قامت الشرطة في الفترة الاخيرة باعتقال عددًا كبيرًا من المتظاهرين الذين شاركوا في مظاهرات الغضب التي نظمت في شتى انحاء البلاد في اعقاب العدوان على غزة. وتطورت مظاهرات الغضب إلى اشتباكات مع الشرطة أدى إلى اعتقال المئات من النشطاء، من بينهم كان الأسير الأمني السابق سرحان عثاملة والذي أطلقت سراحه أمس محكمة حيفا بعد اعتقال 5 ايام في اعقاب مشاركته في مظاهرة حيفا الأخيرة ضد العدوان الغاشم على غزة وضد التصعيد الإسرائيلي، الرسمي والشعبوي.

حول ظروف اعتقاله حدثنا عثامله قائلا: قضية الاعتقال لم تكن لشخص سرحان عثامله فقط بل كانت هجوم من قوات الشرطة واليسام على جميع المتظاهرين، في محاولة منهم اخماد الصوت الممانع للحرب وللعدوان الغاشم على غزة.

وقال: كانت هنالك العديد من الاعتقالات التي تمت بوحشية وهمجية من الشرطة كعادتها. الشرطة لم تكتف بممارسة الوحشية اثناء الإعتقال إلا أنها أكملت في السجن، عبر وسائل التحقيق وتفريق النشطاء في زنزانات مختلفة.

الترهيب لن يفيد 

واسهب عثامله قائلا: اعتمدت الشرطة الاسلوب الذي يعتمد عادةً لإسكات او اخماد اي صوت يقول لا للعدوان على غزة. محور التحقيق لم يكن عن المظاهرة، الترتيب لها والتنظيم لها، إنما محاولة ترهيب وإسكات أي صوت يقول لا للعدوان. في حالتي تم تذكيري عدة مرات بماضيّ في السجون الإسرائيلية، حيث كنت أسيرًا أمنيًا، وفي حالات معين أستعمل هذا الماضي كنوع من التهديد لي في حال قررت أن أستر بنشاطي لمواجهة الإحتلال.

وأكد عثامله بان اسلوب الترهيب والإسكات الذي تستعمله الشرطة لا يرهب الشباب بل بالعكس يزيدهم عزيمة وإصرار وقناعة بان طريقهم هو الصحيح واضاف: الكيان الصهيوني لا يصلح معه الا النضال الشعبي. الناس، وخاصة النشطاء، ملت من سياسات المهادنة والإنبطاحية والسلام المزيف، وبدأت تفهم ان مفعول النضال الشعبي يعطي أكبر.

واختتم عثامله حديثه لـ "بكرا" بتوصية بسيطة جدا قام بتقديمها الى المعتقلين الشباب لمساندتهم حيث قال "لسانك حصانك ان صنته صانك وان خنته خانك"، مشيرًا بذلك إلى أن الطريقة الأسلم في التحقيق هي إلتزام الصمت. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]