" قبل العدوان على غزة، كانت قيادة الجيش الإسرائيلي تطالب بإلحاح بزيادة الميزانية العسكرية بالمليارات، مما يدل على أن النيّة بشنّ هذه الحرب كانت مُبيتة ومضمرة مُسبقًا للقضاء على حماس وقواعدها البنيوية، بغض النظر عن مقتل المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية".

هذا ما قاله في مقابلة مع بُـكرا، الدكتور وائل كريّم، الخبير والمحاضر في الاقتصاد الدولي، مستنتجًا ضرورة التوصل إلى حلٍ دائمٍ وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومُشددًا على فشل استراتيجية القوة الإسرائيلية لتركيع الشعب الفلسطيني " فلا يُعقل أن تبقى غزة سجنًا كبيرًا واقعًا تحت حصارٍ قسري دائم"- كما قال.

وفي هذا السياق أكد د. وائل كريم، أن مُساهمة إسرائيل في ترميم غزة، أمر متاح وضروري – لصالح أمن ومستقبل جميع الأطراف، ولمصلحة السلام الدائم والعادل " وهنالك أوساط إسرائيلية تدعم هذا التوجه".

" إسرائيل دولة غير آمنة"..

واستعرض الدكتور كريم الخسائر والأضرار، المُباشرة وغير المُباشرة، المترتبة على الحرب، بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، فأشار إلى أن إجماليها يقارب حتى الآن الخمسة مليارات شيكل، بواقع 14 مليون دولار يوميًا، وقد تفاقم حجم الخسائر بوقف رحلات الطيران من وإلى إسرائيل، لتثبت واقعًا جديدًا وخطيرًا وهو أن إسرائيل، أصبحت أكثر من أي وقتٍ مضى " دولة غير آمنة، وغير مُستقرة" في عيون دول العالم والمستثمرين الأجانب من جهة ضمان السياحة والتبادل التجاري والتعاون على المدى البعيد، الأمر الذي يلحق بمستقبل الاقتصاد الإسرائيلي ضررًا فادحًا يضاف إلى الأضرار الراهنة واللاحقة للنشاط الاقتصادي داخل الدولة نفسها، الأمر الذي لا بد سيُثير جدلاً ومطالب داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه حول جدوى الحرب، وحول الإداء الفاشل للحكومة التي وصفها بأنها " ضيقة الأفق، وتعد أيامها المتبقية وهي في الرمق الأخير" على حد توصيفه، متطرقًا إلى دعوة الوزير ليبرمان لمقاطعة المصالح العربية داخل إسرائيل، وهي دعوة تستوجب من حكومةٍ رشيدة أن تُقصيه وتُقيله.

ومن جهةٍ أخرى، يرى المتحدث أن الميزانية الجديدة للدولة قادرة على امتصاص الأضرار والخسائر الناجمة عن الحرب، التي وصفها بأنها طفيفة قياسًا إلى حجم وقوة الاقتصاد الإسرائيلي.

شبابُنا أولى بالملايين التي تُصرف على الاستهلاك الزائد في رمضان..


وفي معرض حديثه ردًا على سؤال حول حجم وتأثيرات الحرب على الأوضاع الاقتصادية للمجتمع العربي داخل إسرائيل " بصفته الحلقة الأضعف"، شدّد الدكتور كريّم على ضرورة النظام السلمي المشروع لنيّل الحقوق والمساواة للمواطنين العرب، وعلى أهمية التكافل الاجتماعي في هذا الإطار، بعيدًا عن أي منحى أو اتجاه نحو الانعزال أو الانفصال والتطرف.

وفي هذا السياق، لفت الدكتور كريّم، إلى أن حجم الإنفاق والمصروفات في المجتمع العربي خلال شهر الصيام المبارك تزيد بـ 170 مليون شيكل ( 50 مليون دولار) عن معدل الإنفاق الشهري العادي، ما يدل على أن لدى مجتمعنا مقومات وإمكانيات " حبذا لو وجهت للصرف على مشاريع تضمن مستقبل شبابنا الواقع في دوامة العنف والبطالة"- على حد تعبيره، مشددًا على أهمية المشروعات والمُبادرات التي تندرج تحت عنوان " نفّع بلدك، وابن بلدك"، تأكيدًا للتكافل الاجتماعي الاقتصادي.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]