ندد الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في بيان مشترك، بحملة الاعتقالات واسعة النطاق التي يشهدها الشارع العربي في الآونة الأخيرة، وطالت ما يزيد عن 500 ناشط، وبالهجوم الشرس للأجهزة "الأمنية" على مظاهرات الجماهير الغاضبة على العدوان الاجرامي على قطاع غزة والضفة المحتلين، واتساع مظاهر الفاشية الارهابية في الشارع اليهودي، ضد كل من تجرأ على مناهضة الحرب، وندد الحزب والجبهة، بالاعتداء الجسدي والوحشي على النائب الرفيق محمد بركة، عضو المكتب السياسي للحزب ورئيس الجبهة، وعلى نجليه، والعاملين في كتلة الجبهة البرلمانية، ويحيي البيان جميع المعتقلين، الذين يُسطّرون بطولة صمود في وجه سلطات الترهيب ونظام ارهاب الدولة.

وقال بيان الحزب الشيوعي والجبهة، إن أجهزة القمع الإسرائيلية تلقت تعليمات وأوامر واضحة من أعلى مستويات الحكم وأجهزة المخابرات، وفي خلفيتها جوقة التحريض الترهيبي الشرس، التي يقف في مقدمتها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزرائه جميعا، دون استثناء، وإن كانت "النغمات" مختلفة، فالساكت من بينهم على تحريض "زملائه" في الحكومة، هو شريك في الحملة ذاتها.

وقد رأينا اعتداءات الأجهزة الأمنية الشرسة قد بدأت منذ مظاهرات الغضب على اختطاف وحرق الفتى المغدور محمد أبو خضير، لتنتشر جرائم قمع المظاهرات المناهضة للعدوان الاجرامي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأوقعت تلك اعتداءات الأجهزة اصابات عديدة بالرصاص المغلف بالمطاط وحالات الاختناق بالقنابل الغازية، ومن ثم حملت الاعتقالات في المظاهرات وما تلاها، وهذا عدا عن استدعاء أجهزة المخابرات لكم هائل من الناشطين، بهدف الترهيب ومنعهم من التعبير عن آرائهم.

ذراع العصابات الارهابية

وقال البيان، إن الأجهزة الإسرائيلية، وبإيعاز مباشر من حكومتها ومخابراتها، سعت الى استخدام عصابات وقطعان اليمين المتطرف الارهابية، للاعتداء على المتظاهرين المناهضين للحرب، خاصة في مدينتي تل أبيب وحيفا، وقد سجلت هذه الاعتداءات الارهابية ذروة لم تشهدها البلاد اطلاقا، حينما انفلت آلاف الارهابيين من ناشطي عصابة "كاخ" الارهابية، وأحزاب مستوطنين أخرى، مثل "موليدت" وغيره، على المئات من أعضاء الحزب الشيوعي والجبهة، اليهود والعرب خلال مظاهرتهم ضد الحرب على قمع الكرمل في حيفا، وواجه عدد كبير من الرفاق خطر الموت المحدق، وأصيب ما يزيد عن 30 ناشطا باصابات متفاوتة من القاء الحجارة، عدا تحطيم عدة حافلات، وكل هذا تحت سمع وبصر قوات الشرطة وجنود ما يسمى بـ "حرس الخدود".

وحمّل الحزب الشيوعي والجبهة حكومة بنيامين نتنياهو وأجهزتها الاستخباراتية المسؤولية المباشرة عن هذه الاعتداءات المباشرة، وأن الحكومة تستخدمها لإسكات صوت الضمير الحي المناهض للحرب.

الاعتداء الجسدي على النائب بركة

وأدان الحزب الشيوعي والجبهة، اعتداء القوات الخاصة من الشرطة على النائب محمد بركة جسديا، عند مدخل مركز الشرطة في مدينة الناصرة مساء الاثنين، حينما توجه الى المركز للاطلاع على أوضاع المعتقلين، ومن بينهم نجله الأصغر يزيد، الذين تم اعتقالهم فور انتهاء المظاهرة، كما أدان البيان الاعتداء واعتقال الرفاق الذين سعوا لحماية النائب بركة بأجسادهم، بعد أن سقط على الأرض لشدة الضرب من قوات الشرطة الخاصة، وهم مدير مكتبه الرفيق ساهر أبو دبي، ونجله، د. سعيد محمد بركة، والمهندس شريف زعبي، مركز كتلة جبهة الناصرة الديمقراطية في البلدية، ومساعد النائب عفو اغبارية، عزيز بسيوني، والرفيقين محمد سلمان أبو أحمد، وعلي شاهين، وهم جميعا في حالة ابعاد عن مدينتهم، استمرارا لشروط اعتقالهم لعدة أيام في معتقلات الشرطة.

وقال البيان، إن هذا ليس الاعتداء الأول على شخص النائب بركة من القوات الاسرائيلية، بما فيها سابقا عناصر جنود الاحتلال، وهو يواجه منذ سنوات محاكمة، هي في مرحلة الاستئناف حاليا، على ضوء مشاركته في المظاهرات المناهضة لسياسة الحرب والاحتلال.

إن الحزب والجبهة، إذ يعبّران عن تضامنهما الكامل مع جميع المعتقلين ووقف كوادر الحزب والجبهة الى جانبهم، فإنهما يؤكدان على وقوفهما الى جانب الرفيق محمد بركة، في وجه حملة الملاحقة السياسية والاعتداءات التي يواجهها من الأجهزة الأمنية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]