التجنيد القسري
اما الشيخ علي معدي فقد قال:موضوع صغير ولا يستحق الالتفات اليه..لكن مراسلنا اصر ان يعرف موقفه فقال بعد تريث:يوسفنا بداية الموقف العربي الصامت،واقصد الانظمة العربية ،ففي احسن الاحوال نائمون وفي اسوأها بعضهم متخاذل وشريك في العدوان على اهلنا في غزة،وهذا بحد ذاته اسوأ من غسان عليان،وتابع الشيخ معدي: الكل يتحدث عن عليان وكأنه صاحب الجريمة وقاتل الابرياء في غزة وهذا الكلام ليس دفاع عنه،بل الكل يعرف موقفنا من التجنيد الاجباري،لكن لا يهقل ان تسلط الاضواء على عليان وكانه القضية الرئيس في العدوان على غزة،وعليان هو ضحية الاحتلال والقانون الجائر الذي فرض على الطائفة الدرزية،وختم الشيخ: موقفنا معروف من الخدمة ورفضها بالمطلق ونحن نمقت كل عربي يتجند لجيش الاحتلال.

لا اعتز ولا افتخر

اما الكاتب نمر نمر من حرفيش فقال:حين يتاْلّم العالم الحضاري ، من هول الجرائم الاسرائيليّةعلى اْطفال ،نساء وشيوخ قطاع غزّة هاشم ،ناهيك عن الدّمار الشامل والتّهجير القسري ،حتّى اْن الكثيرين من العقلانيّين اليهود يتاْلّمون لمشاهد الرّعب والدّمار التي تلحقها قوات الجيش الاسرائيلي هناك ،دون راْفة اْو رحمة ،دون تمييز بين مدنيّين ومقاتلين ،وحين اْرى الهجمة الشّرسة لقوّات الاْمن الاسرائيليّة ،وَبِبَرَكة اليمين الفاشي الذي يغذّي حكّام هذه البلاد فكريّاً وعقائديّاً،بالمقابل نسمع الاْصوات العقلانيّة والانسانيّة ،وعلى سبيل المثال لا الحصر :ما يكتبه بصدق الصحفي جدعون ليفي :السّيّئون للطيران ،وزميلته اْميرة هيس /هآرتص ،المذيعة التلفزيونيّة يونيت ليفي التي البسوها الكوفيّة الفلسطينيّة ،على طريقة المرحوم اْبو عمّار ،شماتةً ،الممثّلة الفنّانة اْورنة بناي التي ينفطر قلبها لحمّامات وشلاّلات دم اْطفال القطاع العُزّل،تُفصل من عملها ،والممثّلة شيري جيفن التي قراْت اْسماء اْربعة شهداء اْطفال فلسطينيّين ،ووقفت دقيقة صمت وحداد على اْرواحهم ،واْقراْما كتبته الفنّانة :تمار كفلينسكي /يديعوت اْحرونوت 22/7/2014 :اليسار الاسرائيلي /المتطرّف / الذي يتّهمه اليمين المتطرّف بهذه التّهمة الكاذبة ،هذا اليسار :لا يضرب ضرباً قاتلاً،لا يُهدّد باغتصاب متظاهرات تحملن آراء مناقضة ،لايقذف الحجارة ،لا يخطّط وينفّذ جرائم بشعة ،لا يحرق فتىً فلسطينيّاً حيّاً،لا يلقي القنابل على المتظاهرين، لا يرتكب مجزرة ضدّ المُصلّين في مغارة المكفيلا /الخليل/،لا يقتل رئيس حكومة ....وهذه قائمة جزئيّة بجرائم اليمين الفاشي !كما تقول الانسانة تمار !وتعود بي الذّاكرة الى العدوان الاسرائيلي على لبنان 2006 ، الى قصيدة كتبتها الشاعرة :شلوميت لفيد /والدة الوزير الحالي يئير لفيد ،قالت بجراْة وإقدام عن شهداء لبنان :شهداؤهم شهدائي ،جرحاهم جرحايَ، اْلمهم اْلمي...

إزاء هذه المواقف الانسانيّة وغيرها ،نسمع عن ضابط معروفي كبير/ برتبة عقيد /في جيش اسرائيل ،يتبجّح ،يتفاخر ويعتزّ بما تقترفه يداه ،دون اْن يندى له جبين إنساني ،وسمعنا جنوداً يهوداً يطلقون صرخة مدوّية :نحن نُطلق النّار ونبكي ! هنا تبدو المفارقة الاْخلاقيّة والبون الشّاسع بين موقفين !

كلّ فرد من الاْغيار ،هكذا يسمّوننا علانية، يتفاخر بما تقترف يدا، ،عبّرت عنه مواطنة يهوديّة بصدق وشجاعة على صفحتها الخاصّة ،وبلا دبلوماسيّة ،كما يفعل رجال السّياسة ،فقالت :اْحمد الله واْشكره اذا كان الجندي المقتول ليس يهوديّاً،لاْنّ الجنود الدّروز والعرب هم كلاب جيش الدّفاع الاسرائيلي !.اْجَلّكم الله جميعاً !هيك خَبْطْ ،لَبْطْ ،لَزْق،بلا لفّ ودوران ! واْنا اْعيد إعادة ولا اْشهد شهادة ! هذا هو جزاؤنا وهذه هي قيمتنا ووزننا النّوعي ،يا سادة ،يا كرام ! ولن نعود الى ما لقيه الجنود الدّروز الثلاثة في مدخل المفاعل الذّري في ديمونة ،قبل اْشهر معدودة ،وقصّة :ناكري الجميل و اللّي ملحو عّ ذيلو ماْلوفة يا عربان ! وْخُذوا العبرة يا إخوان من اْهل زمان !وعلى درب الشّاعر العبري بالذّات:شاؤول طشرنيحوبسكي 1875- 1943 م ،كتب قصيدة عام 1892 ،اْي قبل 122 سنة ،فقال :

سَاْومِنُ كذلك في المستقبل /حتى لو بَعُدَ ذاكَ اليوم /إلاّ اْنّه سيحين الوقت /حين ذاك يحملون السّلام بين قوم وقوم !

وفي موروثنا الرّوحي نقول :مِنْكَ يا مولانا السّلام /وإليكَ يعود السّلام /.... وان جنحوا للسلم فاجنح لها .... /صدق الله العظيم ،وسيبقى شهر رمضان رحمة للقلوب القاسية.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]