أظهرت دراسة عرضت نتائجها، في المؤتمر الدولي حول الإيدز في أستراليا، أن تركيبة تجريبية من ثلاثة أدوية قادرة على تقليص وقت العلاج المطلوب للمرضى المصابين بنوع من السل المقاوم للأدوية المتعددة.

وهذه التركيبة التي أطلق عليها اسم "بي إيه إم زي" قادرة على قتل عدد أكبر من العصيات السلية بالمقارنة مع العلاج الاعتيادي وبسرعة أكبر، بحسب نتائج المرحلة الثانية من التجارب التي تمثل المرحلة ما قبل الأخيرة لتقييم سلامة العلاجات الجديدة وفعاليتها.

أقراص مركبة من دواءين مختلفين

وإذا ما تم توفير التمويل اللازم، قد تنطلق المرحلة الثالثة بحلول نهاية العام، على ما ذكرت منظمة "تي بي الاينس" المتخصصة في الأبحاث لتطوير علاجات أكثر فعالية ضد السل.

ويبدي الأطباء قلقا إزاء تفشي جراثيم السل شديد المقاومة للمضادات الحيوية، وذلك مع الانتشار الكبير لهذا المرض في البلدان الفقيرة.

وهذه السلالات من المرض تنطوي على خطر كبير بالنسبة للمرضى المصابين بفيروس "إتش إي في" المسبب للإيدز. وغالبا ما يكون السل والإيدز مترابطين، بما أن فيروس "إتش إي في" يتعرض لخلايا المناعة ويترك الجسم ضعيفا في مواجهة الجراثيم.

أما التركيبة الجديدة "بي إيه إم زي" التي كشفت عن أولى الاختبارات عليها قبل عامين، فتضم "دواءين محتملين" (أي أنهما لم يحظيا بعد على موافقة رسمية لاستخدامهما في المعالجة من السل)، هما "بي إيه 824" و"موكسيفلوكساسين" المرتبطان بـ"البيرازيناميد"، وهو مضاد حيوي يستخدم حاليا في علاج هذا المرض، ويتم تناول العلاج على شكل أقراص.

اختبارات أبرزت سرعة الشفاء مع العلاج الجديد

وأجريت اختبارات على "بي إيه إم زي" في جنوب إفريقيا على 207 متطوعين، كان 20% منهم مصابين بفيروس "إتش إي في".

وضمن هذه العينة 181 مريضا تجاوبوا بشكل إيجابي مع جزئيات الأدوية التي يتألف منها مركب "بي إيه إم زي"، في حين أظهر 26 آخرون مقاومة للمضادات الحيوية التقليدية.

وأظهرت هذه المرحلة التجريبية أن 71% من المرضى الذين عولجوا بمركب "بي إيه إم زي" لم يعد لديهم عصيات للسل في بصاقهم بعد شهرين من بدئهم العلاج. وعلى سبيل المقارنة، فقط 38% من المرضى الذين عولجوا بالعلاج العادي شفوا خلال ثمانية أسابيع.

وتمت معالجة جميع المرضى الـ26 المقاومين للمضادات الحيوية التقليدية بمركب "بي إيه إم زي" على فترة تراوحت بين أربعة وستة أشهر، في مقابل سنتين للعلاجات العادية، وهذا التسريع والتبسيط في العلاج يعني تقليص تكاليف علاج السل بنسبة تصل إلى 90%.

علاج لا يتداخل مع علاجات الإيدز

كذلك سجل مركب "بي إيه إم زي" نقطة إيجابية ثانية تمثلت بعدم إظهاره أي إشارة لوجود تداخل مع العلاجات بالمضادات الفيروسية التي تتصدى لفيروس الإيدز.

وأشارت "تي بي الاينس" إلى أن "السل يبقى المرض الأكثر فتكا بالنسبة للمصابين بالإيدز، إذ إنه مسؤول عن حالة وفاة من أصل خمسة في العالم، لكن في كثير من الأحيان، لا يمكن إعطاء العلاجات ضد السل وضد الإيدز في الوقت عينه بسبب آثارها الجانبية، ما يجعل العلاج المتزامن من هذين المرضين صعبا".

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن ما نسبته الثلث على الأقل من 35 مليون مصاب بفيروس "إتش إي في" في العالم لديهم أيضا مرض السل بشكله المستتر، ما يعني أنهم مصابون بالمرض لكن لا تظهر عليهم أعراضه.

وفي 2012، توفي نحو 320 ألف شخص بسبب مرض السل مرفقا بفيروس "إتش إي في"، بحسب منظمة الصحة العالمية.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]