أعلن صندوق المرضى "كلاليت"، في ظل الأوضاع الأمنيّة القائمة، عن توفير خدمة إجراء محادثة إستشاريّة مجانيّة مع طبيب نفسي للأطفال والمختص في علاج الخوف والقلق ويتكلم العربيّة من مركز شنايدر لطب الأطفال. وتمّ تخصيص هذه الخدمة المجانيّة للأطفال العرب في كل أنحاء البلاد، والذين يعانون من التوتّر وما بعد الصدمة, ويذكر أنّه بالإمكان تلقي الخدمة عبر الإتصال على الرقم 03-9244955. وتأتي هذه الخدمة بمبادرة من د. أوريت كريسبين، مديرة الخدمات النفسيّة في مركز شنايدر والطبيب النفسي داني لوطان، مدير عيادة علاج الخوف في شنايدر.

وفي هذا الصدد أوصى د.لوطان الأهالي بضرورة أن يشرحوا للأطفال الوضع من خلال إعطاء معلومات مدروسة ومنظمة، فالمحادثة من شأنها منح الشعور بالتحكّم بالوضع وفهمه. وشدّد على عدم التردّد بتقديم الشرح للأطفال حول الوضع الحالي والتوقعات في الأيام القريبة، موضّحاً أنّه حين يدرك الطفل أنّ الأهل مستعدّون لإجراء محادثة وتفسير الوضع بهدوء، هذا سيساعده على الشعور بالأمان وطرح الأسئلة والحديث عن المصاعب، وقال د. لوطان أنّه من المهم الإصغاء للأسئلة المطروحة من قبل الأطفال والإجابة عليها بصبر، فمجرّد طرح الأسئلة والحديث حول الأمور التي تخيف الطفل يساعد على التخفيف من توتّر الطفل.

وبحسب د. لوطان لا يجب قطع وعد على الأطفال بأنّه لن يكون هنالك أي خطر، وإنّما يجب التوضيح لهم أنّهم يتقيّدون بتنفيذ وتطبيق كل التعليمات والواجبات والمسؤوليّات التي يتطلبها الوضع. وفي حال أصيب الطفل بالتّوتر الشديد، يجب عدم الذعر، فهذا من شأنه زيادة التوتّر، وعوضاً عن ذلك يجب محاولة تهدئته باستمرار والتوضيح له أن الجميع متوترون حاليّاً وأن هذا أمراً طبيعيّاً وأنّه يتم معالجة المخاطر.

كما أوصى د. لوطان أيضاً بالقيام بنشاطات مشتركة مع الاطفال لإلهائهم من خلال اللعب معهم ومشاهدة الأفلام وحل الألغاز وغيرها. كما من المهم أيضاً القيام بالنشاطات الروتينيّة كتحضير وجبة طعام معاً وفعاليّات مشتركة أخرى كترتيب ألبوم صور وغيرها.

إضافةّ إلى ذلك، تطرّق د. لوطان أيضاً إلى الناحية الجسديّة وإلى التمارين التي من شأنها تخفيف التوتّركالتنفّس بطريقة تبعث على الهدوء، فمن المهم تعليم الطفل حين يكون متوتراً كيف يتنفّس بشكل يبعث على الهدوء، موضحاً أنّ التنفّس الصحيح في حال التوتر يتم فيه إخراج هواء أكثر من إدخال الهواء إلى الجسم، ويكون ذلك من خلال إدخال الهواء والعد حتى 2 أو 3 وبعدها يتم إخراج الهواء والعد حتى 4 أو 5. وتكرار ذلك 5-10 مرّات من شأن تخفيف التوتّر. ويمكن أيضاً القيام بتمرين آخر كشد القبضات والعد حتى 4 وبعدها تحرير القبضات وتكرار ذلك 4 مرّات، الأمر الذي يساعد أيضاً على الهدوء وتخفيف التوتّر.

وأكّد د. لوطان على أنّ الشعور بالتّوتر هو شعور طبيعي في ظل هذه الظروف، وحين يبدي الأهل الثقة والقدرة على التحكّم بالوضع، سيتقبّل بالمقابل الأطفال الوضع بتفهّم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]